فكر الصادق النيهوم

كتابة:
فكر الصادق النيهوم

الأدب الليبي

كانت الحياة الأدبية في ليبيا مقتصرةً على لونٍ واحدٍ من الأدب وهو الشعر التقليدي بموضوعاته المكرَّرة وقوالبه القديمةِ وذلك حتَّى العصر الحديث، ففي عام 1935م ظهرت مجلَّة ليبيا المصوَّرة التي فتحت أبواب الكتابة أمام الشباب، فبدأت كتابات القصص القصيرة والمقالات وشجَّع ذلك كثيرًا على الكتابة، وظهرت بعدَها العديدُ من الصحف التي استجابت لروح العصر الأدبية وصارت تكتسب ملامحها الفنية، وفيما بعد ظهر كتَّاب القصة القصيرة، وكذلك كتاب الرواية مع أنَّ الرواية الليبية تعدُّ متأخّرةَ الظهور في الأدب العربيّ، وهذا المقال سيلقي الضوء على الصادق النيهوم أحد مشاهير الكتاب في ليبيا.

سيرة الصادق النيهوم

الصادق النيهوم كاتب وأديب وفيلسوف ليبي ولدَ عام 1937م في بنغازي في ليبيا، درس في الجامعة الليبية في كليَّة الآداب والتربية في قسم اللغة العربية، وتخرَّج منها عام 1961م وكان ينشرُ مقالاته في جريدة بنغازي، عيِّنَ مُعيدًا في كلية الآداب، أعدَّ أطروحة الدكتوراه في الأديان المقارنة لكنَّ الجامعة رفضَت الأطروحة بحجَّة أنَّها معاديةٌ للإسلام ، فانتقل بعدها الصادق النيهوم إلى ألمانيا وأكملَ أطروحته في جامعة ميونيخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان ونال درجة الدكتوراه بامتياز.

تابع دراسته في جامعة إيرزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، ودرس مادة الأديان المقارنة كأستاذ مساعد بقسم الدراسات الشرقيَّة في جامعة هلنسكي بفنلندا من عام 1968م حتَّى عام 1972م، يجيدُ إلى جانب اللغة العربية، الأنجليزية والفرنسية والألمانية والفنلندية والعبرية والآرامية المنقرضة، تزوَّج أوَّل مرة من امرأة فنلندية ورُزق منها بولديه كريم وأمينة، وبعد أن انتقل إلى جنيف عام 1976م تزوَّج من أوديت حنا الفلسطينية الأصل، توفي الصادق النيهوم في جنيف بسويسرا عام 1994م ودُفنَ في بنغازي في مسقط رأسه [١].

مجالات تأليف الصادق النيهوم

كان الصادق النيهوم مفكّرًا كبيرًا، وفيلسوف يمثّل في عصره ظاهرة أدبيَّة فريدة، أخذ يثيرُ اهتمام القراء بكتاباته، فقد بدأ بكتابة المقالات ونشرِها في صحيفة الحقيقة الليبية في فترة مبكرة من عمره، ومن المقالات التي نشرها "هذه تجربتي أنا"، "الكلمة والصورة"، "الحديث عن المرأة"، "عاشقٌ من أفريقيا"، وأمَّا في مجال الفكر والأدب فقد تنوَّعت كتاباته، وسيتمُّ ذكر تلك الإسهامات فيما يلي [١]:

مؤلفات في الفكر

منذ أطروحته التي رُفضت في الجامعة والتي كانت عن الأديان المقارنة بدأ الكاتب بشقِّ طريقه في مجال الفكر والأديان المقارنة، ونُشرت له العديد من الكتب والدراسات حول هذا الشأن، فقد نشر عام 1967م دراسات منها: "الذي يأتي والذي لا يأتي"، "الرمز في القرآن"، وكانت كتاباته تتميز بالحيوية والانطلاق والجرأة، وقد أعطتُه مؤلفاته الفكرية تلك المكانة الرفيعة التي أخذها، ومن مؤلفاته الفكرية أيضًا: "تحية طيبة وبعد" 1972م، "فرسان بلا معركة" 1973م، "صوت الناس" 1990م، "الإسلام في الأسر" 1991م، "إسلام ضد الإسلام" 1995م، "محنة ثقافة مزورة"، "طرق مغطاة بالثلج".

مؤلفات في الأدب

لم تقتصر إسهامات الصادق النيهوم على مجال الفكر والأديان، إنَّما لمعَ في عدَّة ميادين أدبيَّة أخرى، فقد كتب في مجال النقد والمقالات -كما سبق- والقصة القصيرة والرواية إلى جانب تجربته في مجال الصحافة والتي نجحَ فيها ومضى فيها حتَّى وفاته، وقد أصدرَ الكثير من الأعمال الأدبية المختلفة من بينها مجموعة من الروايات والقصص القصيرة منها: "من مكة إلى هنا" 1970م، "من قصص الأطفال" 1972م، "الحيوانات" 1984م، "القرود" 1975م. وقد أصدر سلسلةً من الموسوعات أهمُّها: "موسوعة تاريخنا"، "موسوعة بهجة المعرفة"، وغير ذلك.

مفهوم الصادق النيهوم عن المرأة

يمكن تمييزُ ملامح مفهوم الصادق النيهوم عن المرأة في كتابه "الحديث عن المرأة والديانات"، حيثُ يرى الصادق النيهوم أن تحرُّر المرأة من سلطة الرجل بدأَ مع عصر الثورة الصناعية في أوربا،حيث استطاعت المرأة في تلك الفترةِ تحقيقَ استقلالها الاقتصاديِّ عن الرجل، لكنَّه يُبدي تخوُّفه الشديد من هذه الخطوة؛ لأنَّه يرى أنَّ المرأة قد أخطأت خطأً فادحًا بالانتفاضِ على وظيفتها الأساسية وأحدَثت خللًا بالنظام الوظيفي للأنواع، ووقعت في فخٍ آخر عندما تحققت لها المساواة مع الرجل، ولذلكَ يرى الصادق النيهوم أنَّ الحلَّ هو أن تلتزمَ المرأة بوظيفتها الأساسيَّة لها وهي الإنجاب والتربية، ويمكن أن تكون مدرِّسة أو مربية فهو عمل تربويٌّ، ويمكن أن تعملَ عملًا يدويًا في بيتها بغيةَ تطوير الصناعات اليدوية، ولذلك فإنَّه كان يطالب بوضع نظام تعليمي يكرِّسُ مهمَّة المرأة التقليدية وهي الحمل والإنجاب والتربية.

المراجع

  1. ^ أ ب الصادق النيهوم, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-11-2018، بتصرف
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×