فوائد الجرجير للنساء فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

كتابة:
فوائد الجرجير للنساء فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

الجرجير

يعد الجرجير Arugula نباتًا ينتمي إلى فصيلة النباتات الصليبية التي تضم نباتات البروكلي واللفت والملفوف، ويتم تناول أوراق نبات الجرجير التي تتميز بطعم ونكهة الفلفل والتوابل، كما ويزداد طعم النبات مرارةً مع تقدم النبته في العمر، ويمكن تناول بذور هذا النبات، ومن الجدير بالذكر أن الجرجير يحتوي على كميات من الدهون والكربوهيدرات والصوديوم والبروتينات والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين A وفيتامين C وفيتامين K، كما إن الجرجير مليء بمضادات الأكسدة ويحتوي على الجلوكوزينات glucosinolates؛ وهي مواد طبيعية مسؤولة عن طعم الجرجير المر المميز ورائحته القوية، ويستخدم الجرجير على نطاقٍ واسعٍ في الطعام والشراب مثل استخدامه في صنع البيتزا أو البطاطا المحمرة أو في صنع المعكرونة والسلطات والعصائر، كما إن له استخدامات علاجيّة، سيتم الحديث في هذا المقال عن فوائد الجرجير للنساء: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟.[١]


فوائد الجرجير للنساء: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

تعد منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط موطن الجرجير، وقد يطلق على الجرجير اسم جرجير السلطة والرشاد الإيطالي أيضًا، ويحتوي الجرجير نسبة عالية من عوامل مكافحة السرطان، كما ويعدّ غنيًّا بالألياف والمواد الكيميائية النباتية، ويتميز باحتوائه على كميات منخفضة من السكر والسعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون، وكما ورد سابقًا فهو غني بالعديد من العناصر الغذائية الحيوية، كحمض الفوليك الذي يساهم في تكوين الحمض النووي والمواد الجينية الأخرى، ويعد حمض الفوليك مهمًا بالذات للنساء الحوامل ولمرحلة ما قبل الحمل، حيث يؤدي نقص حمض الفوليك إلى تشقق العمود الفقري لدى الجنين، وهي حالة مرتبطة في الأنبوب العصبي،[٢] وتبلغ كمية حمض الفوليك في 100 جم من ورق الجرجير 97 ميكرو جرام، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجرجير نبات سنوي ينمو إلى 20-100 سم،[٣] إن الإجابة على سؤال فوائد الجرجير للنساء: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟ فيما يأتي ذكره:


الحماية من سرطان الثدي

أظهرت عدّة دراسات نتائج مفادُها أنّ تناول الخضروات الصليبية ومنها الجرجير يساهم بانخفاض خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وتُعزى هذه الوظيفة إلى الإيزوثيوسيانات بما في ذلك السلفورافان والإيروسين الموجودين في تركيبته، حيث ترتبط السلفورافان من الناحية الأيضية والهيكلية بكميات كبيرة في الجرجير، وبالرغم من أنّ آليات الوقاية من السرطان غير مفهومة بشكلٍ واضح؛ إلّا أنّ الجرجير يساهم في الوقاية من سرطان الثدي عن طريق منع تكاثر خلايا سرطان الثدي إلى جانب إيقاف دورة الخلية عند الانقسام وعملية موت الخلايا المبرمج، وبذلك تأكيدًا على فائدة الجرجير .[٤]


فوائد الجرجير للقلب

يحتوي الجرجير على نسبةٍ عاليةٍ من النترات والبوليفينول المفيد، ويعدّ تناول كمياتٍ كبيرةٍ من النترات مفيدًا في خفض ضغط الدم ويقلّل من كميّة الأكسجين اللازمة أثناء التمرين ويحسّن الأداء الرياضي، ويعدّ تناول الخضروات الصليبية ومنها الجرجير فوائد وتأثيرات وقائية على القلب، وأفادت تحليلات أجريت في عام 2017 أنّ النظام الغذائي الغنيّ بالخضروات الصليبية والسلطات والخضروات ذات الأوراق الخضراء لها ارتباط وثيق بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٥]


