فوائد الارز للحامل

كتابة:
فوائد الارز للحامل

الأرز والحمل

يعتبر الأرز، خاصةً الأرز الأبيض، كربوهيدرات فارغة لأنه يعد فاقدًا لمصادره الرئيسية من العناصر الغذائية، ومع ذلك نرى أن بعض الدول تضيف عناصر غذائية إلى الأرز، بما في ذلك الحديد، وفيتامينات ب، مثل حمض الفوليك، والنياسين، والثيامين وغيرها، بالتالي قد تستفيد النساء في فترة الحمل من هذه العناصر المضافة، لكن هل يعد الأرز من الأطعمة المغذية والصحية والآمنة أثناء الحمل؟ وما هي الكمية والأنواع المسموح بها؟[١]


هل الأرز من الأطعمة التي ينصح بها للحامل؟

لا طالما عُرف الأرز بأنه من الأطعمة الآمنة والتي تُستهلك بشكل يومي في أنحاء العالم، لكن هل حقًا الأرز من الأطعمة التي يُنصح بها للنساء الحوامل؟ على الرغم من أن الأرز من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، إلا إن الأرز قد يكون ملوثًا بمواد ضارة أشهرها مادة الزرنيخ (Arsenic)، والتي رُبط ارتفاع مستوياتها عن الحد المسموح به لدى النساء الحوامل بزيادة خطر الإجهاض، كما ارتبط التعرض للزرنيخ في الرحم بانخفاض وزن المواليد عند الأطفال وزيادة خطر وفيات الرضع، بالإضافة إلى التأثير المزمن على الصحة، إذ أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون لفترة طويلة لمادة الزرنيخ لديهم معدلات أعلى من سرطانات الجلد وسرطان الرئة وسرطان المثانة، كما تم ربط التعرض لمادة الزرنيخ بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٢]


يجدر التنويه أنّ كل غرام من الرز يرفع ما نسبته 1% من مستويات الزرنيخ.[٣]


لكن ذلك لا يعني نصح النساء الحوامل بالامتناع الكلي عن تناول الأرز، لأن النظام الغذائي القائم على الأرز يعد أفضل بكثير للصحة العامة من تناول المأكولات السريعة والبطاطا المقلية كل يوم، لكن يجب على المرأة الحامل التأكد من وجود تنوع في الحبوب التي يتم إدخالها إلى النظام الغذائي وعدم اعتماده على الأرز فقط، بالإضافة إلى اختيار أنواع أرز ذات مصدر جيد، إذ وجد أن الأرز المزروع في الولايات المتحدة مثلًا، يحتوي على مستويات أعلى من الزرنيخ من أرز البسمتي المزروع في تايلاند أو الهند، ووجدت دراسة أيضًا بأن الأرز البني يحتوي على مستويات أعلى من الزرنيخ مقارنة بالأرز الأبيض، ذلك لأن الزرنيخ يتركز في الطبقة الخارجية من نخالة الأرز، بالتالي الأشخاص الذين يتّبعون نظام غذائي يعتمد على الأرز البني كبديل عن أنواع الحبوب الأخرى، قد يعرضهم إلى نسبة كبيرة من مادة الزرنيخ.[٣]


أما تناول الأرز غير المطبوخ أو الخام ارتبط بالعديد من المخاوف الصحية، مثل التسمم الغذائي، وذلك لأن الأرز الخام قد يحمل بكتيريا ضارة، تعرف باسم البكتيريا العصوية الشمعية (Bacillus cereus)، إذ وجدت إحدى الدراسات أن هذه البكتيريا موجودة في ما يُقارب نصف عينات الأرز التجارية الموجودة في الأسواق، وغالبًا تحدث حالة الرغبة في تناول الأرز الخام لدى النساء الحوامل بشكل مؤقت، وذلك يعد علامة على نوع من اضطرابات الأكل معروف باسم بيكا (Pica)، هي حالة تسبب الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة أو المواد غير المُغذية، كما ارتبط استهلاك كميات كبيرة من الأرز الخام لدى هذه الفئة من النساء الحوامل، بآثار جانبية تشمل التعب، وآلام في البطن، وزيادة في تساقط الشعر، والتعرض لتلف الأسنان، وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.[٤]



