نبات الثوم
يعرف الثَّوم أنّه نبات عشبيّ ثنائيّ الحَول، وهو من النَّباتات التي تُزرَع في الأقاليم كافة في العالم، لكن يُعتقَد أنّ موطنه الأصلي قارة آسيا، ومن مميزات نبات الثَّوم أنَّه يؤخذ من بصلة تحت الأرض، وهذه البصلة تتكوَّن من عدد من فصوص الثَّوم المتلاصقة المنفصلة من النِّصف فقط،[١] وعُرف هذا النبات قديمًا في العديد من الحضارات؛ لما له من مزايا علاجيَّة ووقائيَّة، إذ كان يُستخدم الثوم قديمًا في الطبِّ العربيِّ والطبِّ الهنديِّ والطب الصيني لعلاج العديد من الأمراض، وقد عُدّ قديمًا مضادًّا عامًّا للأمراض جميعها.[٢] ويتكوَّن الثوم من عدة مركَّبات، منها الكبريت، والحمض الأميني السيستين، ويحتوي الثَّوم غير المهروس على مادَّة الأليل التي تتحوَّل إلى الأليسين عند هرسهِ، وينتج من هذا المركَّب العديد من المركَّبات الأخرى، ويقاس نشاط الثَّوم وعمله بناءً على محتواه.[٣]
فوائد الثوم
للثوم فوائد عديدة تَمدّ الجسم بالعافية والصحة، من ضمنها ما يأتي:
- خفض مستوى الكولسترول وضغط الدَّم: يُعدّ هذا الاستخدام الأكثر شيوعًا لنبات الثَّوم؛ إذ أثبتت الدِّراسات أنَّ تناوله يؤدّي إلى تقليلِ نسبَةِ الكوليسترول الضار، إضافةً إلى قدرته على خفض ضغط الدَّم؛ بسبب تأثيره على ارتخاء عضلات الأوعية الدَّموية عن طريق رفع أكسيد النيتريك الذي يوسّعها، بالإضافة إلى محاربته الخثرات والتجلُّطات في الدم عن طريق تقليل تراكم الصفائح الدموية.[٤]
- العلاج والوقاية من أمراض القلب وتصلُّب الشَّرايين: إذ إنّ للثوم خصائص مهمة في حماية القلب، والتي تساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض، مثل فرط الدهون في الدم.[٤]
- مكافحة الأمراض المُعدية: إنَّ للثوم آثارًا فعالةً لمحاربة العديد من أنواع البكتيريا موجبة الغرام وسالبة الغرام، وأثبتت الدراسات أيضًا أنّ له آثارًا فعالةً في محاربة الكائنات الأولية، إذ يستخدم لعلاج داء الجيارديات الطفيليّ الذي يُصيب الجهاز الهضميّ.
- العلاج والوقاية من السَّرطان: أثبتت الدِّراسات أنّ الثَّوم يحتوي على العديد من المركَّبات المحاربة للسَّرطان، وله دور مُثبَتٌ كمضادِّ أكسدة يحمي الخلايا ويحارب شيخوختها المبكِّرة، ويتخلص من الجذور الحرة التي تسهم في تكوين الخلايا السَّرطانية، ويمنع تكاثرها ونموها، ويوقف تكوين الأوعية الدموية في السَّرطان، وقد وُجد أنَّ معدل نمو الخلايا السرطانية يقلُّ عند استخدام الثَّوم.[٥][٤]
- المساهمة في خسارة الوزن: إذ أُجريت دراساتٌ تثبِت أنَّ للثوم أثرًا في محاربة السّمنة والوزن الزّائد.[٦]
- السيطرة على أعراض الربو: تُعدّ فصوص الثوم المسلوقة فعّالةً في الحدّ من أعراض الربو، ومن المعتقد أنّ شرب كوب من الحليب مع ثلاثة فصوص مسلوقة من الثوم كل ليلة قبل النوم يساعد المصابين بالربو على الشعور بالراحة.[٤]
- زيادة الرغبة الجنسية: إذ إنّ للثوم خصائص مثيرة ومحفزة للشهوة الجنسية، لذلك يُستخدَم كوسيلة لزيادة الرغبة الجنسية.[٤]
- تنظيم نسبة السكر في الدم: إذ أثبتت إحدى الدراسات أنّ تناول الثوم يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم.[٤]
- تعزيز مناعة الجسم: إذ يحتوي الثوم على مواد مُغذّية نباتية تقلل الإجهاد التأكسدي، بالتالي تقوية المناعة، والتخلص من الشعور بالتعب، وزيادة الطاقة.[٤]
- العناية بالعيون: إذ يعدّ الثوم غنيًّا بالعناصر الغذائية، مثل: السيلينيوم، والكيرسيتين، وفيتامين (ج)، وجميع هذه العناصر تسهم في الحفاظ على صحة العين، وتساعد على علاج التهابات العين.[٤]
- علاج حب الشباب: يُستخدَم الثوم إلى جانب المكونات الأخرى مثل العسل والكركم، كعلاج منزلي لندبات حب الشباب، وحتى لمنع ظهوره؛ إذ يعدّ منظّفًا فعّالًا للجلد يساهم في تخفيف عدد من الأمراض الجلدية، بما في ذلك الطفح الجلدي، والصدفية، والتقرحات، والبثور، ويساعد أيضًا على تجديد الخلايا، بالإضافة إلى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.[٤]
- علاج التهابات المهبل وتضخُّم البروستاتا: إذ يساعد الثَّوم أيضًا على علاج التهابات المهبل النسائية،[٧] وحالات تضخُّم البروستاتا عند الرجال، وأُجرِيَت دراسة أثبتت أنَّ الأشخاص الذين يتناولون الثَّوم باستمرار تنخفض نسبة إصابتهم بمرض تضخُّم البروستاتا بنسبة 28%.[٨]
فوائد الثوم للبشرة والشعر
يُستخدَم زيت الثَّوم في علاج مشكلات الشَّعر لدى العديد من النِّساء والرِّجال، وتشتمل أهم فوائده على ما يأتي:
