فضل سورة الشعراء

كتابة:
فضل سورة الشعراء
تعدّ سورة الشعراء إحدى السور المكية، ويبلغ عدد آياتها مئتين وسبع وعشرين وفق العدد الكوفي، ومئتين وست وعشرين وفق العدد البصري، أمّا ترتيبها بين السور من حيث ترتيب النزول فهي السورة السابعة والأربعون، حيث نزلت بعد سورة الواقعة وقبل سورة النمل، وترتيبها بين السور وفق الرسم القرآني والمصحف العثماني فهي السورة السادسة والعشرون، وقد سمّيت سورة الشعراء بهذا الاسم لحديثها عن الشعراء في نهايتها والتفريق بين الضالين منهم والمؤمنين، حيث قال الله -تعالى-: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا)،[١] وقد كان في ذلك ردّا على من زعم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان شاعراً، وقد سمّيت سورة الشعراء بأسماء أخرى نحو: سورة طسم، والظلة، والجامعة.[٢][٣][٤]



فضل سورة الشعراء

ثبت في فضل سورة الشعراء الأحاديث التالية:[٤]

  • قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين)،[٥] حيث أشار العلماء إلى أنّ المقصود بلفظ (المئين) هي سور القرآن الكريم التي يبلغ عدد آياتها أكثر من مئة آية، وقد أُشير مسبقاً إلى أنّ عدد آيات سورة الشعراء يتجاوز المئتي آية، لذا فإنّها تعدّ إحدى السور التي يشملها حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ منْ ألواحِ موسى)،[٦] حيث أشار العلماء إلى أنّ المقصود بلفظ (والطواسينَ) أنّها سورتا الشعراء، والقصص لأنّ كلاً منهما تبدأ بقول الله -تعالى-: (طسم)، وسورة النمل لأنّها تبدأ بقول الله -تعالى-: (طس).


وممّا تجدر الإشارة إليه أنّه لا شكّ أنّ فضل قراءة سورة الشعراء يدخل ضمن الفضل العام لفضل قراءة القرآن الكريم، والذي أشار إليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في العديد من أحاديثه ومنها ما يأتي:[٧]

  • قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[٨]
  • قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ).[٩]
  • قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ).[١٠]



مقاصد سورة الشعراء

هناك العديد من المقاصد التي أشارت إليها سورة الشعراء ومنها ما يأتي:[٤]

  • إثبات وحدانية الله -تعالى- والدعوة إلى تصديق الوحي المنزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • تحذير الكافرين والمكذبين بعذاب الدنيا والآخرة.
  • الإشادة بالقرآن الكريم وتنزيهه عن احتمال كونه شعراً وكلاماً للشياطين.
  • التسلية عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يواجهه من إعراض قومه عن التوحيد.
  • الحديث عن بعض الأمم السابقة التي كذبت رسلها، وذكر ما حلّ بها من عذاب وسخط.
  • دعوة المؤمنين وحثّهم على الصبر في مواجهة أذى وظلم الكافرين.



المراجع

  1. سورة الشعراء، آية:224-227
  2. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 89-90. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 118. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "مقاصد سورة الشعراء"، اسلام ويب، 6-7-2014، اطّلع عليه بتاريخ 21-1-2-22. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في بداية السول، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم:59، صحيح.
  6. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن معقل بن يسار ، الصفحة أو الرقم:1162 ، صحيح.
  7. "فضل تلاوة القرآن الكريم"، نداء الايمان، اطّلع عليه بتاريخ 21-1-2022. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804 ، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الاشعري، الصفحة أو الرقم:797 ، صحيح.
  10. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2913 ، حسن صحيح.
5479 مشاهدة
للأعلى للسفل
×