فضل سورة الزخرف

كتابة:
فضل سورة الزخرف

هل وردت فضائل مأثورة في سورة الزخرف؟

إنّ الفضل الثابت لهذه السورة الكريمة هو أنّها من السور المثاني، فعن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُعطيتُ مَكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطيتُ مَكانَ الزَّبورِ المِئينَ، وأُعطيتُ مَكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفضِّلتُ بالمفصَّلِ)،[١][٢] والمثاني؛ هي السور التي تلي المئين، ويعني السور التي لا يصل عدد آياتها إلى مئة، وقيل سُميّت بذلك؛ لأنّ القصص فيها تُثنّى وتتكرر، وقيل غير ذلك.[٣]

وورد في فضل قراءة سورة الزخرف عدّة آثار، ولكنّها ضعيفة، وبعضها قد يكون موضوعاً، فعن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قرأ سورة الزخرف صلت عليه ملائكة الرحمة، واسترحموا له، وكان ممن يقال له يوم القيامة: (ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون)، ادخلوا الجنة بغير حساب).[٤][٥]

ولكنّ هذا الأثر ضعيف، حيث أورده الفيروز آبادي في بصائر ذوي التمييز وحَكم بضعفه،[٦] وحكم عليه المناوي وغيره بأنّه حديث موضوع،[٧] وورد فيها أثر آخر وهو أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من قرأ سورة الزخرف كان كمن لا ذنب له).[٥]

وأورد جلال الدين السيوطي في كتابه "الزيادات على الموضوعات" عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه سمع عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- يقول: (من قرأ سورة الزخرف في ليلة كُتب له براءة ولأبيه براءة ولأمّه براءة من النار)، وهذا الأثر موضوع، فهو موجود في كتاب مختصّ بالأحاديث الموضوعة.

فضل سورة الزخرف في التأثير إيجابيًا على حياة المسلم

على الرغم من عدم وجود آثار صحيحة تتحدّث عن فضل قراءة سورة الزخرف بشكل خاص، إلّا أنّ لهذه السورة الكثير من الفضائل التي يمكن أن تنعكس إيجابًا على حياة المسلم، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الفضائل على سبيل المثال لا الحصر:[٨]

  • إنّ القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أنزله بلغة العرب ليفهموه وليتدبّروا آياته، وأوصى به -سبحانه- وحثّ عباده على تدبّره حتّى يفقهوا ما به من أحكام ويدركوا ما اشتمل عليه من مكارم أخلاق فيؤمنون به ويأتمرون بأوامره.
  • إنّ من يصرّ على الكفر ويستمرّ في العناد والتكذيب ليس له مصير سوى الهلاك، فهذه سنّة من سنن الله -عزّ وجلّ- في كونه.
  • إنّ الله -عزّ وجلّ- هو المستحقّ للعبادة وحده؛ لأنّ جميع ما في الأكوان هو من بديع صنعه وإحسان تدبيره، فهو وحده المتفرّد بالقدرة المطلقة والجلال التام والصفات الكاملة.
  • إنّ الاعتقاد الذي يسري في المجتمع ويتوارثه الأبناء عن الآباء، والآباء عن الأجداد، لا يعني صحّته ولا يُثبت مصداقيّته، والمسلم يُعمل عقله ويتفكّر فيما يُعرض عليه حتّى يصل إلى طريق الصواب ويسير في سبيل الهداية.
  • إنّ الاستعلاء في الأرض لا يُنجي من عذاب الله، فالعبد مهما بلغت قوته وسطوته ومهما ملك من أموال الدنيا وزخارفها ولم يكن معترفًا لله -تعالى- بالوحدانية متوجهًا له بالعبادة فمآله إلى الخسران والعذاب.

المراجع

  1. محمد بن رزق الطرهوني، كتاب موسوعة فضائل سور وآيات القرآن، صفحة 105. بتصرّف.
  2. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبي فسيلة، الصفحة أو الرقم:1166، حديث حسن.
  3. الصنعاني، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 486-487. بتصرّف.
  4. رواه ابن حجر العسقلاني، في الكافي الشافي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:252، موضوع.
  5. ^ أ ب ابن الأحنف اليمني، كتاب البستان في إعراب مشكلات القرآن، صفحة 451. بتصرّف.
  6. الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 423. بتصرّف.
  7. المناوي، عبد الرؤوف، كتاب الفتح السماوي، صفحة 985. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، كتاب التفسير الوسيط، صفحة 781-782. بتصرّف.
4211 مشاهدة
للأعلى للسفل
×