محتويات
فضل سورة القدر
فضل السورة الخاص
وردت مجموعة من الأحاديث التي تنصّ على فضل سورة القدر، لكنّها أحاديث ضعيفة، منها ما رُوي أنّ من قرأ سورة القدر أُعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر، وأنّ من قرأها في ليلةٍ نادى منادٍ: أن استأنف العمل فقد غفر الله لك.[١]
وأنّ من قرأها فتح الله عليه في قبره بابين من أبواب الجنّة، وله بكل آية منها أجر كمن صلّى بين المقام والركن ألف ركعة، وكلها أحاديث لا تصح، ولم يرد أيّ حديث صحيح في فضل سورة القدر على وجه الخصوص.[١]
فضل السورة العام
سورة القدر من سور القرآن الكريم، يشملها الفضل العام لقراءة القرآن، وقد وردت العديد من نصوص القرآن الكريم، والسنّة النبويّة الشريفة التي تنصّ على فضل القرآن وقراءته، منها قول الله -تعالى-: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ*بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ).[٢][٣]
ومن السنّة النبويّة ما ثبت في الصحيح عن عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)،[٤] وما رواه أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ).[٥][٣]
فضل موضوعات السورة
تضمّنت سورة القدر مجموعة من الفضائل والمقاصد، نذكر منها ما يأتي:[٦]
- نزول القرآن الكريم في ليلة القدر جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
- تعظيم شأن ليلة القدر من خلال الاستفهام عنها في فاتحة السورة.
- وصفها الله بأنّها سلامة للعباد من كل شرّ، من مطلعها إلى طلوع الفجر.
- العبادة في ليلة القدر خير من العبادة في ألف شهر.[٧]
- نزول الملائكة في هذه اللّيلة، وتقدير مقادير العباد من خير أو شر.[٧]
التعريف بالسورة
تعدّ سورة القدر من السور المكيّة، ويبلغ عدد آياتها خمس آيات، نزلت بعد سورة عبس، تتحدّث السورة عن ليلة القدر التي ابتدأ فيها نزول القرآن الكريم، من خلال الوحي جبريل -عليه السّلام-، ففي هذه اللّيلة العظيمة ابتدأ اتّصال الأرض بالسماء، وأنزل الله فيها أعظم كتاب على أعظم نبي لخير أمّة.[٨] وقد وافق ذلك ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك.
قال فيها -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[٩] أمّا ليلة القدر على وجه التفصيل فهي ليلة من اللّيالي التي تقع فيالعشر الأواخر من رمضان، لما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري فقال: (إنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا - أوْ نُسِّيتُهَا - فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ في الوَتْرِ).[١٠][٨]
وبيّنت السورة الكريمة فضل هذه اللّيلة العظيمة، ونزول الملائكة المقرّبين إلى عباد الله، لتغشاهم السلامة والسّلام طوال اللّيل إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١١][١٢]
المراجع
- ^ أ ب الفيروزآبادي (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة :المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 532، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت ، آية:3-4
- ^ أ ب محمد إبراهيم ، القرآن وإعجازه العلمي، القاهرة :دار الفكر العربي ، صفحة 12-13. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عثمان بن عفان ، الصفحة أو الرقم:5027 ، صحيح .
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:179 ، صحيح .
- ↑ محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت :دار طوق النجاة، صفحة 202، جزء 32. بتصرّف.
- ^ أ ب جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 67، جزء 12. بتصرّف.
- ^ أ ب جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 63، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية:185
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:2016، صحيح .
- ↑ سورة القدر ، آية:5
- ↑ الفيروزآبادي (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة :المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، صفحة 351، جزء 1. بتصرّف.
