محتويات
الفضائل الأُخروية لقراءة سورة البقرة يوميًا
لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل خاص بقراءة سورة البقرة يومياً، لكن لقراءة سورة البقرة فضائل في الدنيا والآخرة، نعرضها لكم في هذا المقال.
سورة البقرة لها فضائل متنوعة في الدنيا والآخرة، نورد بعض فضائلها الأُخروية فيما يأتي:
تظلل صاحبها يوم القيامة
تأتي سورة البقرة كأنَّها غيمةٌ فوق رأس قارئها، تُظِّلُّه من حرِّ الموقف، أو كجمعٍ من الطُّيور الكثيف الباسط أجنحته ليقيه حرَّ يومئذٍ، وهذا الفضل لسورة البقرة قد جاء في سنَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه عنه النواس بن سمعان الأنصاري -رضي الله عنه- حيث قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما).[١][٢]
تحاج عن صاحبها يوم القيامة
تأتي سورة البقرة يوم القيامة كالظلة فوق رأس صاحبها تدافع عنه وتحاجُّ عنه، لتدفع عنه الزَّبانية وحرَّ جهنَّم،[٢] حيث قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما).[١]
نورًا لقارئها يوم القيامة
سورة البقرة تجعل لقارئها نورًا يسعى أمامه يوم القيامة، كما أنَّها ترشد صاحبها وتهديه إلى الطَّريق الذي ارتضاه الله - تبارك وتعالى- لعباده؛ وذلك لما فيها من المقاصد، والأحكام، وقد ورد هذا الفضل لخواتيم سورة البقرة فيما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).[٣][٤]
لا يقرأ صاحبها بشيئ منها إلا وأعطاه الله إياه
وذلك لما ثبت في الحديث السَّالف الذِّكر في قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ)،[٣][٥] ويقصد بذلك أنَّ قارئ خواتيم سورة البقرة لن يقرأ بكلام منها فيه سؤال أو دعاء مثل: (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا)[٦] إلَّا وأعطاه الله -تعالى- إياه.[٧]
الفضائل الدنيوية لقراءة سورة البقرة يوميًا
لسورة البقرة فضائل دنيوية عظيمة جداً، وهي كما يأتي:
تحصيل البركة
وهذه خاصيةٌ وفضيلةٌ لسورة البقرة، وقد ورد هذا الفضل في الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)،[٨] فالمواظبة على قراءة سورة البقرة والعمل بما جاء بها والأخذ بأحكامها يعطي صاحبها بركةً؛أي نماء وزيادة في رزقه، وعمره، وعمله، وولده، وغير ذلك، وترك قرائتها تجعل الإنسان يتأسَّف ويتحسَّر على الفضل العظيم الذي فاته.[٩]
الحماية من السحر
سورة البقرة تحمي قارئها من السِّحر، حيث قال عنها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)، وقيل إنَّ البطلة هم السَّحَرة؛ وقد سمُّوا بذلك؛ لأنَّ أفعالهم كلَّها باطلٌ، وهم لا يستطيعون قرائتها؛ لأنَّهم ليسوا على الحقِّ وهم أهل الباطل الذي انهمكوا به وأُشغِلوا عن الطَّريق المستقيم، وقيل البطلة هم أهل البطالة الذين لم يوفقهم الله -تعالى- لقراءة آياتها وتدبُّر معانيها؛ وذلك بسبب كسلهم وبطالتهم. [١٠]
تطرد الشياطين
فقد نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين أن تكون بيوتهم كالمقابر؛ أي أنَّ من فيها كالموتى لا ينشغلون بقراءة كتاب الله -عزَّ وجل-، وبيَّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ الشَّيطان يفرُّ من البيت الذي تقرأ به سورة البقرة، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّّه قال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[١١][١٢]
وما رواه سهيل بن سعد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ).[١٣].
تبعد الأذى والمكروه عمن قرأ في ليلته آخر آيتين منها
فمن قرأ بخواتيم سورة البقرة في ليلته كفتاه كلِّ مكروهٍ في تلك الَّليلة، وقيل تكفيان قارئهما عن قيام الَّليل، وقال بعضهم تكفيان صاحبهما عمَّا ورد من الأدعية الكثيرة؛ لأنَّ الدُّعاء الذي ورد فيهما يشمل الخير الكثير في الدُّنيا والآخرة، وقد ورد هذا الفضل فيما رواه أبو مسعود -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ يعني: مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ).[١٤][١٥]
فضلٌ آية الكرسي في سورة البقرة
فمن يقرأ آية الكرسي يحفظه الله في ليلته حتى يصبح، وهذا قد ورد في حديث أبو هريرة حيث قال: (يا رسولَ اللهِ زعم أنه يُعلِّمُني كلماتٍ ينفعني اللهُ بها، فخلَّيتُ سبيلَه، قال: ما هي؟ قلتُ: قال لي: إذا أوَيتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكُرسيِّ، من أولها حتى تختم الآيةَ ( اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )، و قال لي: لن يزال عليك من الله حافظٌ، و لا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ و كانوا أحرصَ شيءٍ على الخير فقال النبيُّ: أما إنه قد صدَقَك، وهو كذوبٌ، تعلم مَن تخاطبُ منذ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هريرةَ؟ قلتُ: لا قال: ذاك الشيطانُ).[١٦]
المراجع
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الصفحة أو الرقم:805، حديث صحيح.
- ^ أ ب الملا علي القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 460. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:806، حديث صحيح.
- ↑ ناصر الدين البيضاوي، تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، صفحة 526. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 676. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:286
- ↑ ناصر الدين البيضاوي، تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، صفحة 528. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، حديث صحيح.
- ↑ شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ، صفحة 286. بتصرّف.
- ↑ المناوي، فيض القدير، صفحة 63. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:780 ، حديث صحيح.
- ↑ محمود الملاح، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سهل بن سعد، الصفحة أو الرقم:780.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو مسعود، الصفحة أو الرقم:5008، حديث صحيح.
- ↑ محمود الملاح، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:610، صحيح .