- علاج تساقط الشعر: يمنع الثوم بدوره من تساقط الشَّعر، ويساعد على تقويته وزيادة كثافته؛ نظرًا لاحتوائه على العديد من الفيتامينات والمعادن التي لها دور مهم في تقوية جذور الشَّعر،[٤] كما استُخدِم في علاج بعض حالات الصلع، وقد اختبر باحثون من جامعة مازاندران للعلوم الطبية في إيران كيف يؤثر جل الثوم المُطبّق على فروة الرأس مرتين يوميًا مدة ثلاثة أشهر عند الأشخاص الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات لعلاج الثعلبة، واكتشف الباحثون أنّ استخدام هذا الجل أضاف بنسبة كبيرة إلى الفاعلية العلاجية للكورتيكوستيرويد الموضعي في علاج داء الثعلبة، ورغم أنّ الدراسة لم تختبرها مباشرةً، إلّا أنّ استخدام زيت جوز الهند المملوء بالثوم كعلاج مستقل قد يصبح أكثر فائدةً كعلاج لتساقط الشعر؛ لأنّه يخفف من خطر امتصاص الكورتيكوستيرويدات الضارة للجلد.[٩]
- علاج مشكلات البشرة والالتهابات: يُعدّ استخدام زيت نبات الثوم علاجًا طبيعيًا ممتازًا للعديد من أنواع العدوى، بما في ذلك التهابات الأذن والجلد.[٤]
- شفاء الجروح: يُمكن أن يستخدم الثوم كعلاج عشبي فعّال للجروح.[٤]
أضرار تناول الثوم
في الغالب يتناول جميع الأشخاص الثَّوم بعد طهيه أو بعد وضعه إضافته إلى الطَّعام، لكنّ الأغلب لا يعلمون أنَّ هذا يؤدي إلى فقدان الثوم نسبةً من عناصره المهمَّة الموجودة فيه، كما أنَّ تناوله طازجًا يرفع مناعةَ الجسم، ومعها تزداد مقاومته للأمراض الخطيرة، لكن تناوله -خاصةً الثوم النيء- قد يسبب أضرارًا على الجسم في الحالات الآتية:[٩]
- قد يسبب الثوم الخام عندما يؤخذ عن طريق الفم إحساسًا حارقًا في الفم أو المعدة، وتشكُّل رائحة الفم الكريهة، والإصابة بحرقة في المعدة، وتجمّع الغازات، والانتفاخ، والغثيان، والتقيؤ، بالإضافة إلى الإسهال، وانبعاث رائحة من الجسم، وغالبًا يزداد احتمال حدوث هذه الآثار الجانبية مع زيادة الكمية المستهلكة من الثوم.
- يزيد الثوم من خطر نزيف الدم بصورة عامّة؛ لأنّه يمنع تجلّط الدم الطبيعي، لذا يجب التحدث مع الطبيب الخاص قبل تناول الثوم إذا كان الشخص يتناول أدويةً مُميعةً للدم.
- يُنصح بالتوقف عن تناول الثوم والتوابل بصورة عامّة قبل أسبوعين على الأقل من إجراء أيّ عملية جراحية محددة؛ بسبب مخاوف النزيف أيضًا.
- عندما يؤخذ الثوم عن طريق الفم بكميات صغيرة مناسبة لمدة زمنية قصيرة يُعدّ آمنًا للأطفال، مع ذلك فإنّه لا ينبغي أبدًا أن يُعطى لهم من دون حاجة أو بجرعات كبيرة.
- إذا ظهرت لدى الشخص أي مشكلات في الجهاز الهضمي فمن المهم معرفة أنّ الثوم الخام قد يُهيّج الجهاز الهضمي؛ لذا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من القرحة بتجنب تناول الثوم الخام، ولتجنب مشكلات الجهاز الهضمي بصورة عامّة يجب الابتعاد عن تناول الثوم النيء على معدة فارغة.
- يسبب الثوم تهيج الجلد الشديد الشبيه بالحروق في حال تطبيقه عليه مباشرةً.
- يجب استشارة الطبيب الخاص قبل تناول الثوم النيء إذا كان الشخص يعاني من انخفاض في ضغط الدم، أو مشكلات في الغدة الدرقية، أو أيّ مخاوف مرضية أخرى مزمنة.
- يجب استشارة الطبيب أيضًا قبل تناول الثوم إذا كان الشخص يتناول أحد الأدوية الآتية:
- الأدوية التي تميّع الدم.
- الأيزونيازيد.
- حبوب منع الحمل.
- السيكلوسبورين (Cyclosporine).
- أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.
- العقاقير المضادة للالتهابات اللاستيروئيدية (NSAIDs).
المراجع
- ↑ "plantvillage", plantvillage.psu.edu, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ Tim Newman, "What are the benefits of garlic?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Garlic and Organosulfur Compounds", lpi.oregonstate.edu, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Meenakshi Nagdeve, "25 Interesting Benefits Of Raw Garlic"، www.organicfacts.net, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Joe Leech, "11 Proven Health Benefits of Garlic"، www.healthline.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Lisa Lillien, "The Link Between Garlic and Weight Loss"، www.verywellfit.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Ana Gotter, "Home Remedies for Bacterial Vaginosis"، www.healthline.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Garlic Health Benefits for Men", prostate.net, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Dr. Josh Axe, "7 Raw Garlic Benefits for Fighting Disease"، draxe.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.