فضل سورة يس للزواج

كتابة:
فضل سورة يس للزواج

هل لسورة يس فضل مخصوص لتيسير الزواج؟

لم يرد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حديثٌ صحيحٌ مفادُه أنّ سورة يس تؤثّر إيجابًا في تيسير الزّواج لقارئها، واعتقادُ أنّها كذلكَ ليس من نهج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.[١]


كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة يس بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة يس


أرغب في الزواج لكنّه تأخر: ماذا عليّ أن أفعل؟

يُنصح ببعض الأمور التي من شأنها مساعدة الإنسان الذي تأخّر عن الزّواج، منها:


العناية بالنفس

ينبغي بالإنسان المسلم أن لا يعلّق قلبه بغيرِ الله تعالى، وأن لا يعطيَ شيئًا أكبرَ من حجمه، فإنّ التّعلّقَ بالأشياء الدّنيويّة يدني من الهمّة، فمثلًا، لو تعلّق قلبُ رجلٍ بامرأةٍ لصارت حياته كلّها مبنيّة على مدى اتّصاله بها، فإن هو لقيَها واتّصل بها سَعِد، وإن لم يلقها ظلّ حزينًا مُتشوّفًا للقياها، ذاكَ أنّ همّته لم تعلُ عنها، ولكنّ الإنسانَ الطّموحَ صاحبَ الأهدافِ العالية إن أُغلقَ أمامه بابٌ فلم يستطع الوصال بمن أحبّ ظلّ سويًّا مستقيمًا هادئ النّفس، ذاكَ لأنّ المحبّةَ لم تأخذ كلّ لُبّه، ثمّ إنّ شيئًا كالزّواجِ ليسَ حتمًا على الإنسان، فلا يجدُرُ بالمسلم أن يؤمّل نفسَه بما لا يضمن وقوعه.[٢]


تحقيق الإنجازات

إنّ السّعيَ إلى تحقيق الإنجازاتِ العظيمة من أهمّ الوسائل المعينة على تهدئة وطأة النّفس النّاتجة عن التّأخّر عن الزّواج، ولا يكون تحقيق الإنجازات ممكنًا دون علوٍّ في الهمّة، فعلوّ الهمّة سببٌ في التّرفّع عن الدّنايا ومسبّبٌ رئيسٌ في تصحيح المسارِ وإعلاء الطّموح.[٣]


الصبر

إنّ للصّبر على الشّدائدِ في هذه الدّنيا أهمّيّة كبيرة جدًّا، ويُستَعان بسيرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والصّالحينَ من بعدِه لترسيخ معنى الصّبر في النّفس، فعندما يعلمُ الإنسان أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو النّبيّ من عند الله وهو الرّفيع المنزلة في قومه وهو من هو بين صحبِه وقومه ، كان يعصِبُ حجرًا على بطنِه ليخفّف وطأة الجوع لم يكن أمامه إلّا أن يرضى بقِسمَة الله، وما كانَ عليه أن يتّخذ غيرَ الصّبر شِرعَة.[٤]


الدعاء

وبعدَ أن يعقِدَ الإنسان قلبه على الصّبر على قضاء الله -جلّ وعلا- ويحاوِلَ جهده القناعة بقسمته -سبحانه- له، فيدعو الله دعاء العبدِ مولاه، وبرجو منه رجاءاتِه متضرّعًا خاشعًا لعلّ الله ييسّر له ما أراد، ويَحسُنُ بالإنسانِ المُمتلئ قلبُه بالرّضى والإيمان، أن يدعو الله بالزّوجِ الصّالحِ سواءً أكانَ معلومًا أم غيرَ معلوم.[١]


وللاستزادة حول سورة يس وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة يس


استشعار الابتلاء

من الأشياء التي يغيّرها الإسلام في حياة المرء نظرتُهُ إلى البلاء، إذ إنّ كثرة الابتلاء دليلٌ على محبّة الله -سبحانه- للعبد، فيغدو المُبتلى سعيدًا من حيثُ جاءه ما لا يسرّه لأوّل وهلة؛ فالابتلاء ما هو إلّا محبّة من الله سبحانه.[٥]


ذكر الله تعالى

إنّ فوائد الذكر عظيمة، منها أنّه يُدخِلُ الطّمأنينة والسّرور على قلبِ الإنسان، وفي ذلكَ قال الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ}،[٦]وهذا يدلّنا على أنّ الذّكرَ يُدخِلُ إلى قلبِ الإنسان الطّمأنينة والسّعادة.[٧]


التقرّب من الله تعالى

ومن أجلّ ما يُمكُن أن يُتَقرّب به العبد إلى الله عزّ وجلّ في هذا الصّدد الصّيام، إذ يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن استطاعَ منكُم الباءةَ فلْيتزَوَّج ومَن لم يستطِعْ فعليهِ بالصَّومِ فإنَّهُ لَه وِجاءٌ"،[٨] والوجاء كسرٌ للشّهوة، فالصّيامُ يكسر شهوة الإنسان ويعينه على الصّبر على الزّواج والله أعلم.[٩]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة يس وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة يس

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1485. بتصرّف.
  2. سليمان بن حمد العودة، شعاع من المحراب، صفحة 68. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 442. بتصرّف.
  4. سعيد بن وهف القحطاني، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، صفحة 820. بتصرّف.
  5. عمر عبد الكافي، دروس الدكتور عمر عبد الكافي، صفحة 1. بتصرّف.
  6. سورة الرعد، آية:28
  7. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، فقه الأدعية والأذكار، صفحة 17. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3208، حديث صحيح.
  9. ناصر الدين البيضاوي، تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، صفحة 330. بتصرّف.
5090 مشاهدة
للأعلى للسفل
×