فوائد الحلبة

كتابة:
فوائد الحلبة

الحلبة

للحلبة فوائد عديدة وهي من النباتات التي حظيت باهتمام كبير في التاريخ القديم، وهي نبتة لا تُقدّر بثمن، والحلبة عشب سنوي بأوراق خضراء فاتحة وزهور بيضاء صغيرة، وينمو نبات الحلبة من قدمين إلى ثلاثة أقدام، ويملك قرونًا تحتوي على 10-20 من البذور الصغيرة المسطحة الصفراء أو البنية وذات الطعم اللاذع والعطرية.[١]

بدأت زراعة الحلبة في شمال أفريقيا، وانتشرت إلى أن وصلت إلى أغلب بلدان العالم، ولها أسماء متعددة في الكثير من البلدان، وهي نبات معرف منذ القدم؛ فقد استُخدمت قبل الميلاد في معالجة الجلد، والتقليل من الالتهابات التي قد تصيبه، واستعمالات طبية أخرى متعددة، حيث فوائدها كثيرة للصحة وللجسم، وقد شاع استخدامها كذلك في السابق نتيجة خصائصها المذهلة، وتتميز الحلبة بأنها تملك أنشطة مضادة للميكروبات ومضادات الأكسدة ومضادات السكر ومضادات الالتهابات.[١]

 

فوائد الحلبة

حتى الوقت الحاضر لا توجد أدلة كافية تدعم استخدام الحلبة لأي غرض طبي، إلّا أنّه توجد بعض الفوائد التي دُرِسَت ولها نتائج واعدة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٢][٣]

