فضل سورة الفتح

كتابة:
فضل سورة الفتح

فضل القرآن الكريم

أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بأوامر ترقى بالنّفس الإنسانية، أمرنا بمكارم الأخلاق ونهانا عن الآثام والمحارم، قال العزيز الجليل في كتابه العظيم: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[١] فمَن أطاع فقد نجى وحاز النّعيم، ومن عصى فقد هلك وكان من المعذَّبين، وقال -صلى الله عليه وسلّم-: (خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه).[٢]

التّعريف بسورة الفتح

هي سورة مدنيّة وعدد آياتها تسع وعشرون آية، وموضوعها العام يتحدّث عن صلح الحديبية الذي حدث بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين مشركي مكة في السنة السادسة للهجرة، حيث نزلت بين مكة المكرمة والمدينة المنوّرة.[٣]

فضل سورة الفتح

لسورة الفتح فضائل عديدة، وبيانها فيما يأتي:

  • كانت أحبّ سورة إلى قلب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فعندما نزلت عليه كان عائدًا مع أصحابه من صلح الحديبية، نزل قوله -تعالى-: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا* لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)،[٤] فقال النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (لقد أُنزلت عليّ آية هي أحب إلي من الدنيا جميعاً).[٥][٦]
  • عَن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى ترم قدماه فقيل: يا رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكوراً).[٧][٨]
  • ورد عن الصالحين أنّ قراءة سورة الفتح في أوّل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك في ركعتي نفل تحفظ صاحبها في ذاك العام كلّه.[٩]
  • نزول سورة الفتح كان بداية للفتح الأعظم، وهو فتح مكة حيث دخل في الإسلام الكثير من النّاس وزاد عدد المسلمين؛ بسبب اختلاط المشركين بالمسلمين وسماع كلامهم فتمكّن الإسلام من قلوبهم وبدأوا بالدخول بالإسلام حتى بعد مضيّ تلك السنين عاد المسلمون إلى مكة المكرمة -زادها الله تشريفًا- لفتحها وعددهم عشرة آلاف.[١٠]

مقاصد سورة الفتح

ومن هذه المقاصد ما يأتي:

  • تعدّ سورة الفتح من السّور المدنيّة التي عُنيت بالجانب التشريعي؛ الذي يعالج التشريعات وأسسها من معاملات وعبادات وأخلاق وتوجيهات.
  • ورد في السّورة الحديث عن جهاد المؤمنين الصادقين عندما بايعوا الرّسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة الرضوان على أن يجاهدوا في سبيل الله -تعالى- حتى الموت، فباركها الله -سبحانه وتعالى- ورضي عن أصحابها.[١١]
قال -جل جلاله- في السّورة العظيمة: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا* وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).[١٢]
  • خُتمت السّورة الكريمة بمدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المطهّرين الأخيار والثناء عليهم،[١٣] قال -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ).[١٤]

المراجع

  1. سورة ص، آية:29
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:118.
  3. أبو جعفر النحاس أحمد، معاني القرآن، صفحة 189. بتصرّف.
  4. سورة الفتح، آية:1-2
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1786، صحيح.
  6. أبو العباس جعفر المستغفريّ، فضائل القرآن، صفحة 616. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4837، صحيح.
  8. المستغفري، فضائل القرآن، صفحة 618.
  9. أبو العباس جعفر المستغفريّ، فضائل القرآن، صفحة 618. بتصرّف.
  10. شهاب الدين محمود الألوسي، تفسير الألوسي روح المعاني، صفحة 239. بتصرّف.
  11. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة b1bbf454_2528_4eaa_9bf7_a846e00db201
  12. سورة الفتح، آية:18-19
  13. محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير (الطبعة 10)، القاهرة:دار الحديث، صفحة 208، جزء 3. بتصرّف.
  14. سورة الفتح، آية:29
3954 مشاهدة
للأعلى للسفل
×