"من الجدير بالذكر أن دراسة نُشِرت عام 2018 في مجلة جمعية القلب الأمريكية أظهرت أنّ تناول أنظمة غذائية متوازنة وغنيّة بالخضروات الصليبية يمكن أن يقلل من مرض تصلُّب الشرايين عند النساء مع تقدم العمر، وتُعزى النشاطات الوقائية للجرجير إلى مركبات البوليفينول ومركبات الكبريت العضوي حيث تتواجد بتركيز عالٍ."[٥]


دور الجرجير في إنقاص الوزن

يعد الجرجير من الأطعمة التي تحتوي على كمياتٍ قليلة من السعرات الحرارية، ويتشابه بذلك مع الكثير من الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، وبناءً على ذلك يمكن اعتبار الجرجير نوعًا غذائيًا مناسبًا للنساء اللواتي يحاولن الوصول للوزن المثالي أو المحافظة على ثبات أوزانهنّ، ويقدّم كوبين من الجرجير 8 سعرات حرارية فقط، ومن الجدير بالذكر أنّ الجرجير الطازج ليس له أي تأثير فعلي على السعرات الحرارية اليومية، ويحقّق نبات الجرجير أكثر من 600 بقليل على مؤشّر كثافة المغذّيات التي تعدّ أداةً تصنّف الأطعمة وفقًا لكمية المغذيات الدقيقة المقدمة بالنسبة لمحتوى السعرات الحرارية، أو بناءً على وفرة وكثافة المغذيات الموجودة في النبات، ومن الجدير بالقول أن الجرجير من بين أفضل 10 أطعمة غنية بالمغذيات، وعند مقارنته بغيره من فصيلة النباتات الصليبية، يظهر أنّ الجرجير يحتوي على كثافة مغذيات تفوق الملفوف بنسبة 30 % وحوالي 50 % أكثر كثافة بالمواد المغذية من القرنبيط، وعليه فإنه يمكن القول أن وجود الجرجير في النظام الغذائي يساعد على التحكّم في السعرات الحرارية.[٦]


دور الجرجير في الوقاية من مرض السكري

هناك اعتقاد سائد مفادُه أنّ النظام الغذائي الغنيّ بالخضروات الخضراء يصنّف على أنّه أحد أساليب علاج مرض السكري الطبيعية، وذلك لأنّه يحسّن استجابة الدم للإنسولين، كما إنّ الشائع من قِبَل الناس تناول أوراق الجرجير الخضراء فقط، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأبحاث التي تظهر أن المستخلصات النباتية المأخوذة من بذور الجرجير تساعد في مكافحة تقلّبات السكر في الدم، وبذلك يعدّ مستخلص الجرجير أو الزيت المأخوذ من بذوره طريقة فعّالة للوقاية والعلاج، حيث تقوم بدورها في الحدّ من ارتفاع السكر في الدم وخفض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية المرتفعة، ولكن يجب التنبيه على أنّ تناول أوراق الجرجير والاستغناء عن أنواع الأطعمة الأخرى قد يؤثّر على سكر الدم، حيث يعد الجرجير خالٍ تقريبًا من السكر والكربوهيدرات، ويُستحسن زيادة حجم الطبق بالجرجير عند اتباع نظام غذائي وحمية، ومن المهم قوله هو أن الجرجير يمتلك طابع قلوي، وبذلك يساهم في المحافظة على مستوى الرقم الهيدروجيني المثالي للجسم لدعم الجهاز الهضمي وتقوية نظام المناعة ضد أنواع الأمراض المختلفة.[٧]