  • مفيدة للقلب، إنّ شرب الحلبة يحدّ من خطر الإصابة بتصلب الشرايين؛ لأنّ لها تأثيرًا فعّالًا في نسبة الدهون في الدم، إذ أثبتت الدراسات أنّها فعّالة في تقليل مستوى الكولسترول الضار في الدم، وهو الكولسترول المسؤول عن حدوث أمراض القلب، كما أنّها غنية أيضًا بالألياف الغذائية التي تساعد في تخليص الجسم من الكولسترول، مما يقلل من خطر التعرض لتجلط الدم، إذ توجد فيها نسبة جيدة من الألياف التي تذوب، وهذا يرفع من لزوجة الطعام المهضوم ويمنع امتصاص أحماض الكولسترول في الدم.
  • تنظيم مستوى السكر في الدم، تساعد الحلبة في خفض مستوى السكر في الدم، وقد وجدت الدراسات الحيوانية أنّ الحلبة تخفّض سكر الدم بطرق عدة؛ مثل: تقليل امتصاص السكر في الجهاز الهضمي، وتأخير عملية إفراغ المعدة، وتحسين حساسية الخلايا لهرمون الأنسولين وتحسين عمله، وتقليل تركيز البروتين الشحمي في الدم. وفي دراسة أجريت عام 2017 لُوحظ أنّ الفئران التي تتغذّى على نظام غذائي غني بنسبة 2% من مكملات بذور الحلبة الكاملة لمدة 16 أسبوعًا تتمتع بتحمل أفضل للسكر من أولئك الذين لم يحصلوا على مكملات بذور الحلبة.[٤] ويُجرى تناولها بعدة طرق للمحافظة على مستوى طبيعي للسكر في الدم، وهي التالي: طحن الحلبة وتناول ملعقة من المسحوق الناتج قبل أي وجبة طعام لتقليل نسبة السكر في الدم، أو أكل المخبوزات -كالخبز المصنوع من طحين الحلبة- يساعد في تخفيف مقاومة الجسم لهرمون الأنسولين لمرضى السكري.
  • علاج آلام العظام والتهاب المفاصل، كانت منذ القدم تُستخدم مسكّن ألم في الطب التقيلدي، ويعتقد الباحثون أنّ المركبات الموجودة في الحلبة تمنع المستقبلات الحسية التي تسمح للدماغ بالإحساس بالألم، كما قد أشارت دراسة إلى أنّ أحد مستخلصات بذور الحلبة قد تملك خصائص مضادة للالتهابات ولالتهاب المفاصل؛ ذلك نتيجة احتوائها على كل من حمض اللينولينك، واللينولك.[٥]
  • الوقاية وعلاج قرحة المعدة، حيث تناول الحلبة المطحونة مفيد في علاج قرحة المعدة والإثني عشر، إذ قارنت دراسة بين مستخلص الحلبة ودواء الأميبرازول، وهو دواء يُستخدم للوقاية وعلاج قرح الجهاز الهضمي، فأظهرت النتائج أنّ مستخلص الحلبة قلّل من حدوث تضرر في بطانة الجهاز الهضمي، وظهر أكثر فاعلية من دواء الأومبيرازول في منع تضررها، وهذا النتائج تشير إلى امتلاك الحلبة خصائص واقية من قرح المعدة.[٦]
  • علاج الإمساك، تحسّن الحلبة عملية الهضم وتمنع اضطرابات المعدة، فهذه البذور غنية بالصمغ الذي يمنع الإمساك عن طريق تليين الأغشية المخاطية وتحسين تركيبها، كما أنّها تمنع إنتاج المخاط الزائد في الجهاز الهضمي، وبالإضافة إلى ذلك تحتوي على كمية جيدة من الألياف التي تذوب؛ وهذه الألياف تمتص الماء الموجود في الأمعاء، وبالتالي تعالج الإمساك، إذ يؤدي ذلك إلى تقليص العضلات المنعكس مع زيادة الحجم، وبالتالي تنشيط حركة الأمعاء.[٧]
  • تقليل ألم الدورة الشهرية، تُعدّ الحلبة مادة فعالة تسهّل عملية الحيض، وتخفف من الأعراض المرتبطة بها، فهي قد تؤدي إلى نزول دورة الحيض المتأخرة، وتخفف من اضطرابات الدورة الشهرية.
  • التقليل من أعراض انقطاع الطمث، إذ إنّها تحتوي على المواد الكيميائية الديوسجينين والأيسوفلافون والإستروجين، التي تملك خصائص شبيهة بخصائص هرمون الأستروجين، ويحدث خلال دورة انقطاع الطمث نقص لهذا الهرمون، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض؛ مثل: تقلب المزاج، والاكتئاب، والتشنجات. وقد تساعد في السيطرة على هذه الأعراض.
  • زيادة إنتاج الحليب عند المرضع، قد تجد عدد من الأمهات المرضعات أنهن يُنتِجن كمية حليب قليلة لا تكفي أطفالهن، وتشير نتائج الأبحاث إلى أنّ بذور الحلبة قد تمثّل بديلًا آمنًا طبيعيًا من استخدام الأدوية المصنعة لزيادة إدرار الحليب. فقد وجدت دراسة أجريت على أمهات جدد أنّ شرب شاي الأعشاب الذي يحتوي على بذور الحلبة زاد من إنتاج حليب الثدي، مما ساعد الأطفال في زيادة الوزن، على الرغم من أنّ هذه الأبحاث مشجعة، إلّا أنّه تنبغي مناقشة أيّ مخاوف بشأن استخدامها بهدف إنتاج حليب الأم مع الطبيب.[٨]
  • الحفاظ على صحة الشعر، تساعد الحلبة في تحفيز نمو الشعر؛ لأنّها غنية بالبروتين اللازم لنمو الشعر وقوته، وتُجدّد بصيلات الشعر، وتُستخدَم الحلبة المغليّة في علاج تساقط الشعر والحفاظ على صحته، كما أنّها تُخلّص فروة الرأس من الفطريات التي قد تسكنها. وتُحضّر من خلال نقع ملعقتين من حبوب الحلبة مع كوب كبير من الماء لعدة ساعات أو لليلة، بعد ذلك تُطحن البذور لتشكيل عجينة رقيقة، وتوضع مباشرةً على الشعر وفروة الرأس، أو تُمزَج بزيت جوز الهند أو اللبن أو العسل أو الحليب لصناعة قناع، ثم يُترك العلاج على الشعر لمدة 10 دقائق أو أكثر، ويُشطف بالماء الدافئ ويُغسل بالشامبو.[٩]
  • تحسين عملية فقدان الوزن، إذ قد تساعد في تثبيط الشهية وقد تزيد من الشعور بالامتلاء، مما قد يقلّل من الإفراط في تناول الطعام؛ وهذا يؤدي إلى فقدان الوزن. وفي دراسة أجريت عام 2015 شربت تسع نساء كوريات يعانين من الوزن الزائد الحلبة أو دواءً وهميًا قبل الغداء، فلُوحظ أنّ أولئك اللاتي شربن شاي الحلبة استفدن بأنهنّ أصبحن أقل جوعًا، ومع ذلك وبسبب احتوائها على الألياف؛ قد تؤدي مستخلصات الحلبة أيضًا إلى الشعور بالامتلاء.[١٠]
  • زيادة مستويات هرمون تستوستيرون والحيوانات المنوية، فقد أظهرت دراسة صدرت عام 2017 م أُجريت على 50 متطوعًا من الذكور أنّ تناولهم مستخلصًا منها لمدة 12 أسبوعًا زاد عدد الحيوانات المنوية لدى 85 في المئة من المشاركين، كما تشير النتائج إلى أنّ خلاصة الحلبة تحسّن اليقظة العقلية، والمزاج، والرغبة الجنسية بشكل مستمر.[١١]
  • تقليل الالتهاب، إذ تحتوي على مستويات مرتفعة من المواد المضادة للأكسدة مما يجعلها ذات خصائص مضادة للالتهابات، وتشير نتائج دراسة أُجريت على الفئران عام 2012 إلى أنّ خصائص الفلافانويدات المضادة للأكسدة الموجودة في هذه العشبة تقلّل من الالتهابات.[١٢]
  • مُسكّن للألم، كانت هذه العشبة تُستخدم في العلاجات الطبية التقليدية منذ مدة طويلة لتخفيف الآلام، ويعتقد الباحثون أنّ المركبات التي تُسمّى قلويدات الموجودة فيها لها دور في إغلاق المستقبلات الحسية التي تسبب الشعور بالألم في الدماغ، وفي دراسة أُجريت عام 2014 تناولت 51 امرأة يعانين من ألم أثناء الدورة الشهرية كبسولات من مسحوق بذور الحلبة لثلاث مرات يوميًا خلال الأيام الثلاثة الأولى من الدورة وعلى مدى شهرين متتاليين، فأدى ذلك إلى تقليل الشعور بالألم لديهن.[١٣]
  • داء السكري، تشير نتائج بعض الأبحاث إلى أنّ تناول بذورها التي خُلِطَت بالوجبات الغذائية يقلل من مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، لكن في حين يبدو أنّ تناول 5-50 جرامًا منها مرة واحدة أو مرتين يوميًا مفيدًا لصحة مرضى السكري، فلا يبدو أنّ تناول جرعات أقلّ بما مقداره 2.5 جرام له الفائدة نفسها، فبالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، فإنّ تناول 50 غراما من مسحوق هذه البذور مرتين يوميًا يقلل من كمية السكر في البول.[١٤]
  • إدرار حليب الأم، الذي هو أفضل مصدر لتزويد الطفل بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه، لكن يوجد العديد من الأمهات اللواتي لا ينتجن كميات كافية منه، لذا تلجأ العديد منهن إلى تناول الأدوية الموصوفة لتعزيز إنتاجه، في حين تشير البحوث إلى أنّ الحلبة قد تشكّل بديلًا طبيعيًا آمنًا من هذه الأدوية. [١٢]


