فوائد الحلبه للغده الدرقية

كتابة:
فوائد الحلبه للغده الدرقية

وظيفة الغدة الدرقية

تقوم الغدة الدرقية المتواجدة في عنق الإنسان بتنظيم العديد من العمليات الحيوية الضرورية في كل خلية وعضو من جسمه، ويتم ذلك عن طريق تصنيع 3 هرمونات أساسية وهم هرمون الكالسيتونين (Calcitonin)، وهرمون الثايروكسين (Thyroxine) أو ما يعرف بالT4، وهرمون الترايايودوثايرونين (Triiodothyronine) أو ما يعرف بالT3 ، حيث أنها تحتاج إلى عنصر اليود المتواجد في الطعام لتصنيع الهرمونين الأخيرين، الذين يتم إفرازهما بشكل منظّم حسب حاجة الجسم وحسب ظروفه في كل مرة، وذلك لأنهما يقومان بالتحكم في التالي: حرارة الجسم، وسرعة وقوة نبضات القلب، ووزن الجسم وسرعة الأيض ومعدل حرق السعرات الحرارية، وهضم الطعام، وانقباض العضلات، والنمو وتطور الدماغ عند الأطفال، ومعدل استبدال الخلايا الميتة، وتحفيز الجهاز العصبي والتركيز.4


قد يحدث أحيانًا اختلالٌ في وظيفة هذه الغدة مما ُيفقدها القدرة على تنظيم مستويات هرموناتها في الجسم مسببًَا العديد من الأعراض والمشكلات، وقد يكون هذا الاضطراب على شكل خمولٍ في نشاطها أو على شكل فرطٍ فيه.[١][٢]


ما مدى صحة فوائد الحلبه للغده الدرقية؟

لا يوجد حتى اللحظة ما يثبت أن للحلبة دورًا في صحة الغدة الدرقية أو يشجع على استخدامها لعلاج الاضطرابات المتعلقة بها، ولكن توجد بعض الدراسات أجريت على الجرذان والتي تشير إلى أن الحلبة قد يكون لها بعض التأثيرات على وظائف الغدة الدرقية ومستوى هرموناتها، فقد تم نشر دراسة في عام 2017 تم إجراؤها على جرذان طبيعية و جرذان مصابة بالسكري، وقد وجد بأن خلاصة بذور الحلبة التي تم إعطاؤها لهم بجرعة 0.25 جرام لكل كيلوجرام من وزنهم في اليوم الواحد ولمدة 4 أسابيع، قد قامت بتخفيض مستويات هرمون الT3 والT4 وهرمونات أخرى متعلقة بوظيفة الغدة الدرقية.[٣]


من جهة أخرى، أشارت دراسة مختلفة بأن إعطاء خلاصة بذور الحلبة بجرعة 0.11 جرام لكل كيلوجرام من الوزن في اليوم الواحد ولمدة 15 يومًا لبعض الفئران والجرذان قد قام بخفض مستويات هرمون T3 ونسبة هرمون T3 إلى هرمون T4 لديهم، ولكن في المقابل قد تسبب بزيادة مستويات هرمون T4.[٤]


أما في دراسة أخرى تم فيها إعطاء 0.2 جرام لكل كيلوجرام من الوزن في اليوم لجرذان مصابة بمقاومة الإنسولين ولمدة 6 أسابيع، فقد وجد أن الحلبة قد قامت بتقليل مستويات هرمونات الغدة الدرقية وبالأخص هرمون T3، وبالتالي تشير هذه الدراسات إلى احتمالية وجود مستقبل لخلاصة الحلبة في علاج اضطرابات الغدة الدرقية، إلّا أننا بالطبع نحتاج إلى المزيد من الدراسات التي توضح تأثيرها أكثر وكيفية الاستفادة منها بالشكل الصحيح لعلاج اضطربات الغدة الدرقية، كما أننا نحتاج إلى العديد من الدراسات التي يتم إجراؤها على البشر وذلك للحصول على دليل علمي قاطع يفيد بوجود فعالية لهذا النبات في علاج اختلالات الغدة الدرقية.[٥]



