الأحاديث الواردة في فضل سورة الجمعة
هل ورد في فضل سورة الجمعة حديث صحيح؟
أورد الثعلبي في تفسيره حديثًا عن فضل سورة الجمعة، حيث رواه بسنده عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَنْ قَرَأ سُورَةَ الجُمُعَةِ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَناتٍ بعددِ مَنْ ذَهبَ إلى الجُمعةِ من مِصْرٍ مِنْ أمْصَارِ المُسْلمينَ ومَنْ لَمْ يَذْهَبْ"،[١] ولكنّ هذا الحديث ضعيف وذلك لوجود أبو عصمة نوح بن مريم ضمن رجال السند وهو معروف بالكذب والوضع في الحديث،[٢] كما علّق المِناوي على هذا الحديث وقال إنّه موضوع.[٣]
ومن الأحاديث الواردة في فضل سورة الجمعة ما ذكره الفيروز آبادي في بصائر ذوي التمييز، وهو قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "يا علىّ مَنْ قرأَها فكأَنَّما فُتح له أَلف مدينة، وعُصِم من إِبليس وجنوده، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ المنفِق على عياله"،[٤] ولكنّ هذا الحديث ضعيف أيضًا حيث لم يرد في فضل سورة الجمعة حديث صحيح مخصوص.[٢]
وما ورد بشأن هذه السورة هو أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرؤها في الركعة الأولى من صلاة الجمعة، حيث أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: "أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ"،[٥] فمداومة رسول الله على قراءة هذه السورة في صلاة الجمعة هو فضيلة من فضائلها،[٢] والدليل أنّ بعض أهل العلم ذكروا هذا الحديث ضمن فضائل سورة الجمعة.[٦]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الجمعة وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الجمعة
فضل سورة الجمعة في التأثير إيجابًا على حياة المسلم
ما هو انعكاس مضامين وأهداف سورة الجمعة على حياة الإنسان؟
وفيما يأتي بيان لبعض من فوائد سورة الجمعة في هذا الإطار:[٧]
- من فضائلها الانتفاع بالعلم والعمل به هو الغاية الأبرز من تعلّمه وتحصيله.
- من فضائلها أن المسلم لا يخشى الموت ومفارقة الحياة حبًا بالدنيا وركونًا إليها، وإنّما يخشى عذاب الله ويعمل لاجتناب هذا العذاب وتحقيق رضا الله تعالى.
- من فضائلها تذكّر الموت ودوام استحضاره والتفكّر في مصير الإنسان لا يعني ترك العمل الدنيوي والسعي في طلب الرزق، فالمسلم متوازن يعلم ما هي الأولويات ويجتهد في إعطاء كل شيء حقّه.
- من فضائلها صلاة الجمعة، وما فيها من تصفية النفس ممّا علق به من أدران الحرص على الدنيا والتلّق الشديد بها، وتطهير للروح وسمو بها نحو العبادة وطاعة الله الهدف الرئيس من وجود الخلق جميعًا.
- من فضائلها ألا تنحصر العبادة في الإسلام بالمساجد ودور العبادة بل إنّ تصحيح النية والالتزام بشرع الله يجعل للإنسان ثوابًا في جميع أعماله وسعيه في طلب الرزق.
وللاستزادة حول سورة الجمعة وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الجمعة
كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الجمعة بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الجمعة
المراجع
- ↑ الثعلبي، تفسير الثعلبي، صفحة 305. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 238. بتصرّف.
- ↑ المناوي، كتاب الفتح السماوي، صفحة 1042. بتصرّف.
- ↑ الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 464. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:879، حديث صحيح.
- ↑ المُسْتَغْفِرِيُّ، كتاب فضائل القرآن للمستغفري، صفحة 637. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 253-258. بتصرّف.