فقرة عن الوطن للإذاعة المدرسية
عند كتابة فقرة عن الوطن للإذاعة المدرسية، فبادئُ القول فيها إنّ الوطن أول مَهد البشر، فهو الأرض التي تحويه وتضمّه بأمانها منذ ولادتهم حتى مماتهم بكل حنان، يقضي به الإنسان عُمره، يتنفّس من هوائه، يعيش تحت سمائه، ينتفع من خيراته، يتعلّم في مدارسه، وتخدِمُهُ مؤسّساته، ويؤمّن فيه احتياجاته الضرورية للحياة، من ملبسٍ ومسكنٍ وطعامٍ وشرابٍ، فالإنسان دون الوطن كالأشجار دون أوراق، كالجسد دون روح، كلمة وطن تُعلّم كلّ معاني النبل والعزة والكرامة، فالدين الإسلامي الحنيف حثّ على حب الوطن، وكان الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- أكثرَ المُحبّين لوطنِه مكة المكرمة.
أضاف الكثير من الحكماء والشعراء أبياتًا شعريّة وخواطرَ وكلماتٍ تصفُ مدى انتمائهم وحبّهم لأوطانهم ومدى قساوة الفراق والبعد عن الوطن؛ لأسباب متعدّدة، منها الهجرة والحروب وغيرها، ويُذكر بأنّ حب الوطن لا يعني التعصب والعنصرية والتحيّز لفئة دون الأخرى، فيجب أن يكون حُبّه بعيدًا عن القبيلة والعصبية، فللوطنِ واجبات على كلّ مواطن للحفاظ عليه من أيّ تدمير تجلبُه هذه العادات السلبية، ومن واجباته أيضًا الدفاع عنه والمحافظة على ممتلكاته وعدم إلحاق الضرر به والالتزام بقوانينه وعدم مُخالفتها، والمشاركة في قضايا المُجتمع وأداء الخدمة العسكرية التي تزيد بقلب المواطن حبّ الوطن والانتماء إليه وحمايته، والقدرة على التضحية بالرّوح من أجله.
يوجد فئة من الناس يجدر بها زَرع حب الوطن في شباب المجتع من الأم والأب والأخ والمُعلم والمدير حتّى وسائل الإعلام، فمن الواجب عليهم تنمية حب الوطن في قلوب الطُلاب والأطفال من صغرهم، ويكون ذلك بغرس الانتماء له بطرق إيجابيّة كتربيتهم على إدراك فضل وأهمية الوطن بعد الله عليهم، ومشاركتهم في المناسبات والأعياد الخاصّة بالوطن، والاحتفال بها؛ لينشؤوا جيلًا مُحبًّا، مُقدرًا، بَنّاءً، منتميًا للوطنه يفيده بروحه من أيّ عدوان خارجيّ عليه؛ ليكون همّهُ الوحيد الحفاظ عليه وعلى استقراره، ويُضاف أيضًا من واجب أيّ مواطن الدعاء لحماية الوطن، والطلب من الله -عزّ وجلّ- أن يجعلَ الأمان نبراسه دائمًا.
يعطي الوطن لأبنائه الكثير من الحقوق، والتي تتضمّن حقّهم في المسكن والتعليم المجانيّ والرعاية الصحية وحقّ التعبير عن الرّأي وحقوق المرأة السياسيّة والاجتماعيّة تنفيذًا لأوامر الله تعالى في تكريمِ المرأة وحقّ الانتفاع بخيرات الوطن من موارد طبيعيّة كالمياه والصخور والمعادن وغيرها الكثير من الموارد التي انتفع بها المواطن وعمر الوطن، فهذا الوطن الذي يقدّم لشعبه الغالي والنفيس في ظلّ سعادتهم، فهو كالأم المعطاءة لأبنائها لأبعد حدود، ومن هنا يعدّ ما سبق ذكره برهانًا كبيرًا لأهميّة الحفاظ عليه وحمايته.
