فضل سورة المسد

كتابة:
فضل سورة المسد

سورة المسد

سورة المسد إحدى قصار سور المفصَّل المكيّة، والتي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الرابعة من البعثة، ونزلت قبل سورة التكوير وبعد سورة الفاتحة وعُدّت السورة السادسة في ترتيب النزول، فهي بذلك من أوائل السور نزولًا والسورة الحادية عشرة بعد المائة في ترتيب سور المصحف العثمانيّ، وتقع آياتها الخمس في الربع الثامن من الحزب الستين من الجزء الثلاثين، وعُرفت في كتب التفسير والمصاحف بهذا الاسم، كما يُطلق عليها اسم سورة تَبَّت إلى جانب اسميْن أقلّ انتشارًا هما: سورة اللهب وسورة أبي لهب، وهذا المقال يُسلط الضوء على فضل سورة المسد.

مضامين سورة المسد

تُعدّ سورة المسد واحدةٌ من سور القرآن الكريم التي تضمّنت آياتها الحديث عن مضمون واحدٍ فقط؛ فهذه السورة تتفرد بالحديث عن عدوّ من أعداء الله ورسوله الذي عادى الرسول أشدَّ العِداء وحرّض على الإسلام والمسلمين ألا وهو أبو لهبٍ -عبد العزى بن عبد المطلب عم الرسول- ولم يقف العداء عنده بل امتد إلى زوجته أم جميل أروى بنت حربٍ التي تشاركت مع زوجها في محاربة الرسول وبغضه وقد توعدهما الله بالعذاب الشديد وخُصّت زوجة أبي لهبٍ بعذابٍ خاصٍّ حيث تُلف حول عنقها سلسلةٌ تُجذب بها في النار إمعانًا في التنكيل. [١][٢]

فضل سورة المسد

لم يصحّ حديثٌ عن فضل سورة المسد بشكلٍّ خاصٍّ سوى فضل قراءتها كغيرها من سُور القرآن الكريم الذي هو خيرٌ وفضلٌ كله؛ فقراءته تعودُ على المسلم بالأجر والمَثوبة والحسنات، فالحرف الواحد بحسنةٍ والحسنة بعشر أمثالها إلى جانب اتباع هدي النبيّ في عدم هجر القرآن، أما ما يُتناقل في فضل سورة المسد وأنّ قراءتها سببٌ في البعد عن مكان تواجد أبو لهبٍ في إيماءةٍ إلى أنها تقي قارئها من دخول النار؛ فلا أصل له، وأيضًا ما جاء في فضل سورة المسد في جلب الحبيب؛ فأمر عارٍ عن الصحّة؛ لذا لا بُدّ من التثبت من صحة الأحاديث في فضائل السور كما حقّق الألباني -رحمه الله- وحصر فضائل السور ولم تكن سورة المسد إحداها. [٣]

تبت يدا أبي لهب

قال تعالى: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ"[٤] نزلت هذه الآية في أبو لهبٍ عم الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذي قال للرسول: تبًّا لك حين وقف الرسول الكريم على جبل الصفا ذات يومٍ بعد نزول قوله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"[٥] قائلًا: يا صباحاه؛ فاجتمعت إليه قريشٌ لتعلم ما الخبر، فقال الرسول: "أرأيتُم لو أخبَرتُكم أنَّ العدُوَّ يُصَبِّحُكم أو يُمَسِّيكم، أما كنتُم تُصَدِّقونَني، قالوا: بلى، قال: فإني نذيرٌ لكم بينَ يدَي عذابٍ شديدٍ فقال أبو لَهَبٍ: تَبًّا لك، ألهذا جمَعْتَنا؟ فأنزَل اللهُ:"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ"[٤][٦][٧]

ومن أبرز الدروس المستفادة من هذه السورة الكريمة أنّه لا مُحاباة في الدِّين؛ فقد نزلت هذه السورة الكريمة في عمّ الرسول وزوجته لعدائهما الشديد للرسول ومَن معه، ومحاربة الله ورسوله وتعطيله عن أداء رسالته من خلال التربّص به في كلّ مكانٍ؛ فقرابة أبو لهبٍ من الرسول لم ولن تغن عنه شيئًا في الدنيا إذ قُتل بعد أن دعا عليه الرسول وفي الآخرة له العذاب الشديد هو وزوجته، وقال العلماء إنّ هذا العذاب وغيره جزاءٌ عادلٌ لكلّ مَن حارب الله ورسوله في أيّ زمانٍ أو مكانٍ. [٨]

المراجع

  1. تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة المسد،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
  2. تفسير سورة المسد،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
  3. فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،,  "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-10-2018، بتصرف
  4. ^ أ ب {المسد: الآية 1}
  5. {الشعراء: الآية 214}
  6. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4801، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  7. علوم القرآن أسباب النزول سورة المسد،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
  8. الدروس المستفادة من سورة المسد،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
4198 مشاهدة
للأعلى للسفل
×