محتويات
هل من الممكن أن يحدث فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية؟ وما الأعراض المُحتملة لذلك؟ وهل هناك طُرق علاج؟ إليك أهم المعلومات.
فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية أو ما يسمى بالنسيان الانفصالي (Dissociative amnesia) وهو حالة من عدم القدرة على استرجاع أو تذكر معلومات معينة غالبًا نتيجة التعرض لحدث نفسي صادم، نقدم لك أهم المعلومات حول فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية في المقال الآتي:
فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية
يمكن أن يعاني الشخص من فقدان الذاكرة أو نسيان معلومات هامة عن حياته نتيجة تعرضه لحدث نفسي صادم، فقد يكون النسيان مختصر على مجالات معينة في حياته وقد يشمل الكثير عن حياته وربما يسبب فقدان هويته.
من الممكن أن تكون أعراض النسيان الانفصالي خفيفة وفي حالات أخرى قد تكون شديدة وتؤثر على جودة حياته وقدرته على أداء عمله وطبيعة علاقاته الاجتماعية.
أسباب فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية
يرتبط النسيان الانفصالي بحَدث مؤلم نفسيًا أو حَدث شكّل صدمة نفسية للمريض قد يكون هذا الحَدث أحد الآتي:
- القتال في حرب.
- التعرض لاعتداء عاطفي أو جسدي أو جنسي.
- أن تكون ضحية لجريمة أو أن تكون شاهد على ارتكاب جريمة.
- المعاناة الشديدة من ضغوط مالية أو ضغوط مرتبطة بالعمل.
- حدوث كارثة طبيعية، مثل: الزلازل أو الأعاصير.
أما حول سبب ارتباط حدوث النسيان الانفصالي بالصدمة النفسية فهناك عدة أفكار تفسر وتلعب دور في ذلك، منها ما يأتي:
- يتطور النسيان الانفصالي كمحاولة من الدماغ للتأقلم مع الصدمة النفسية ولحماية الصحة النفسية للمريض.
- يؤثر الضغط الناجم عن الصدمة النفسية على قدرة الدماغ على استرجاع المعلومات والذكريات المرتبطة بوقت الصدمة النفسية.
- قد يكون للوراثة دور في تطور النوبات الفصامية في بعض الحالات.
أعراض فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية
تُصنف الأعراض تبعًا لنوع النسيان الانفصالي كالآتي:
- النسيان الانفصالي المُتمركز: يشمل فقدان الذاكرة مجالات محددة أو فترات معينة من حياة المريض، كمدة زمنية معينة في فترة الطفولة.
- النسيان الانفصالي العام: يكون فقد الذاكرة مؤثر على أجزاء رئيسية من حياة المريض مثلًا قد لا يتمكن من تذكر اسمه أو وظيفته أو عائلته أو أصدقائه.
- الشرود الانفصالي: يعاني المريض في هذا النوع من فقدان ذاكرة عام يشمل فقدانه لهويته بالإضافة لتبنيه هوية جديدة دون إدراكه لنسيان هويته الحقيقية.
تشخيص فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية
لا يوجد اختبارات معينة يمكن من خلالها تحديد الإصابة بالنسيان الانفصالي، ولكن في حال ظهور أعراض تدل على ذلك سوف يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي للمريض وإجراء مجموعة متنوعة من الفحوصات، تشمل ما يأتي:
- التصوير العصبي.
- تخطيط كهربية الدماغ.
- اختبارات الدم.
بناءً على نتائج الفحوصات السابقة إذا لم يكن هناك أسباب أخرى لفقدان الذاكرة، مثل: أمراض الدماغ أو تعاطي المخدرات أو الثمالة بسبب الكحول أو الحرمان من النوم، سوف يتم تشخيص الحالة من قبل المختصين النفسيين عن طريق أدوات التقييم الخاصة.
علاج فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية
يعتمد العلاج على شدة حالة فقدان الذاكرة، إذ أن حالات فقدان الذاكرة التي تستمر لفترة زمنية قصيرة لا تستدعي سوى الدعم من المقربين بالمريض، بالمقابل الحالات الشديدة تحتاج لرعاية أكبر بالإضافة لتوفير بيئة آمنة وداعمة تساعدهم على استعادة الذاكرة بشكل طبيعي، وإذا لم ينجح ذلك قد يلجأ الأطباء للتنويم المغناطيسي.
بعد التعافي من فقدان الذاكرة يمكن أن يخضع المريض للعلاج النفسي الذي يتضمن العلاج السلوكي المعرفي وهو أسلوب علاج نفسي يساعد في الكشف عن الصراع الكامن ما بين الصدمة النفسية وأنماط التفكير غير الصحية.