سورة الذاريات
أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم على سيّدنا محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لهدايةِ النَّاس إلى الطريقِ المستقيم، وإخراجهم من ظلمات الجَهْل والرذيلة إلى نور العلم والفضيلة، وهو المجموع بين دفتي المصحف، ويَضُم مئة وأربع عشرة سورة، منها ما هو مكي، أي نَزل قبل الهجرة النبوية الشريفة، ومنها ما هو مدني، أي نزل بعد الهجرة، ومِن سوره المكية سورة الذاريات، وهي السُّورَة الواحدة والخمسون بحسب ترتيبها في المصحف الشريف، وعدد آياتها ستون آية، وفيما يأتي بيان فضل سورة الذاريات وتعريفٌ بموضوعاتها إجمالًا، وببعض الدروس والعبر المستفادة منها.
مضامين سورة الذاريات
ابتدأت السّورة الكريمة بقسم الله -جلّ وعلا- ببعض مخلوقاته على أن البعث حق والجزاء حق، ثم انتقلت للحديث عن مشركي مكة، وبيّنت حالهم في الدنيا، ومآلهم في الآخرة، وتحدّثت بعدها عن المتقين وما أعده الله -سبحانه وتعالى- لهم في الآخرة من ثواب، ثم ذكرت الآيات الكريمة بعض دلائل قدرة الله -سبحانه وتعالى- وعظمته في الكون، وتعرضت لجوانب من قصص إبراهيم ولوط وهود وصالح وموسى ونوح -عليهم الصّلاة والسّلام- مع أقوامهم، وخُتِمَت السّورة الكريمة ببيان الغاية من خلق الجن والإنس وهي معرفة الله -سبحانه وتعالى- وتوحيده وعبادته جلّ وعلا. [١][٢]
فضل سورة الذاريات
إنَّ تلاوة القرآن الكريم والإقبال عليه من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهذا يشمل كل سور وآيات القرآن الكريم، ويُضاف إليه أن بعض الأحاديث النبوية الشريفة قد خَصَّت سُورًا بعينها بمزيدِ فضلٍ، ومن ذلك ما وَرَدَ في فضل سورة الذاريات، فعن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ"، [٣] والمقصود بالمفصل: سور القرآن الكريم من سورة الحجرات إلى سورة النّاس. [٤] [٥]
ومما يزيد من فضل سورة الذاريات أنّها من السُّور النظائر التي ذكرها ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله: " لَقد عَرَفتُ النَّظائرَ الَّتي كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يَقرُنُ بَينَهنَّ". [٦] [٧]، وفضل سورة الذاريات -كما هو الحال في القرآن كلّه- لا ينحصر في أجر وبركة التلاوة فقط بل يشمل الفهم والتطبيق، لذا على المسلم أن يحرص على فهم معانيها، وعلى تطبيقها في حياته؛ لينال بذلك الفضل كلّه.
دروس وعبر من سورة الذاريات
تضمنت السّورة الكريمة العديد من الدروس والعبر والفوائد، منها: أنّ الله -سبحانه وتعالى- يُقْسِم بما شاء من مخلوقاته بيانًا لأهميتها، وأنّ هذا الكون بكل ما فيه يدل على عظمة الخالق -جلّ وعلا-، وأنّه وحده المستحق للعبادة، وأنّ البعث والحشر والحساب حق، وأنّ على المؤمن أنْ يتعظ بما حلّ بالأمم السّابقة، وأن يحرص على طاعة الله -سبحانه وتعالى- واجتناب نواهيه، واللجوء إليه، وأن يستحضر دائمًا الغاية من خَلْق الله -سبحانه وتعالى- للجن والإنس. [٨]
المراجع
- ↑ سورة الذاريات, ، "www.e-quran.com"، اطلع عليه بتاريخ 22-11-2018، بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات, ، "quran.ksu.edu.sa"، اطلع عليه بتاريخ 22-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، المُحدّث: الألباني، المصدر: بداية السول، الصفحة أو الرقم: 59، خلاصة حكم المُحدّث: صحيح.
- ↑ شرح حديثين في فضل القرآن الكريم, ، "islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 22-11-2018، بتصرّف.
- ↑ السور التي يستحب قراءتها في الصلاة, ، "aliftaa.jo"، اطلع عليه بتاريخ 22-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، المحدّث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 775 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ شرح حديث (لقد عرفت النظائر..), ، "islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 22-11-2018، بتصرّف.
- ↑ تفسير سورة الذاريات للناشئين, ، "www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 22-11-2018، بتصرف.