هل تتفاعل الحلبة مع أدوية الغدة الدرقية؟

رغم تفاعل الحلبة مع بعض الأدوية المميعة للدم وأدوية مرض السكري بسبب تأثيرها على تميع الدم ونسبة السكر فيه مسببّةً بذلك زيادةً في تأثير هذه الأدوية وأعراضها الجانبية، إلا أنه لا يوجد ما يثبت علميًّا حتى الآن تفاعلها أو تداخلها مع الأدوية المستخدمة في علاج مشكلات الغدة الدرقية.[٦][٧]


ينصح بإخبار الطبيب دومًا عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية والأعشاب المستخدمة بالتزامن مع علاجات الغدة الدرقية، كما وينصح باستشارة الصيدلاني حول الطريقة الصحيحة لتناول هذه الأدوية حيث أن بعضها قد يتأثر امتصاصه بوجود الطعام أو الأدوية والمكملات الغذائية، فعلى سبيل المثال، يتم تناول دواء الليفوثايروكسين، المستخدم بشكل شائع لعلاج خمول الغدة الدرقية، على معدة فارغة صباحًا قبل طعام الفطور بنصف ساعة إلى ساعة، كما ويجب المباعدة عدة ساعات بين موعد تناول جرعة هذا الدواء وبعض الأطعمة الغنية بالألياف والكالسيوم والجوز وغيرها.[٨][٧]


ما هي فوائد الحلبة العامة؟

لطالما تم استخدام نبات الحلبة في العديد من الأطعمة وكجزء من الطب البديل في الشرق الأوسط، وذلك لاعتبار منطقة البحر الأبيض المتوسط واحدة من مواطنه الأصلية، كما ويجدر الذكر بأنه يحتوي كمياتٍ جيدةٍ من الألياف والمعادن كالحديد، والمغنيسيوم، والمنغنيز.


و رغم عدم وجود دلائل علمية قطعية تدعم استخداماته الطبية ورغم حاجة العلم إلى المزيد من الدراسات للحصول على معلومات أوضح وأدلة أدق بخصوص فعاليته، إلا أنه يُعتقد بأن له العديد من الفوائد الصحية و الاستخدامات الطبية كإدرار الحليب عند النساء المرضعات، وتخفيض مستويات الكوليستيرول والدهون الثلاثية، والقدرة على السيطرة على الشهية وخفض الوزن، وزيادة مستويات هرمون التيستوستيرون عند الرجال، وبعض التأثيرات المضادة للالتهابات، والقدرة على السيطرة على أعراض حرقة المعدة، وتقليل حجم أكياس المبيض عند من يعانين من تكيس المبايض، وغيرها العديد من الاستخدامات الغير مثبتة علميًا والتي تحتاج للمزيد من الدراسات والبراهين.[٦][٩]


من جهة أخرى، أثبتت بعض الدراسات فعالية الحلبة المحتملة في تخفيض نسبة السكر في الدم عند من يعاني من مرض السكري إذا تم تناولها بجرعات تصل إلى 5 جرامات في اليوم على الأقل، كما ويُحتمل أنها قد تساعد في السيطرة على الألم والتشنجات عند النساء اللواتي يعانين من عسر الطمث وذلك في حالة تناول 1.8 - 2.7 جرامات من بودرة بذور الحلبة 3 مرات يوميًّا للأيام الثلاثة الأولى من الدورة الشهرية، ثم تناول 900 ملغم 3 مرات يوميًا منها لليومين المتبقيين من الدورة، أضف إلى ذلك أنه من المحتمل أن تناول 600 ملغم يوميًّا من خلاصة الحلبة قد يزيد من الرغبة الجنسية عند النساء والرجال.[٦]


نصائح للحفاظ على صحة الغدة الدرقية

ننصحك بالآتي للحفاظ على صحة الغدة والدرقية بشكل عام وللتعايش مع الاضطرابات التي قد تعاني الغدة الدرقية منها:

  • الالتزام بالعلاج: الالتزام بتناول الدواء الموصوف من قبل الطبيب وبالطريقة الصحيحة لضمان امتصاصه بالشكل المطلوب، حيث أنه يجب المباعدة على سبيل المثال بين دواء الليفوثايروكسين والمكملات الغذائية المحتوية على الحديد أو الكالسيوم عدة ساعات حتى لا يتأثر امتصاصه داخل الجسم أو فعاليته بشكل سلبي، كما وينصح بالالتزام بالفحوصات المطلوبة وتعليمات الطبيب وذلك للسيطرة على الاضطراب ولضمان فعالية العلاج.[١٠]
  • المحافظة على الصحة النفسية: النوم مبكرًا وبشكل صحي وسليم ولمدة 7 إلى 9 ساعات في اليوم، والمحافظة على الاسترخاء، وممارسة نشاطات التأمل والخضوع لجلسات من التدليك لتخفيف التوتر.[١١]
  • اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين: إن تجنب الأطعمة والمنتجات المحتوية على الجلوتين عند من يعاني من مرض حساسية القمح أو ما يعرف بمرض السيلياك، يساعد في عدم تأثر امتصاص دواء الغدة الدرقية أو المعادن الضرورية لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية من الطعام.[١٢]


  • الالتزام بتناول الغذاء الصحي والمتوازن: الالتزام بتناول الطعام الصحي الغني بالألياف، والدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة، والخضراوات والفواكة، وتجنب السكريات البسيطة والدهون المشبعة والمتحولة، والحد من تناول الأطعمة الغنية ببروتين الصويا حيث أنه قد يؤثر سلبًا على امتصاص بعض أدوية الغدة الدرقية.[١٣]
  • المحافظة على مستويات طبيعية من المعادن والفيتامينات في الجسم: تناول الغذاء الصحي الذي يغطي الاحتياجات اليومية من أهم الفيتامينات والمعادن كالحديد، وفيتامين د، والسيلينيوم، والزينك، واليود، مع مراعاة عدم الإفراط في تناول اليود من المكملات الغذائية وبعض الأدوية حتى لا تتأثر مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، أو يتسبب إفراط تناوله في تضخم الغدة الدرقية.[١٣][١٢]
  • عدم الإفراط في تناول الأطعمة المحفزة لتضخم الغدة الدرقية: الحد من تناول بعض الأطعمة كالبروكلي، واللفت، والسبانخ، والقرنبيط، والفول السوداني، والفراولة، والدراق، وبالأخص إذا كانت هذه الأطعمة نيّة وعند من يعاني من خمول الغدة الدرقية، لما قد تسببه من تضخم في الغدة وخمول في وظائفها.[١٢]
  • ممارسة التمارين الرياضية.[١٠]


المراجع

  1. "How does the thyroid gland work?", NCBI, 17/11/2010, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  2. "Thyroid Hormone Production and Function", Michigan medicine, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  3. "Fenugreek, A Potent Hypoglycaemic Herb Can Cause Central Hypothyroidism Via Leptin - A Threat To Diabetes Phytotherapy", pubmed, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  4. "INHIBITION OF TRIIODOTHYRONINE PRODUCTION BY FENUGREEK SEED EXTRACT IN MICE AND RATS", Science Direct, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  5. "Diosgenin and Its Fenugreek Based Biological Matrix Affect Insulin Resistance and Anabolic Hormones in a Rat Based Insulin Resistance Model", hindawi, Retrieved 27/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "FENUGREEK", WebMd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Drug Interaction Report", drugs.com, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  8. "Levothyroxine", medline plus, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  9. Rudy Mawer, MSc, CISSN (13/6/2019), "Fenugreek: An Herb with Impressive Health Benefits", Healthline, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  10. ^ أ ب "Tips to Manage Hypothyroidism", Webmd, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  11. "4 Lifestyle Tips for Hypothyroidism", endocrine web, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت Mary Shomon (5/8/2020), "Nutrition Tips for Thyroid Patients", verywellhealth, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  13. ^ أ ب "Healthy eating for a healthy thyroid", Harvard medical school, Retrieved 26/12/2020. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×