الدعاء
الدعاء: "هو إظهار غاية التذلُّل والافتقار إلى الله، والاستكانة له"، وهو نوعان: دعاء عبادة وبه يثني الإنسان على الله بما هو أهلٌ له ويكون هذا النوع مصحوبًا بالخوف والرجاء، ودعاء مسألة حيث يطلب الداعي من الله -عزَّ وجلَّ- كشف الضرِّ عنه،[١] والدعاء من أعظم العبادات حيث أنَّه يدل على صدق العبد ويقينه بالله -عزَّ وجلَّ-،[٢] والدليل على أنَّ الدعاء عبادة هو قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدُّعاءُ هو العبادةُ"،[٣] وإنَّ أصل الاستغفار دعاء حيث يطلب العبد من الله أن يغفر ذنوبه،[٤] ولفضل الاستغفار سيتم تخصيص الحديث عنه ثمَّ سيتم بيان فوائد الاستغفار للزواج.
الاستغفار
الاستغفار: هو طلب العبد من الله -عزَّ وجلّ- أن يمحوَ ذنوبه وأن يستر عيوبه، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في عدَّة مواضع حيث قال تعالى: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}،[٥] وصيغته قول "أستغفر الله" ولاستخدام هذه الصيغة لطيفة حيث أنَّ الفعل المضارع يفيد الاستمرارية ويكأنَّ المستغفر يقول: أستمر على الاستغفار حتى ألقى ربي، وللاستغفار عدَّة شروط لا بدَّ من توفرها حتى يكون مقبولًا عند الله، ومن هذه الشروط ما يلي:[٤]
- السلامة من الكفر والشرك ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.[٦]
- السلامة من الكسب الحرام ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك".[٧]
- اليقين باستجابة الله حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ"[٨]
فوائد الاستغفار للزواج
إنَّ من فوائد الاستغفار للزواج أنه يساعد في تيسيره،[٩] حيث إنَّ للاستغفار فضل عظيم وفوائد جمَّة وإنَّ ملازمته سببٌ من أسباب بلوغ الغايات، فلا بأس لمن أراد الزواج أن يلزم الاستغفار والطاعات بل هو أمرٌ مشروع بشرط عدم تحديد عددٍ معين في كلِّ يوم حتى لا يدخل هذا الأمر في باب البدعة والإحداث،[١٠] كما أنَّ للاستغفار فضائل أخرى، منها:[١١]
- أنَّ المستغفر ينال شرف مدح الله وثناءه حيث أثنى الله -عزَّ وجلَّ- على المستغفرين في كتاب فقال: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}.[١٢]
- أنَّ الاستغفار سبب من أسباب مغفرة الذنوب حيث قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[١٣]
- أنَّ الاستغفار سبب في جلب المنافع والرزق والخيرات ودفع البلاء حيث قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارً}.[١٤]
- أنَّ الاستغفار سبب من أسباب رحمة الله -عزَّ وجلَّ- حيث قال تعالى: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[١٥]
- أنَّ الاستغفار سبب من أسباب دفع عذاب الله حيث قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.[١٦]
- أنَّ الاستغفار سبب من أسباب جلب القوة والخير ودليل ذلك قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}.[١٧]
المراجع
- ↑ "فضائل الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020.
- ↑ "كنوز الدعاء في القرآن الكريم"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 2969، حديث صحيح.
- ^ أ ب "معنى الاستغفار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية: 52.
- ↑ سورة المائدة، آية: 27.
- ↑ رواه صحيح مسلم، في مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 245، حديث حسن.
- ↑ "الإكثار من الاستغفار بنية تيسير الزواج للغير"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "الاستغفار بعدد معين في أيام معينة لتيسير الزواج بدعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "الاستغفار فضائله وفوائده"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 17.
- ↑ سورة النساء، آية: 110.
- ↑ سورة نوح، آية: 10-12.
- ↑ سورة النمل، آية: 46.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 33.
- ↑ سورة هود، آية: 3.
