فلاسفة المدرسة الطبيعية

كتابة:
فلاسفة المدرسة الطبيعية

فلاسفة المدرسة الطبيعية

تعد المدرسة الطبيعية أول مدرسة في تاريخ الفلسفة، وسميت بذلك بسبب اعتماد البحث الفلسفي في الوجود على السبب الطبيعي، بعيدًا عن الميتافيزيقا، والماورائيات، وتأملات الكهنة، ومن أهم الفلاسفة الطبيعيين ما يأتي:[١]

طاليس الملطي

يعد من الحكماء السبعة، وهو أول فيلسوف طبيعي، تفرغ لدراسة العلوم والبحث الفلسفي، وتنسب إليه العديد من الاكتشافات والاختراعات، منها الاكتشافات المتعلقة بالهندسة والحربية، كحساب أبعاد السفن من خلال الأبراج، بالإضافة إلى اكتشافاته الرياضية، فقد برهن على أن الزوايا المرسومة في منتصف الدائرة هي زاوية قائمة بالضرورة، وتنبأ بكسوف الشمس.[١]

أما بحوثه الفلسفية فركزت على أصل الوجود، أو ما يعرف بالعنصر الأولي للوجود، وتوصل إلى أنه لا بد من وجود عنصر أولي في الوجود لكنه فكر كثيرًا في ماهية العنصر، وأقر في نهاية بحوثه أن هذا العنصر هو الماء،[٢] وخالف بهذا الرأي كل التكهنات الفلسفية القديمة، منها تكهنات الملاحم الشعرية كملاحم هوميروس، والكهنة واللاهوتيون، ويُقال إنه تأثر بالأساطير البابلية في النتيجة النهائية، لكن تجدر الإشارة إلى أن طبيعة البحث الفلسفي عند طاليس اعتمدت على أسس علمية.[١]

أنكسيمندريس

هو تلميذ طاليس الملطي، ويعد ثاني فلاسفة المدرسة الطبيعية، إلا أن آراءه خالفت وجهات نظر طاليس عامةً، فمن الصعب حسب وجهة نظره أن يوجد عنصر أولي للوجود، فالمادة الأولية لا يمكن أن تكون معينة، لكنه أقر بوجود ما يعرف باللامتناهي كمادة أولية، ووصفها باللاتناهي لسببين، هما:[١]

  • أنها غير معينة من حيث الكيف، فبالتالي ستكون لا متناهية.
  • أنها لا محدودة من حيث الكم؛ كونها مزيجًا، وهذا المزيج من الأضداد هو الحرارة والبرودة، والجفاف والرطوبة، وهذه الأضداد كانت موجودة بنسب متساوية، لكنها انفصلت بفعل الحركة، وشكلت الوجود.[١]

أنكسيمانس

هو ثالث فيلسوف ينتمي إلى المدرسة الطبيعية في الفلسفة، كما أنه كان تلميذًا لأنكسيمندريس، إلا أنه تأثر بأفكار طاليس، وأكد على وجود عنصر أولي لا متناهي، لكنه اختلف معه حول نوع العنصر، فبالنسبة لأنكسيمانس لا بد من وجود عنصر أولي، لكن هذا العنصر من المستحيل أن يكون الماء، فتوصل إلى أنه الهواء، وذلك للعديد من الأسباب:[١]

  • كونه أبسط من الماء، فالماء عنصر معقد بنظره.
  • كونه يحيط بالأرض من العديد من الجوانب.

الطبيعيون المتأخرون

أُطلق عليهم المتأخرون كونهم من الجيل الأكثر حداثة من الفلاسفة الطبيعيين الأوائل، واستكملوا البحث في أصل الكون وطبيعيته، ومن أهم هؤلاء الفلاسفة:

إمبذقليس

وُلد إمبذقليس في صقلية سنة 495 ق.م، تمحورت آراؤه حول تصحيح آراء الفلاسفة الطبيعين السابقين، ورأى أن العالم يسير في حلقة متصلة كالدائرة، ولوحظ اهتمامه بالأشكال الهندسية، والدائرة هي الشكل الأكمل، ورأى أن أصل الوجود لا يمكن أن يكون عنصرًا واحدًا، وكانت له نظرية في العناصر الأربعة؛ وهي الماء والهواء والنار والتراب، وعد هذه العناصر سبب الوجود، ويمكن القول إن هذا الرأي هو امتداد لفلسفة أنكسيمندريس.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة اليونانية، صفحة 25-32.
  2. "Physicalism", Stanford, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  3. زكي نجيب محمود وأحمد أمين ، قصة الفلسفة اليونانية، صفحة 62-65. بتصرّف.
9920 مشاهدة
للأعلى للسفل
×