فوائد الحلبة للسكري

الحلبة

تُعدّ الحلبة (Fenugreek) من النباتات العطرية التي لها استخدامات مختلفة سواء كتوابل في الطهي أو في الاستخدامات الطبية، فقد استخدمت في الطب الهندي القديم بكثرة بزعم علاجها العديد من الحالات الطبية، على الرغم من أن الأدلة العلمية التي تدعم الفوائد الطبية للحلبة في مختلف المشاكل الصحية قليلة ومحدودة للوصول إلى نتائج وتوصيات نهائية، ويمكن استخدام الحلبة بأشكال مختلفة مثل استخدام أوراقها الخضراء أو بذورها الكامل أو مسحوق هذه البذور، ومن بين الفوائد المزعومة المنتشرة بين الناس للحلبة هي قدرتها على خفض مستويات السكر في الدم والمساعدة في علاج مرض السكري،^[١][٢] فهل هذا الصحيح؟ وهل من الممكن لمرضى السكري تناول الحلبة بانتظام. هذا ما سنتحدث عن في هذا المقال.

هل يوجد فوائد خاصة للحلبة لمرضى السكري؟

قد تكون الحلبة فعالة في المساعدعلى تحسين مستويات السكر لدى مرضى السكري، فهي من البذور الغنية بالألياف الغذائية القابلة للذوبان، مما يساعد في إبطاء عميلة الهضم وامتصاص الكربوهيدرات، وهذا يساعد في خفض نسبة السكر في الدم، وقد أجريت العديد من الدراسات حول فوائد الحلبة لمرضى السكري، وقد أظهرت العديد من الدراسات السريرية أن بذور الحلبة يمكنها أن تحسن معظم الأعراض الأيضية المرتبطة بداء السكري من النوع الأول والثاني عند البشر، من خلال خفض مستويات السكر في الدم.^[٢]

ففي إحدى الدراسات التي أجريت في الهند وجد الباحثون أن إضافة 100 غرام من بذور الحلبة منزوع الدهن إلى النظام الغذائي اليومي، للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول قد قلل بدرجة كبيرة من مستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، وحسن من تحمل الجلوكوز، كما ساهم في خفض مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.^[٣]

أمّا في ما يتعلق بتأثيرها على مرضى السكري من النوع الثاني، فقد أجريت دراسة في عام 2009 أعطي فيها المصابين 10 غرام يوميًا من مسحوق الحلبة مزوج بالزبادي أو منقوع في ماء ساخن لمدة 8 أسابيع، فوجد الدراسة انخفاض فيمقاومة الأنسولين عند هؤلاء المصابين.^[٤]

ولكن في النهاية، تجدر الإشارة إلى أن معظم الدراسات التي أجريت على فوائد الحلبة الخاصة بمرضى السكري لم تكن ذات جودة عالية، لذلك لا تُعدّ الحلبة من العلاجات المرخصة للاستخدام لمرضى السكري، ولا يغني استخدامها عن استخدام الأدوية الموصوفة من الطبيب واللالتزام بتعليمات، كما يجب على أي شخص مصاب بداء السكري يرغب بإضافة الحلبة إلى نظامه الغذائي استشارة الطبيب قبل القيام بذلك.^[١][٥]

هل يوجد تفاعلات دوائية بين الحلية وأدوية السكري؟

نعم، فكما ذكرنا سابقًا يمكن أن يكون للحلبة تأثير خافض لمستويات السكر في الدم، لذلك، فقد تتفاعل مع العلاجات الدوائية الموصوفة لمرضى السكري، مما قد يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم أكثر من المعتاد، الأمر الذي قد يزيد من خطر حدث بعض المضاعفات، لذلك نُؤكد من جديد على ضرورة استشارة الطبيب قبل إدخال الحلبة إلى النظام الغذائي عند الأشخاص الذين يعانون من داء السكري ويتناولن الأدوية الخافضة لمستويات السكر في الدم، فقد يطلب الطبيب مراقبة مستويات السكر بالدم بتكرار أكثر خلال فترة استخدام الحلبة أو قد يجري تعديلًا على جرعات الأدوية الموصوفة، اعتمادًا على ما يراه مناسبًا.

ونذكر في ما يلي بعض الأمثلة على الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري والتي قد تتفاعل مع الحبلة، مع العلم أن الأدوية غير محصورة في ما هو مذكور في ما يلي:^[٦][٧]

• غليميبيريد (Glimepiride).
• غليبوريد (Glyburide).
• الأنسولين.
• بيوجليتازون (Pioglitazone).
• روزيجليتازون (Rosiglitazone).
• كلوربروباميد (Chlorpropamide).
• غليبيزيد (Glipizide).
• توولبوتاميد (Tolbutamide).