الحلبة والبشرة

للحلبة خصائص مضادة للأكسدة تساعد في منع ظهور علامات تقدم سن البشرة؛ كالتجاعيد، والخطوط الدقيقة، كما أنّ الحلبة بديل رائع غير ضار للكريمات التي تحتوي على العديد من المواد الكيميائية، إذ تحتوي الحلبة على زيوت طبيعية تُرطّب وتُنعّم البشرة، بالإضافة إلى احتوائها على كلّ من البوتاسيوم، والكاروتين، وفيتامين C، وجميعها مواد تعزّز مرونة الجلد والصحة العامة. [٧]

كما قد تدخل الحلبة في علاج حب الشباب، إذ تعمل داخل الجهاز الهضمي للقضاء على السموم كافة من الجسم، وأوراق الحلبة هي التي قد تعالج حب الشباب؛ إذ تُظهِر الأبحاث أنّ تطبيق عجينة الأوراق على حب الشباب يمنع انتشار الحبوب، وتوضَع العجينة في الليل وتُغسَل في صباح اليوم التالي بماء دافئ، وتحتوي الحلبة أيضًا على حمض الساليسيليك الذي يفتح المسام في البشرة.[٧]


القيم الغذائية في الحلبة

الحلبة من النباتات الغنية بالمواد الغذائية القيمة؛ فتتميز باحتوائها على كمية من الحديد، والمغنسيوم، والمنغنيز، والنحاس، كما أنّها غنية بفيتامين ب، والبروتينات، والألياف الغذائية، إضافة إلى ذلك تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، كما تُنسَب معظم فوائدها إلى احتوائها على مادة السابونين والألياف الغذائية، وعلى الرغم من أنّ الحلبة لا تُستهلَك بكميات كبيرة، إلّا أنّ ملعقة واحدة من حبوبها الكاملة تحتوي على 35 سعرة حرارية، والعديد من العناصر الغذائية الأخرى، ويُذكَر أبرزها في ما يلي:[١٥]

العنصر الغذائي القيمة الغذائية من الاحتياج اليومي
الألياف الغذائية 3 غرامات
البروتينات 3 غرامات
الكربوهيدرات 6 غرامات
الدهون 1 غرام
الحديد 10%
المنغنيز 7%
المغنسيوم 5%


أضرار الحلبة

قد تؤدي الحلبة إلى بعض الأضرار والآثار الجانبية، ومن هذه الأضرار ما يأتي:[٢]

  • الإسهال.
  • اضطراب المعدة.
  • ظهور رائحة للبول والعرق وحتى لحليب الأم المرضع.
  • الدوخة، والصداع.

