فضل قراءة سورة آل عمران
ورد عن رسول الله عدة أحاديث في فضل السورة منها:
- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما"،[١] وهو حديث صحيح ورجاله ثقات أخرجه مسلم في صحيحه، كما أخرجه الطبراني والحاكم والإمام أحمد.[٢]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إلَّا والشَّيْطانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطانِ إيَّاهُ، إلَّا مَرْيَمَ وابْنَها، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنِّي أُعِيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}"،[٣] وهو حديثٌ صحيح رجاله رجال الشيخين، أخرجه البخاري ومسلم والطبري والبغوي وأحمد وأبو يعلى وغيرهم.[٤]
- عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَنَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ"،[٥] وهو حديث يدلُّ على عظيم الآيات العشر الأواخر من السورة، وهو حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، أخرجه البخاري ومسلم ومالك وأحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي والطبراني والبيهقي وغيرهم.[٦]
- عن النواس بن سمعان الأنصاري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما"،[٧] وهو حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وصحَّحه الألباني وأدرجه في صحيح الجامع.[٨]
وللتعرّف إلى سبب تسمية سورة آل عمران بهذا الاسم يمكنك الاطلاع على هذا المقال: لماذا سميت سورة آل عمرانبهذا الاسم
ما صحة أنّ من قرأ آيات من آل عمران قُضيت عنه 70 حاجة؟
لم يصح هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسم- وقد ذكر هذا الحديث ابن السني في عمل اليوم والليلة، وقد ضعَّفه الألباني رحمه الله، وأورده في السلسلة الضعيفة، وذكر أكثر من حديث وردَ على هذا السياق وجميعها ضعيفة مظلمة الإسناد كما أشار، فهو حديث موضوع لا يجوز الأخذ به.[٩]
ما صحة أنّ من قرأ أواخر آل عمران في ليلة كأنّه أقامها؟
ذكر هذا الحديث القرطبي في تفسيره عن عثمان بن عفان ر-ضي الله عنه-، حيثُ أوردَ عنه أنَّه قال: "من قرأ آخرَ سورةِ آلِ عمرانَ في ليلةٍ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ"،[١٠] وأشار إلى أنَّ هذا الحديث في إسناده ابن لهيعة،[١١] وابن لهيعة كان إمام الديار المصرية ومحدِّثها ولكنَّه لم يكُن على درجة من الإتقان في الحديث وقد تهاون في رواية المناكير أي الأحاديث المنكرة والضعيفة كما أشار الإمام الذهبي رحمه الله، لذلك لم يعُد المحدِّثون يحتجون بما يرويه وصاروا يتركون حديثَه إلا في الملاحم والزهد والاعتبارات وغيرها،[١٢] كما وردَ الحديث في سنن الدارامي وأيضًا ضعَّفه لوجود ابن لهيعة في سنده.[١٣]
وللتعرّف إلى سورة آل عمران وما تحويه من كنوز يمكنك الاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة آل عمران
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
- ↑ ابن حبان، صحيح ابن حبان محققا، صفحة 322. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4548، صحيح.
- ↑ ابن حبان، صحيح ابن حبان محققا، صفحة 14-129. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:763، صحيح.
- ↑ ابن حبان، صحيح ابن حبان محققا، صفحة 6-317. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الصفحة أو الرقم:805، صحيح.
- ↑ ناصر الدين الألباني، كتاب صحيح الجامع الصغير وزيادته، صفحة 2-324. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين الألباني، كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، صفحة 13-520. بتصرّف.
- ↑ رواه ..، في تفسير القرطبي، عن القرطبي، الصفحة أو الرقم:5/8، في طريقه ابن لهيعة.
- ↑ القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 4-2. بتصرّف.
- ↑ ياسر الحمداني، كتاب حياة التابعين، صفحة 1093-1094. بتصرّف.
- ↑ الدارامي، سنن الدارامي، صفحة 4-21038.