ما هي محاذير استخدام الحلبة؟

على الرغم من أن الحلبة تُعد آمنة بالكميات الموجودة في الطعام، إلا أنه يوجد بعض المحاذير المتعلقة باستخدام الحلبة التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل إدخالها إلى النظام الغذائي، ومنها ما يأتي:^[٥]

• يجب على النساء الحوامل تجنب استخدام الحلبة، فهي قد تتسبب في حدوث تقلصات في الرحم.
• لا يوجد أدلة كافية تدعم سلامة استخدام الحلبة من قبل النساء المرضعات.
• يجب على النساء اللواتي يعانين من أنواع من السرطانات الحساسة للهرمونات تجنب استخدام الحلبة، إذ إنها قد تحاكي عمل هرمون الأستروجين، مما قد يجعل حالة هذه الأنواع من السرطان أكثر سوءًا.
• يمكن أن تسبب الحلبة رد فعل تحسسي عند بعض الأشخاص، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل إدخال الحلبة إلى النظام الغذائية عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة.

• يمكن أن تؤثر الالياف الغذائية الموجودة في الحلبة على قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص بعض الأدوية، التي تُعطى عن طريق الفم، لذلك، يجب عدم استخدام الحلبة في غضون ساعات قليلة من تناول بعض أنواع الأدوية، ويمكن استشارة الطبيب أو الصيدلاني للتعرف على هذه الأدوية.
• بالإضافة إلى أدوية السكري، قد تتفاعل الحلبة مع أدوية أخرى بما في ذلك أدوية علاج اضطراباتتخثر الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية مزمنة استشارة الطبيب قبل إدخال الحلبة إلى نظامهم الغذائي.
• يمكن أن يسبب تناول جرعات عالية من الحلبة بعض الآثار الجانبية بما في ذلك الغازات والانتفاخ.

كيف يمكن أن يتأكد مريض السكري من مأمونية تناوله لأعشاب معينة بانتظام؟

أن أفضل طريقة ليتأكد مريض السكري من مأمونية تناول أعشاب معينة بانتظام هي استشارة الطبيب، فقد تتفاعل هذه الأعشاب مع الأدوية التي يتناولها المصاب، مما قد يزيد أو يقلل من مفعولها، الأمر الذي يؤثر على السيطرة على داء السكري، وهذا قد يزيد من خطر حدوث المضاعفات، لذلك، يجب على أي شخص يعاني من داء السكري استشارة الطبيب قبل إدخال أي نوع من الأعشاب أو المكملات الغذائية إلى نظامه الغذائي بانتظام، كما يجب تجنب استخدام هذه الأعشاب كبديل عن العلاج الموصوف من قبل الطبيب.^[٨]

كما يجدر التنويه أن! هناك مكملات عشبية يحذر منها خاصةً لمرضى السّكري؛ نظرًا لعدم كفاية الدراسات التي تزعم فوائدها، وعدم التحقق من مدى أمانها على الشبر؛ فالكثير منها مبني على أساس دراسات أجريت على الحيوانات، مثلًا؛ كسبولات كروميوم (Chromium picolinate) التي تعيق استجابة جسم المريض لهرمون الإنسولين!^[٩]

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Fenugreek"، nccih.nih، Retrived 12/1/2021. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Fenugreek and Diabetes"، diabetes.co، 15/1/2019، Retrived 12/1/2021. Edited.
3. ↑ "Effect of fenugreek seeds on blood glucose and serum lipids in type I diabetes", Eur J Clin Nutr ., 1990, Issue 44, Folder 4, Page 30. Edited.
4. ↑ "Effect of fenugreek seeds on blood glucose and lipid profiles in type 2 diabetic patients", Int J Vitam Nutr Res, 1/2009, Issue 79, Folder 1, Page 34. Edited.
5. ^ ^{أ ب} Tim Jewell (5/2/2020), "Diabetes: Can Fenugreek Lower My Blood Sugar?", healthline, Retrieved 12/1/2021. Edited.
6. ↑ "FENUGREEK", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
7. ↑ "fenugreek", uofmhealth, Retrieved 12/1/2021. Edited.
8. ↑ the Healthline Editorial Team (30/7/2020), "Herbs and Supplements for Diabetes", healthline, Retrieved 12/1/2021. Edited.
9. ↑ "Herbs and Diabetes: Buyer Beware", consumer.healthday, Retrieved 14/1/2021. Edited.