محتويات
سورة الانفطار
تعدُّ سورة الانفطار من السور المكية، حيثُ نزلَت على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وهي في الجزء الثلاثين وفي الحزب التاسعِ والخمسين، رقمُها من حيث الترتيب في المصحفِ الشريف 82، عددُ آياتِها 19 آية، سمِّيت بسورة الانفطار لأنَّ اسورةَ ابتدأت بهذه الكلمة لوصف السماء يوم القيامة؛ قال تعالى: "إذا السَّماءُ انفطَرتْ" [١]، وتُسمَّى أحيانًا سورةُ انفطَرَت، وسنبيِّنُ في هذا المقال فضل سورة الانفطار وبعضَ ما تضَمَّنته من عِبر وأحكَام.
مضامين سورة الانفطار
تصفُ سورة الانفطار بعضَ أهوال يوم القيامة وما يحدُثُ في الكون من تبدُّلاتٍ وتقلُّباتٍ، وما يطرأُ من أحداثٍ خطيرةٍ مخيفةٍ، كانشقاقِ السماء وتناثر الكواكب وانفجار البحار وتبعثرِ القبور كملامح لذلكَ اليوم العظيم؛ قال تعالى: "إذَا السمَاءُ انفَطَرَتْ * وإِذَا الكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإذَا البِحَارُ فجِّرَتْ * وإِذَا القُبُورُ بُعثِرَتْ" [٢]، وتشيرُ الآياتُ إلى فجورِ الإنسانِ وجحوده وإنكاره ليوم الحساب المُنتَظر، وإنكاره للدين الإسلامي الذي جاء به النبيُّ محمد -صلَّى الله عليه وسلم-، قال تعالى: "كلَّا بل تُكذِّبون بالدِّين" [٣].
وبيَّنت الآيات أن كلَّ ذلك سيُكتَب على الإنسان دون زيادةٍ أو نقصان من خلالِ ملائكة مكلَّفين بذلك؛ قال تعالى: "وإِنَّ عَليْكُمْ لحَافِظِينَ * كرَامًا كاتِبِينَ * يعْلَمُونَ ما تفْعلُونَ" [٤]، وبيَّنت مصيرَ الناس الذينَ سَيُقسمون يوم القيامةِ إلى مؤمنينَ وكافرينَ؛ قال تعالى: "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ" [٥].
وفي النهاية عظَّمَت يوم القيامة وأكَّدَت أن الحكمَ لله وحده -سبحانه وتعالى- وأنَّ الضرَّ والنفعَ بيده وحده؛ قال تعالى: "ومَا أدْرَاكَ مَا يومُ الدِّينِ * ثمَّ ما أدْرَاكَ مَا يَومُ الدينِ * يوْمَ لا تَملِكُ نفْسٌ لِنفْسٍ شيْئًا والأَمْرُ يومَئِذٍ للَّهِ"،[٦].[٧].
فضل سورة الانفطار
لم ترِدْ في فضل سورة الانفطار أحاديثُ خاصَّة بالسورةِ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- بل إنَّ كلَّ ما رودَ عبارة عن أحاديث موضوعةٍ لا أصلَ لها، وإنَّما فضل سورة الانفطار كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريمِ كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى؛ كما ورد في الحديث الشريفِ المشهورِ الذي قالَ فيه رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ "ألم" حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" [٨].
وفضلُها أيضًا في الأخذِ بما جاءت به من أحكام سنَّها الله تعالى للمسلمين في كتابه الكريم، كالحثِّ على مراقبةِ الله تعالى في السرِّ والعلنِ والاعتماد المطلَق عليه تعالى لأنَّ الحكمَ والمُلكَ له وحده ولأنَّ الضرَّ والنفعَ بيدِه وحده -جلَّ وعلا-.[٩].
بعض أهوال يوم القيامة في سورة الانفطار
تناولت سورة الانفطار بعض صور أحداثِ يوم القيامة، ابتداءً من تشقُّقِ السماء وتناثرِ الكواكب، إلى تفجُّر البحار جميعها بعضها في بعض وتبعثر القبور بعدها، قال تعالى: "وإذا القبورُ بُعثِرَت"،[١٠]، أي نُبشَت فأُخرجَ من فيها من الموتى أحياءً مرَّةً أخرى، وفي الحديثِ الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "مَن سَرَّه أنْ يَنظرَ إلى يَومَ القيامةِ، كأنَّه رَأيُ عَينٍ، فلْيقرأْ "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ". [١١][١٢].
المراجع
- ↑ {الانفطار: الآية 1}
- ↑ {الانفطار: الآيات 1، 2، 3، 4}
- ↑ {الانفطار: الآية 9}
- ↑ {الانفطار: الآيات 10، 11، 12}
- ↑ {الانفطار: الآيات 13، 14}
- ↑ {الانفطار: الآيات 17، 18، 19}
- ↑ تفسير سورة الانفطار, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
- ↑ سورة الانفطار, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرف
- ↑ {الانفطار: الآية 4}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 6293، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ تفسير سورة الانفطار, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرف