محتويات
تعرف على أهم الأسباب وراء عدم قدراتنا على استرجاع ذكريات الطفولة المبكرة من خلال قراءة المقال.
من المحزن ألا يتذكر الشخص أول كلمة نطق بها أو حتّى أولى الألعاب التي امتلكها؟ فما السبب وراء ذلك؟
السبب في ذلك هي ظاهرة فقدان ذاكرة الطفولة (Childhood amnesia)، فلنتعرف عليها وعلى كافة المعلومات عن ذكريات الطفولة في ما يأتي:
ماذا يُقصد بفقدان ذكريات الطفولة؟
فقدان ذكريات الطفولة تعني عدم قدرة الإنسان على تذكر أي شيء حدث قبل بلوغه الثلاث سنوات، وما يبقى بعدها حتى سن الخمس سنوات هي ذكريات بعيدة ومتناثرة.
يبدأ الدماغ بتطوير الدوائر الأساسية فيه عند بلوغ الإنسان الست سنوات مما يؤدي إلى تبطين الناقلات الكهربائية بداخله بأنسجة دهنية تعمل بدورها على زيادة فعاليتها وقدرتها على إيصال الإشارات التي يطلقها الدماغ الأمر الذي يعزز القدرة على الاحتفاظ بالذكريات.
أسباب عدم استرجاع ذكريات الطفولة
تمثلت أسباب فقدان ذكريات الطفولة في ما يأتي:
1. عدم تواجد أحد أنواع الذاكرة عند الأطفال
بدايةً يجب أن نعرف أن هناك 3 أنواع من الذاكرة التي تتشكل لدى الإنسان، وأحدها هو السبب وراء عدم القدرة على استرجاع ذكريات الطفولة قبل الست سنوات.
لتوضيح أكثر فلنتعرف على أنواع الذاكرة في ما يأتي:
-
الذاكرة الإجرائية
الذاكرة الإجرائية هي شكل من أشكال الذاكرة الحركية بحيث أن الأصابع تعرف كيفية كتابة أي كلمة، فمثلًا عند كتابة أي نصّ أو كلمة يستخدم العقل الذاكرة الإجرائية.
-
الذاكرة الدلالية
الذاكرة الدلالية هي معرفة مكونة لدى الشخص حول المحيط الذي يعيش فيه وتسمح لنا أن نتذكر الحقائق حول بعض المفاهيم والكلمات.
-
الذاكرة العرضية
الذاكرة العرضية تشمل قدرتنا على تذكر تجاربنا الشخصية وتُعدّ الأكثر ملائمة لفهم ذكريات طفولتنا، وهي السبب وراء عدم قدرتنا على استرجاع ذكريات الطفولة، حيث وُجد أن الأطفال الصغار لا يملكون ذاكرة عرضية لكن تبدأ بالتشكل في وقت لاحق.
2. القدرة اللغوية المحدودة للطفل
من الأسباب الأخرى التي تُشكل عائقًا في استرجاع ذكريات الطفولة هي اللغة فنحن حين نشارك من حولنا ذكرياتنا من خلال التعبير عنها فإننا دون أن ندري نقوم بتخزينها في الدماغ، وبالتالي نظرًا لقدرات الطفل اللغوية المحدودة وضعف قدراته على التعبير عن بعض الأحداث والمواقف التي قد يعيشها خلال مرحلة الطفولة يؤدي إلى عدم تخزينها في الدماغ.
3. عدم توافر العاطفة عند الأطفال قبل سن الثلاث سنوات
وُجد أن ذكريتنا تنتج بسبب مشاعرنا السلبية أو الإيجابية تجاه مواقف معينة قد عشانها سابقًا، ولذلك فإن الذكريات التي نقوم بتخزينها والاحتفاظ بها غالبًا تتميز بأنها تحتوي على قدر كبير من العاطفة، لكن الأطفال لا يستطيعون بعد إدراك المعنى الحقيقي للأشياء والعواطف، لذلك فهم لا يمتلكون أي مشاعر اتجاهها وهذا ما يجعل الدماغ لا يقوم بتخزينها وبالتالي لا يمكن استرجاعها.
تطور الدماغ وذكريات الطفولة
تطور الدماغ خلال فترة الطفولة له أشكال أخرى غير تطوير الذاكرة، حيث يعتقد العلماء أن خلال هذه المرحلة ينتج الدماغ ما يُقارب 700 رابط عصبي في الثانية الواحدة، لذلك فإن عملية تطوير الخلايا العصبية الجديدة يتداخل مع تخزين الذكريات فيقوم بإزالة الأقدم منها.
نتيجة لذلك فإن الذكريات التي تصنع في السنوات الأولى من عمر الإنسان تُعدّ الأقل استقرارًا وحفظًا على الإطلاق، ويمكن أن تتفكك وتنسى بسهولة مع التقدم في العمر.
كما وُجد أنه بينما يتطور الدماغ بعد الولادة فإن الشبكة الكبيرة والمعقدة من مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة وتخزين الذكريات لا تزال قيد الإنشاء، ولهذا فهي ليست قادرة على تكوين الذكريات كما ستكون في مرحلة البلوغ.