دور الجرجير في علاج التهابات الجلد وصحة العظام

يعد استخدام مستخلص الجرجير جزء من أدوية الطب الشعبي في دول الشرق الأوسط كعلاج فعال في منع أو علاج الاضطرابات الجلدية، وقد كان هناك اعتقاد سائد بأن الزيوت النباتية قد تساهم في منع الأمراض الجلدية الالتهابية وتكون علاجًا طبيعيًا للأكزيما أو الصدفية، ومن الجدير بالذكر أن تناول أوراق الجرجير يوفر حماية ضد تلف الجلد الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية والعلامات البطيئة لشيخوخة الجلد، وبناءً على أن الجرجير يحتوي مضادات للأكسدة كما ورد سابقًا فإنه يساعد في محاربة تكاثر الخلايا الغير طبيعية ويحمي مرونة الجلد ومناعته ومظهره، ومن الجدير بالذكر أن الجرجير لا يسبب الحساسية، وفي أغلب الأحيان لا يرافق تناوله آثارًا جانبية، ولا يسبب ردود فعل عند تناوله من قبل الكثير من الناس، أما فيما يخص العظام فيما أن الجرجير يعد مصدر لفيتامين K الذي هو ضروري لصحة العظام؛ فهو بذلك مفيد ، كما إن بعض المختصين يقولون أن فيتامين K يبني العظام بشكل أفضل من الكالسيوم إلى حد ما ويعطي حماية ضد كسور العظام وهشاشة العظام.[٧]


أضرار تناول الجرجير

تُظهر الأدلة التاريخية أنّ تناول الجرجير بدأ منذ القرن الأول الميلادي على نطاق واسع في أجزاء من إيطاليا ودول الشرق الأوسط، وفي ذلك الزمان كانت الوجبة الرومانية التقليدية هي تقديم سلطة علاجية مصنوعة من الجرجير والخس والهندباء والملوخية والخزامى، وكجزء من الطب الشعبي التقليدي في تركيا ولبنان وسوريا وحوض البحر المتوسط تم استخدام بذور الجرجير كعلاج طبيعي للعقم وعلاج أمراض الجلد والجهاز الهضمي، أما في الطب الصيني التقليدي فتم استخدام الجرجير لعلاج نقص الدم،[٧] وقد يرافق تناول الجرجير واستخدامه لأغراض علاجية بعض الأضرار، وفيما يأتي ذكرًا وتوضيحًا لها بشيٍ من التفصيل:


  • ينصح بتجنّب تناول كميّات كبيرة من الجرجير بكونه يحتوي كمياتٍ قليلةٍ جدًا من السكر والسعرات الحرارية، وبذلك الاعتماد عليه فقط لا يزود الجسم باحتياجاته الأساسية من الطاقة اللازمة للقيام بالعمليات الحيوية.[٧]
  • بسبب احتواء النباتات الصليبية والجرجير على كميات منخفضة من المركبات الكيميائية؛ قد تتداخل مع وظيفة الغدة الدرقية بالذات عند تناولها بكيمات كبيرة، وبذلك يمكن القول بأن هناك نسبة قليلة جدًا لتطور مثل هذه المضاعفات.[٧]
  • كون الجرجير يحتوي على كميات من فيتامين K الذي يلعب دورًا حيويًا في تخثر الدم؛ فإنه يجب على الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم مثل الوارفارين تجنب تناول هذه الأدوية بصورة مفاجئة.[٥]
  • عند حفظ عصير الجرجير والخضار بصورةٍ غير سليمة، قد تتحوّل النترات الموجودة في العصير إلى نتريت وتلوث العصير.[٥]
  • يجب التنويه إلى أن تناول جرعات كبيرة من الأطعمة الغنية بالنترات قد يتفاعل مع بعض الأدوية مثل أدوية النترات العضوية أو النيتروجليسرين أو النتريت التي تعالج الذبحة الصدرية ويسبب آثارًا سلبية.[٥]


من الجدير ذكره بأنّ الإجابة على سؤال فوائد الجرجير للنساء: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟ هي فوائد صحيحة ولكن ضمن ضوابط وإرشادات محددة وتحت إشراف الطبيب أو المختص لضمان السلامة.[٢]

المراجع

  1. "Health Benefits of Arugula", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  2. ^ أ ب "What You Should Know About Arugula", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  3. "Arugula (Eruca vesicaria subsp. sativa (Miller) Thell.): A healthy leafy vegetable", www.researchgate.net, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  4. "Erucin, the Major Isothiocyanate in Arugula (Eruca sativa), Inhibits Proliferation of MCF7 Tumor Cells by Suppressing Microtubule Dynamics", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Everything you need to know about arugula", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  6. "5 Health Benefits of Arugula You Need to Know", www.livestrong.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Arugula: Top 10 Benefits for the Heart, Gut and More", draxe.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
3826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×