فضل سورة الحديد ومقاصدها

كتابة:
فضل سورة الحديد ومقاصدها


فضل سورة الحديد

يجدر بالذّكر أنّه لم يرد في فضل سورة الحديد نصوص تدلّ على فضلها بالتحديد، وأكثر الأحاديث التي جاءت تتحدّث عن فضل هذه السورة ضعّفها العلماء، ومن ذلك ما جاء عن عليّ أنّ قراءة بعض آياتها سببٌ لقضاء الحاجات، وهذا الحديث إسناده ضعيف، وهو: (اقرَأْ من أوَّلِ سورةِ الحديدِ إلى آخرِ ستِّ آياتٍ منها "عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"، وآخرَ سورةِ الحشرِ يعني أربعَ آياتٍ، ثُمَّ ارفَعْ يديكَ فقُل: يا مَن هُوَ هكذَا أسألُكَ بِحَقِّ هذهِ الأسماءِ أن تُصَلِّيَ علَى مُحمَّدٍ وأن تفعَلَ بي كذا وكذا مِمَّا تريدُ، فو اللَّهِ الَّذي لا إلهَ غيرُهُ لتنقَلِبَنَّ بحاجَتِكَ إن شاءَ اللَّهُ)،[١][٢]


وذكر السّيوطي في كتابه الدر المنثور: "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ المسبحات قبل أَن يرقد، وَقَالَ إِن فِيهِنَّ آيَة أفضل من ألف آيَة"، وقال إنّ هذا الحديث حسّنه النسائي والبيهقي عن عرباض بن سارية؛[٣] وقال السيوطي إن لهذه السورة علاقة بقصة إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهي من السور المسبّحات: كسورة الحشر، وسورة الصف، وسورة التغابن، وسورة الجمعة.[٤]


مقاصد سورة الحديد

إنّ في سورة الحديد مقاصد عظيمة، نذكر أهمّها فيما يأتي:[٥]

  • السورةُ تتحدّث عن قدرةِ اللهِ -تعالى- في الكونِ، وأنَّه الأوَّلُ والآخرُ، وبيدِه الرّزقُ -سبحانه-، ولا يماثلُه شيءٌ، وهو خالقُ كلِّ ما في هذا الكون المتصرّف فيه، والمحاسبُ للنُّفوسِ البشريَّة على كل ما فعلت والمُجازي على ذلك.
  • المتدبّر في آيات سورة الحديد يجد أنّها تُعمِّق الإيمانِ في القلبِ، وتزيد من خشوعه وتَذَلُّلـه لله.
  • الحثّ على التسبيح، حيث إنّ المخلوقاتِ جميعُها تُسبِّح اللهِ -تعالى-.[٦]
  • الحثّ على الإخلاص، وطهارةِ القلوبِ ونقائِها، وخُلوِّهَا من الحرص على ملذّاتِ الدُّنيا، وحضِّ الناس على الاتّعاظِ بما صارَت إليهِ الأممُ السابقة.[٧]
  • التذكيرِ بما أعده الله -تعالى- للمؤمنينَ من جزاء صبرهم على هذه الدنيا.[٨]
  • الحث على الإنفاق في سبيل الله، والتحذير من خلق النفاق وأهله.[٩]


التعريف بسورة الحديد

سورةُ الحديدِ مدنيَّة بإجماعِ المُفسرينَ، وعددُ آياتِها تسعٌ وعشرونَ آية، وسمِّيت بالحديدِ؛ لأنَّه قويٌّ ذو بأسٍ في الجهاد، وهكذا سورة الحديد آياتها ناصرة لله -تعالى- ونبيّه، بالإضافة إلى ذكر اسم الحديدِ فيها،[١٠][١١] وقد ذُكِرَت كلمة الحديد في الآيةِ الخامسةِ والعشرين،[١٢] وهيَ سورةٌ نزلَت بعدَ سورةِ الزلزلةِ في المدينةِ المنورةِ، وقد بُدئَت بالتسبيحِ.[١٣]


المراجع

  1. رواه السيوطي، في الدر المنثور ، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:14/26، إسناده ضعيف.
  2. زين الدين العراقي (1424)، كتاب تخريج أحاديث الإحياء المغني عن حمل الأسفار (الطبعة 1)، بيروت لبنان:دار ابن حزم، صفحة 399، جزء 1. بتصرّف.
  3. السّيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت:دار الفكر، صفحة 46، جزء 8. بتصرّف.
  4. قاسم سليمان، سورة الحديد دراسة بلاغية، صفحة 166. بتصرّف.
  5. جعفر شرف الدين (1420)، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت-لبنان:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 135، جزء 9. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين (1393)، التفسير الوسيط مجمع البحوث (الطبعة 1)، الأزهر الشريف-مصر:الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، صفحة 1275، جزء 9. بتصرّف.
  7. محمد عزة دروزة (1383)، التفسير الحديث (الطبعة 1)، القاهرة-مصر:دار إحياء الكتب العربية ، صفحة 296، جزء 9. بتصرّف.
  8. قاسم فتحي سليمان، سورة الحديـد دراسة بلاغية، صفحة 165. بتصرّف.
  9. سعيد حوّى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة-مصر:دار السلام، صفحة 5734، جزء 10. بتصرّف.
  10. جمال الدين القاسمي (1418)، تفسير القاسمي محاسن التأويل (الطبعة 1)، بيروت-لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 136، جزء 9. بتصرّف.
  11. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 2، جزء 51. بتصرّف.
  12. محمد تركي، سورة الحديد دراسة بيانية، صفحة 8-10. بتصرّف.
  13. محمد الأمين الهرري (1421)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت-لبنان:دار طوق النجاة، صفحة 428، جزء 28. بتصرّف.
4843 مشاهدة
للأعلى للسفل
×