محتويات
فوائد الإحسان إلى الجار
لقد حث الشرع على الإحسان إلى الجار وعدم إيذاءه، وعدّ الإحسان إليه من مكارم الأخلاق ورتب عليه الفضل العظيم، وسيعرض المقال مجموعة من فوائد الإحسان إلى الجار، وهي على النحو التالي:
الامتثال لأمر الله
يعد إحسان المسلم إلى جيرانه امتثالاً لأمر الله -تعالى-، الذي أوصى بالجار والإحسان إليه فقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).[١]
ولقد رتب الله -تعالى- في هذه الآية المستحقين للإحسان من الجيران، وذكر صنفين منهم كما يلي:
- الجار ذي القربى: الجار من الأقارب فإنّ بالإحسان إليه ينال المسلم أجران؛ أجر صلة الرحم وأجر الإحسان للجار، وذلك لأنّ لهذا الجار ثلاثة حقوق على المسلم؛ حق القربى وحق الإخوة في الإسلام وحق الجيرة.[٢]
- الجار الجنب: وهو الجار الملاصق والقريب من المسلم، وله حقان على المسلم؛ حق الجيرة، وحق الإخوة في الإسلام.[٣]
دلالة على الإيمان
لقد ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الإيمان والإحسان إلى الجار في أكثر من حديث شريف، منها ما يلي:
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيَسْكُتْ).[٤]
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).[٤]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).[٥]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (واللهِ لا يُؤْمِنُ، واللهِ لا يُؤْمِنُ، واللهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ).[٦]
سبب للفوز بالخيرية
يتضح خير الإنسان من إحسانه لجاره، وقد عد النبي -صلى الله عليه وسلم- من يحسن إلى جاره بأنّه خير الناس عند الله -تعالى-؛[٧] فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهم لجارِهِ).[٨]
سبب لدخول الجنة
لقد بينّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من يؤذي جاره لا يدخل الجنة، فقال: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ)،[٩] وفي حديث آخر قال: (المؤمنُ مَنْ أَمِنَهُ الناسُ، والمسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمُونَ من لسانِهِ ويَدِه، والمُهاجِرُ مَنْ هجرَ السُّوءَ، والذي نَفسي بيدِهِ لا يدخلُ الجنةَ عَبْدٌ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ).[١٠]
وبالتالي فإنّ الإحسان إلى الجار سبب من أسباب دخول الجنة، وسبب لنيل الأجر والثواب؛ وذلك لعظم وصية جبريل -عليه السلام- بالإحسان إلى الجار، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ).[١١]
استقرار المجتمع
إنّ الإحسان إلى الجار يعود على المجتمع بفوائد جمة، منها ما يأتي:
- وسيلة المجتمع للرقي والتقدم.
- يؤدّي إلى توثيق الروابط، وزياده المحبة بين الجيران.
- يزيل ما في النفوس من الحقد، وسوء الفهم وسوء الظن.
- يعتبر سبباً من أسباب انشراح الصدر.
- يتجلى الإحسان في تماسك المجتمع، وحمايته من الخراب والمضار الاجتماعية.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:36
- ↑ أبو الليث السمرقندي، تفسير السمرقندي بحر العلوم، صفحة 301. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 324. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو، الصفحة أو الرقم:48، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5185، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6016، حديث صحيح.
- ↑ سمية السيد عثمان، أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1944، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:46، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2555، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6015، حديث صحيح.