محتويات
بناء آيا صوفيا
بدأ الإمبراطور جستينيان الأول وهو إمبراطور بيزنطي ببناء كنيسة آيا صوفيا عام 532م، واستغرق بناؤها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537م، ولم يشأ جستنيان أن يبني كنيسة على الطراز المألوف في زمانه، بل كان دائماً يميل إلى فكرة الابتكارات الجديدة، فمن أجل ذلك كلف المهندسان المعماريان إيسودور الميليسي وأنثيميوس التراليني ببناء هذا الصرح الديني الضخم، وكان هدف الإمبراطور جستنيان من بناء آيا صوفيا في أن تكون الكاتدرائية الرئيسية للإمبراطورية البيزنطية.
عناصر التصميم الداخلي لآيا صوفيا
استفاد المهندسون المعماريون الذين كلفهم الإمبراطور قسطنطين من خبرتهم الكبيرة في الرياضيات كونهم في الأساس من علماء الرياضيات، من المفاهيم المعمارية الجديدة في ذلك الوقت من أجل بناء ما أراده الإمبراطور البيزنطي بالضبط وهو بناء مساحة داخلية كبيرة.[١]
القبة
قام المهندسون المعماريون بتصميم قبة مركزية هائلة، ولقد تم ذلك باستخدام طريقة بناء ثورية غير مألوفة في ذلك العصر تسمى المثلثات "مثلث منحني يتكون من تقاطع القبة مع الأقواس الداعمة لها"، وتعتبر قبة آيا صوفيا رائعة الجمال والتطور في ذلك الوقت؛ فقد كانت قبة ضخمة ليس لها مثيل من قبل حيث تبدو وكأنها معلقة في الهواء، وقد وصل ارتفاع هذه القبة إلى 32 متراً.
الفسيفساء
اشتهر مبنى آيا صوفيا بالفسيفساء التي تزين العديد من جدرانه الداخلية، والفسيفساء عبارة عن العديد من البلاط الصغير مختلف الألوان والذي يتم وضعه لتشكيل الأشكال والزخارف الفنية، وتعتبر بعض الفسيفساء في آيا صوفيا من روائع الفن، وقد كانت الزخارف المستخدمة في إنشاء الفسيفساء في الغالب صور إمبراطورية وصور دينية للمسيح، إذ يحتوي آيا صوفيا على تمثال من الفسيفساء للسيدة مريم العذراء مع سيدنا المسيح، كما يحتوي على فسيفساء الباب الإمبراطوري وهي تصور الإمبراطور ليو السادس والعديد من الشخصيات الدينية على خلفية ذهبية، وتعتبر الفسيفساء هي عنصر الزخرفة الرئيسية لآيا صوفيا.
الرخام
تم استخدام العناصر الرخامية للبناء وكانت أيضاً لأغراض الديكور، وتعتبر الأعمدة الرخامية من القطع المهمة في الزخرفة، وقد تم إحضار العديد منها من مناطق بعيدة، وجزء كبير من حوائط آيا صوفيا مغطى بألواح من الرخام بأنواع وألوان متعددة.
الإضاءة
تم تصميم الإضاءة المميزة لآيا صوفيا من خلال بناء 40 نافذة مقوسة مبنية حول الممرات في قاعدة القبة، وتمتد الفتحات المقوسة في الغرب والشرق من المبنى على شكل نصف قباب.
مسجد آيا صوفيا
كان من الإضافات الأخيرة التي أدخلها السلاطين العثمانيون لإنهاء الانتقال من الكنيسة إلى المسجد الإسلامي هي إدراج ثمانية أوسمة ضخمة معلقة على أعمدة في صحن آيا صوفيا عليها كتابات عربية مكتوبة عليها أسماء الله الحسنى، واسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأسماء الخلفاء الراشدين الأربعة وحفيدا الرسول الحسن والحسين.
كما أضاف الخلفاء العثمانيون محراباً ومنبراً وأربع مآذن ضخمة بطول 60 متراً في كل زاوية بعد تحويل الكنيسة إلى مسجد، وإحدى هذه المآذن تم تشييدها باستخدام الطوب الأحمر، والثلاثة الأخرى باستخدام الحجر الجيري الأبيض والحجر الرملي.[٢][٣]
في عام 1934م حول أول رئيس لتركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك آيا صوفيا إلى متحف فني، لمشاهدة جمال امتزاج زخارف الحضارتين الإسلامية مع المسيحية، ثم تم تحويل آيا صوفيا مرة ثانية إلى مسجد في عام 2020م، وعن ذلك قال الرئيس رجب طيب أردوغان "في الواقع لم يكن هذا القرار الذي تم اتخاذه خلال فترة الحزب الواحد عام 1934م خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضًا ضد القانون؛ لأن "آيا صوفيا" ليست ملكًا للدولة ولا أي مؤسسة، فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح"، مؤكدًا حقوق تركيا التاريخية والقانونية التي تعود إلى 567 سنة.
تسميات آيا صوفيا
بُنيت آيا صوفيا على أنقاض كنيسة أقدم أقامها الإمبراطور قسطنطين العظيم وانتهت في عام 360م في عهد الإمبراطور قسطنطينوس الثاني، وسميت في البداية "ميغالي أكليسيا" أي (الكنيسة الكبيرة) ثم سُميت بعد القرن الخامس "هاغيا صوفيا" أي (مكان الحكمة المقدسة)، وهذا ما تعنيه تسمية آيا صوفيا.[٤][٥]
المراجع
- ↑ "Hagia Sophia Interior & Mosaics", study.
- ↑ "Hagia Sophia", worldhistory.
- ↑ " Hagia Sophia", designingbuildings.
- ↑ "Hagia Sophia", worldhistory.
- ↑ "آيا صوفيا"، عريق.