هل ورد فضل مخصوص لصلاة التهجد في البيت؟
ليس هناك ما يدل على وجود فضل مخصوص لصلاة التهجد في البيت، ولكن قد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه أمر بصلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة، فيسن للمرء أن يصلي النوافل سواء كانت من الرواتب أو غيرها في البيت، ومن هذه النوافل صلاة التهجد.[١]
وقد ورد عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ"،[٢][٣] وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا".[٤][٥]
كيف تُصلّى صلاة التهجد؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: كيفية صلاة التهجد
الآيات الواردة في فضل صلاة التهجد وقيام الليل
ورد في القرآن العديد من الآيات التي تحث على صلاة التهجد وقيام الليل وترغب في فضلهما وهي:
- قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}،[٦]والفضل المستفاد من الآية: هو أنّ العلماء قالوا إنّ صلاة التهجد في الليل هي زيادة في قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلو في مقامه ولغيره من أمّته تكون تكفيرًا عن ذنوبهم.[٧]
- قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}،[٨]والفضل المستفاد من الآية: هو أنّ كثرة الصلاة في جوف الليل من صفات عباد الله المخلصين.[٩]
- قوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[١٠]والفضل المستفاد من الآية: هو أنّ لذّة قيام الليل عند المؤمن أشد عنده من لذة النوم في المضاجع، وثواب ذلك عند الله عظيم لا يعلمه إلا هو.[١١]
- قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}،[١٢] والفضل المستفاد من الآية: أنّ الله قد أعد الجنان والثواب العظيم لعباده المحسنين الذين يتصفون بقلة النوم لانشغالهم عنه بالصلاة والقيام والذكر والعبادة.[١٣]
- قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}،[١٤]والفضل المستفاد من الآية: هو أنّه لا يمكن مقارنة من يقضي ليله في الصلاة والعبادة والذكر راجيًا مغفرة ربه بمن أعرض عن طاعة ربه واتبع هواه فالصنف الأول هم أصحاب العقل والحكمة.[١٥]
- قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}،[١٦]والفضل المستفاد من الآية: إن صلاة التهجد التي تكون في جوف الليل وتكون بعد النوم هي أشد تأثيرًا في القلب بسبب خلوه من مشاغل الدنيا.[١٧]
كم تبلغ عدد ركعات صلاة التهجد؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها
الأحاديث الواردة في فضل صلاة التهجد
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن فضل صلاة التهجد وقيام الليل وتحث عليهما منها:
- قوله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللهِ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ"،[١٨]فالفضل المستفاد من الحديث: هو بيان فضل قيام الليل والمداومة عليه.[١٩]
- قوله صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له"،[٢٠]والفضل المستفاد من الحديث: هو بيان فضل الثلث الأخير من الليل وفضل الصلاة والدعاء فيه.[٢١]
- قوله صلى الله عليه وسلم: "من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ"،[٢٢]والفضل المستفاد من الحديث: هو الحث والترغيب على قيام الليل وبيان ما فيه من أجر عظيم.[٢٣]
- قوله صلى الله عليه وسلم: "رحِمَ اللهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّت فإن أبَت نضحَ في وجهِها الماءَ رحِمَ اللهُ امرأةً قامَت منَ اللَّيلِ فَصلَّت وأيقَظَت زَوجَها فإن أبَى نضَحَت في وجهِهِ الماءَ"،[٢٤]والفضل المستفاد من الحديث: هو حث على قيام الليل وتشجيع للزوجين على تحفيز بعضهما لأداء العبادات.[٢٥]
- قوله صلى الله عليه وسلم: "شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ"،[٢٦]والفضل المستفاد من الحديث: هو بيان أنّ قيام الليل سبب في حصول المؤمن على شرف الدنيا والآخرة.[٢٧]
- قوله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ"،[٢٨]والفضل المستفاد من الحديث: هو أنّ صلاة الليل أفضل النوافل؛ لأنها أبعد عن الرياء وأقرب إلى الإخلاص.[٢٩]
هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
المراجع
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 140. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:731 ، حديث صحيح.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة التطوع، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:778 ، حديث صحيح.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة التطوع، صفحة 7-8. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:79
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 464. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:63-64
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 586. بتصرّف.
- ↑ سورة السجدة، آية:16-17
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 655.
- ↑ سورة الذاريات، آية:15 - 17
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 808. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:9
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 720. بتصرّف.
- ↑ سورة المزمل، آية:6
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 892. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1121 ، حديث صحيح.
- ↑ بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 168-169. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7494 ، حديث صحيح.
- ↑ بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 196. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1398 ، حديث صحيح.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1450 ، حسن صحيح.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبدالله وسهل بن سعد، الصفحة أو الرقم:89، حديث صحيح.
- ↑ الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 286-287. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، حديث صحيح.
- ↑ محمد الأمين الهرري، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم، صفحة 191. بتصرّف.