فضل سورة العاديات

كتابة:
فضل سورة العاديات

فضل سورة العاديات

هل ورد حديثٌ صحيح في فضل سورة العاديات؟

لم يَرِد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ صحيحٌ مخصّص في فضل سورة العاديات، بيدَ أنّ بعض العلماء قد تناقلوا بعض هذه الفضائل في كتبهم، وجلّها ضعيف أو مرسل ومن ذلك روايتهم حديثًا عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال في فضل هذه السّورة: "من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد من يأتى المزدلفة".[١]


وكذلك فقد ذكر بعضهم حديثًا آخر عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "يا علي من قرأها فكأنما كسا كل يتيم فى أمتي، وأعطاه الله بكل آية قرأها حديقة فى الجنة" ومن الجدير بالذكر أنّ كلا الحديثين لا تصحّ نسبتهما إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل هذه السّورة.[١]


وورد كذلك حديثٌ ثالثٌ في فضل السّورة رواه الحسن البصريّ عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مرسلًأ، وهو قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "العادياتُ تعدلُ نصفَ القرآنِ"،[٢][٣] وقد اختلف أهل العلم في مراسيل الحسن البصريّ فقد جعلها الإمام أحمد أضعف المراسيل، وصحّح مجملها أبو زرعة وغيره.[٤]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة العاديات وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة العاديات


فضل سورة العاديات في التأثير إيجابًا على حياة المسلم

كيف تؤثّر سورة العاديات على شخصيّة الإنسان المسلم؟


من فضائل سورة العاديات ذمّ بعض الصّفات التي تودي بصاحبها المهالك والخسارة في الآخرة، ومن ذلك:[٥]

  • تحذير المسلمين من اتّباع هوى النفس والحثّ على ترك التّعلّق بغير الله.
  • تذكير العباد بأنّهم مقبلون على يوم القيامة، وأنّهم سيحاسبون حسابًا شديدًا على كلّ ما فعلوا.
  • تَذكير الناس بالموت، وهذا لحثّ المؤمنين على الاستزادة من الطّاعات والأعمال الصّالحة، ولتهديد الكافرين الذين يجحدون نعم الله تعالى.
  • تثبيت المسلمين على دين الله وعلى موقفهم من الدفاع عن دين الله -تعالى- وأن تكون هذه المسؤولية مناطة بالجميع.
  • تذكير الإنسان المسلم بحقّ الله -تعالى- عليه والتنبيه على ضرورة مراقبة النّفس ومحاسبتها المستمرة حتّى لا تكون سببًا في كفر الإنسان لنعم الله عليه.
  • تذكير الإنسان بأحقّيّة الله -تعالى- بالتّفرّد بالعبادة والتّشنيع على كافر النّعمة فعله، إذ إنّ الله -تعالى- هو الرّبّ الواحد الذي يستحقّ العبادة.
  • الصفة المتأصلة بانسان هي جحوده بنعمة الله، فالذي كتب الله له الفلاح هو الذي يروض نفسه عن ذلك ويُحاول ألّا يكون حظه كبيرًا من تلك الصفة، ولا ينجو من جحود نعمة الله سوى الأنبياء وكُمَّل الصالحين.
  • ذمّ البخل والشّحّ، وذِكرُ أنّ حبّ المال والجاه من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى المهالك.


وللاستزادة حول سورة العاديات وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة العاديات


كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة العاديات بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة العاديات

المراجع

  1. ^ أ ب الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 538. بتصرّف.
  2. رواه الشوكاني، في فتح القدير، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم:5/695، حديث مرسل.
  3. محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 248.
  4. أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين، إقامة الدليل على علو رتبة إرواء الغليل، صفحة 30.
  5. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 500 - 505. بتصرّف.
4711 مشاهدة
للأعلى للسفل
×