محتويات
سورة يونس
القرآن الكريم كتاب الله تعالى المُنَزَّلُ على الصَّادق الأمين؛ لهداية النَّاس إلى الصِّرَاط المستقيم، وهو معجزة الإسلام الخالدة، المحفوظ من التحريف والتبديل، المُتَعَبَّدُ بتلاوته؛ فتلاوة سوره وآياته من أعظم العبادات، وأَجَلّ القربات لله تعالى، وهو يضمّ مئة وأربع عشرة سورة، منها ما هو مكي، أي نَزل قبل الهجرة النبوية الشريفة، ومنها ما هو مدني، أي نزل بعدها، ومن سوره المكية سورة يونس، وهي السُّورَة العاشرة بحسب ترتيبها في المصحف الشريف، وعدد آياتها مئة وتسع آيات، وقد سُمِيت بهذا الاسم؛ لِذكرها قصة سيدنا يونُس -عليه الصَّلاة والسَّلام- مع قومه، وفيما يأتي بيان فضل سورة يونس وموضوعاتها، وتعريف بأولياء الله تعالى الوارد ذكرهم فيها.
مضامين سورة يونس
من مميّزات السّور المكية أنها تُرَكِّز على دعوة النّاس إلى الإيمان بالله تعالى، وكتبه، ورسله، والبعث، والجزاء؛ إذ إنّ غالبيّة النّاس في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية كانوا غير مسلمين [١] وبما أن سورة يونس من السور المكية؛ فقد تحدّثت عن ذلك، وعن مظاهرِ عظمة الله تعالى، وقدرته، ورحمته، وتناولت أيضًا قصص بعض الأنبياء، ومنهم يونس -عليه الصَّلاة والسَّلام- مع قومه، فبعدما تَوَعَّدهم بنزول العذاب، ودعا عليهم، وفارقهم، تابوا وآمنوا بالله تعالى؛ فرفَعَ الله -سبحانه وتعالى- عنهم العذاب، بعدما أوشك أن يحلّ بهم، وكانت هذه خصوصية لهم، تُميزهم عن غيرهم من الأقوام. [٢]
فضل سورة يونس
إنَّ الأحاديث الواردة في فضل قراءة القرآن الكريم عمومًا، وبيان أجر المُقبلين عليه كثيرة جدًا، أمّا فضل سورة يونس فمِن جملة ذلك الفضل، ويضاف إليه ما ورد في بعض الأحاديث التي تُبيّن على وجه الخصوص فضل سورة يونس وتحث على تلاوتها، منها: ما رُويَ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، أنه قال: "أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ". [٣]
والمقصود بالمئين سورُ القرآن الكريم من سورة يونس إلى سورة الحجرات، أو إلى "ق" [٤]، وقد رُويَ عن سعيد بن جبير: أنَّ سورة يونُس إحدى الطِّوالَ، فعلى هذه الرواية يكون فضل سورة يونس مشمولًا بفضل السّور السَّبْع الطِّوالَ التي أُوتيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مكان التوراة، وممّا يزيدُ من فضل سورة يونس أنّها من السُّور التي تبدأ بالحروف المقطّعة الر، وقد ورد في فضل تلك السُّور: "أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقال: يا رسولَ اللهِ أقرِئْني القُرآنَ، قال: "اقرَأْ ثلاثًا مِن ذَواتِ الر"، قال الرَّجُلُ: كبِر سِنِّي، وثقُل لساني، وغلُظ قلبي، قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ حم".
فقال الرَّجُلُ مِثْلَ ذلكَ، ولكِنْ أقرِئْني يا رسولَ اللهِ سورةً جامعةً، فأقرَأه رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا" [٥] حتَّى بلَغ: "مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" [٦]، قال الرَّجُلُ: والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أُبالي ألَّا أزيدَ عليها حتَّى ألقى اللهَ، ولكِنْ أخبِرْني بما علَيَّ مِن العملِ أعمَلْ ما أطَقْتُ العمَلَ، قال: "الصَّلواتُ الخَمسُ، وصيامُ رمضانَ، وحجُّ البيتِ، وأدِّ زكاةَ مالِكَ، ومُرْ بالمعروفِ، وَانْهَ عنِ المُنكَرِ". [٧] [٨]
تفسير آية ألا إنَّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
تحدّثت هذه الآية من سورة يونس عن أولياء الله تعالى، وبَيَّنَتْ أنّهم في مَأْمن من عذابه في الآخرة، فلا خوف عليهم، ولا يحزنون على ما فاتَهم من الدنيا، والوليّ هو المؤمن التقيّ، الذي يلتزمُ بأوامر الله تعالى، ويجتنبُ نواهيه، فيفوز برضاه، وقد ذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أولياء الله تعالى، وبيَّن بعض أحوالهم، حيث قال: "إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى، قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ، وقرَأ هذه الآيةَ: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". [٩] [١٠]
فيديو عن فضل سورة يونس
في هذا الفيديو يوضح فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح فضل سورة يونس. [١١]
المراجع
- ↑ علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم, ، "islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرّف
- ↑ مقاصد سورة يونس, ، "www.alukah.net"، اطُلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، المُحدّث: الألباني، المصدر: بداية السول، الصفحة أو الرقم: 59، خلاصة حكم المُحدّث: صحيح.
- ↑ شرح حديثين في فضل القرآن الكريم, ، "fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرّف
- ↑ {الزلزلة: الآية 1}
- ↑ {الزلزلة: الآية 7، الآية 8}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المُحدّث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6188، خلاصة حكم المُحدّث: إسناده صحيح على شرط الصحيح.
- ↑ مقاصد سورة يونس, ، "islamweb.net"، اطُلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرّف
- ↑ {يونس: الآية 62}
- ↑ الراوي: عمر بن الخطاب، المُحدّث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3527، خلاصة حكم المُحدّث: صحيح.
- ↑ فضل سورة يونس، "www.youtube.com"، اطُلع عليه بتاريخ 11-01-2019