كما أنّ بعض الأشخاص يعانون من الحساسية تجاه الحلبة على الرغم من أنّه أمر نادر الحدوث، ويجب على النساء الحوامل تجنب استخدامها؛ لأنّها تحتوي على مركبات تحفّز الانقباضات وقد تسبب مشاكل في الولادة، وتعمل الحلبة أيضًا بنحو مماثل لهرمون الإستروجين في الجسم، لذلك قد تؤثر سلبًا في الأشخاص المصابين بسرطانات حساسة للهرمونات، وعمومًا يجب على الشخص الذي يعاني من أيّ مشكلة تجنب الحلبة، أو استخدامها بحذر شديد واستشارة الطبيب قبل تجربتها، وهي لا تتفاعل سلبًا مع العديد من الأدوية، إلّا أنّ بعض مركبات الأعشاب قد تؤدي إلى تنفيذ وظائف شبيهة بالأدوية، لذلك قد لا يصبح تناولهما معًا آمنًا.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب Dr. Josh Axe, DC, DMN, CNS (12-4-2018), "8 Fenugreek Benefits for the Gut, Lungs and More"، draxe, Retrieved 25-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jennifer Huizen (31-1-2019), "Is fenugreek good for you?"، medicalnewstoday, Retrieved 25-10-2019. Edited.
  3. Vanessa Voltolina (MS, RD) (19-10-2019), "9 Amazing Benefits & Uses Of Fenugreek"، organicfacts, Retrieved 25-10-2019. Edited.
  4. Eric J. Knott,1 Allison J. Richard,1 Randall L. Mynatt, and others (6-10-2017), "Fenugreek supplementation during high-fat feeding improves specific markers of metabolic health", Sci Rep, Issue 7, Page 12770. Edited.
  5. Kilambi Pundarikakshudu, Deepak H. Shah, [...], and Gordhanbhai C. Bhavsar (7-2016), "Anti-inflammatory activity of fenugreek (Trigonella foenum-graecum Linn) seed petroleum ether extract", Indian Journal of Pharmacology, Issue 48, Folder 4, Page 441-444. Edited.
  6. Pandian RS1, Anuradha CV, Viswanathan P. (8-2002), "Gastroprotective effect of fenugreek seeds (Trigonella foenum graecum) on experimental gastric ulcer in rats.", J Ethnopharmacol, Issue 81, Folder 3, Page 393-397. Edited.
  7. ^ أ ب ت Ravi Teja Tadimalla (3-10-2019), "15 Wonderful Benefits Of Fenugreek You Must Know Toda"، stylecraze, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  8. Rudy Mawer, MSc, CISSN (13-6-2019), "Fenugreek: An Herb with Impressive Health Benefits"، healthline, Retrieved 25-10-2019. Edited.
  9. Ansley Hill, RD, LD (9-4-2019), "Are Fenugreek Seeds Good for Your Hair?"، healthline, Retrieved 25-10-2019. Edited.
  10. JiYoung Bae, JiEun Kim, [...], and Hyunjung Lim (7-2015), "Fennel (Foeniculum vulgare) and Fenugreek (Trigonella foenum-graecum) Tea Drinking Suppresses Subjective Short-term Appetite in Overweight Women", clin. nutr res, Issue 4, Folder 3, Page 168-174. Edited.
  11. "Fennel (Foeniculum vulgare) and Fenugreek (Trigonella foenum-graecum) Tea Drinking Suppresses Subjective Short-term Appetite in Overweight Women", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  12. ^ أ ب Jennifer Huizen (31-1-2019), "Is fenugreek good for you?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  13. "Effects of Fenugreek Seed on the Severity and Systemic Symptoms of Dysmenorrhea", www.ncbi.nlm.nih.gov/, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  14. "Fenugreek", www.emedicinehealth.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  15. Rudy Mawer, (8-9-2016), "Fenugreek - An Herb With Impressive Health Benefits"، www.healthline.com, Retrieved 19-10-2018. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×