كيف يمكن أن تتغلب الحامل على رغبتها الملحة بتناول الأرز؟

الرغبة الشديدة في تناول طعام معين أو الوحام أثناء الحمل تعد ظاهرة حقيقية وتؤثر على كثير من النساء الحوامل، وغالبًا تتمثل بوجود رغبة شديدة في تناول أطعمة شائعة مثل الأرز، الذي يعد أمرًا طبيعيًا، لكن قد تتولد رغبة في تناول طعام غير معتاد أو نوع من الأطعمة لا تحبها المرأة في العادة، وللمساعدة في التغلب على هذه الرغبة الملحة يمكن اتباع ما يلي:[٥]

  • تناول وجبات صحية ومنتظمة للمساعدة في منع الشعور المفاجئ بالجوع.
  • الحفاظ على وجود وجبات خفيفة صحية قريبة لتناولها بين الوجبات وعند الشعور بالجوع المفاجئ.
  • عدم التسوق لشراء الأطعمة أثناء الشعور بالجوع، لتجنب الرغبة بشراء الأطعمة غير الصحية.
  • اختيار الأطعمة الصحية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (GI)، وهو نظام لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات وفقاً لمدى رفع مستويات سكر الدم عند تناولها، بحيث تعمل الأطعمة التي تمتاز بؤشر منخفض بتقلب بسيط في مستوى السكر، وتساعد في الشعور بالامتلاء لمدة أطول.
  • الحصول على قسط كافي من النوم، إذ إن الأشخاص المحرومين من النوم يميلون إلى الرغبة بتناول الوجبات السريعة أكثر من الأطعمة الصحية.



ما كميات الأرز المسموحة للحامل؟

يعد الأرز من مجموعة الكربوهيدرات، وبشكلٍ عام تحتاج المرأة الحامل إلى ما يقارب 31 غ من الكربوهيدرات في النظام الغذائي، أي ما يعادل نصف كوب من الأرز، لكن قد تعاني بعض النساء الحوامل منسكري الحمل، مما يتطلب تقليل كمية الكربوهيدرات المستهلكة بنسبة 40-50 % من مجموع السعرات الحرارية اليومية.[٦][٧]



هل نوع الأرز يؤثر بطبيعة فوائده للحامل؟

على الرغم من وجود أنواع مختلفة من الأرز منها الأرز الأبيض والأرز البني، وهما النوعين الأكثر شيوعًا، بالإضافة إلى الأرز البري (Wild rice)، والأرز الأسود (Black rice)، والأرز الأحمر(Red rice)، إلا إن جميعها تمتاز بمواد مغذية وألياف متشابهة تقريبًا وبنسب متفاوتة، إذ إن الأرز الأبيض يحتوي على أعلى نسبة من الكربوهيدرات وتقدر بحوالي 26.5 غ لكل نصف كوب من الأرز المطبوخ، أما الأرز البني فهو الأرز المفضل للأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية صحية كنمط حياة، فالأرز البني هو حبة كاملة ويحتوي على ألياف أكثر من الأرز الأبيض، كما أنه مصدر أكبر للمغنيسيوم والسيلينيوم، لذلك قد يساعد تناول الأرز البني في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وتحقيق وزن مثالي للجسم.[٨]

المراجع

  1. Ryan Raman, MS, RD , "Is White Rice Healthy or Bad for You?", healthline, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  2. "Eating Rice May Raise Arsenic Levels", webmd, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Eating Rice May Raise Arsenic Levels", webmd, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  4. Ryan Raman, MS, RD (22/5/2020), "Is It Safe to Eat Raw Rice?", healthline, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  5. "Food cravings during pregnancy", pregnancybirthbaby, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  6. " Eating Right Before and During Pregnancy ", ucsfhealth, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  7. "Eat Right During Pregnancy", pennmedicine, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  8. Emily Cronkleton , "Carbohydrates in Brown, White, and Wild Rice: Good vs. Bad Carbs", healthline, Retrieved 25/2/2021. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×