محتويات
السكر والصحة
مع انتشار الوعي والثقافة وتزايد قدرة الأفراد على تحرّي المعلومات والبحث عنها أدرك الكثيرون أهميّة الانتباه لما يأكلونه والمكوّنات والكميّات التي يتناولونها، وأصبح للسكّر مخاوف خاصّة ترتبط بزيادة الوزن أو رفع احتمال الإصابة بأمراض عديدة؛ كالسّكريّ أو أمراض القلب، حتّى إنّ العديد من المؤسّسات والمُنظّمات الصحيّة تحاول تحديد كميّة السكّريات المُضافة (السكّر الداخل في تصنيع المُنتجات الغذائيّة المُختلفة) التي يستهلكها الإنسان، وتخفيض النسبة لمن يعانون من الوزن الزائد، بل حتّى الامتناع عن السكّر المُضاف تمامًا لمن لا يستطيعون كبح أنفسهم عند تناوله ،ويُصنّفون مدمنين عليه، فتجدر الإشارة إلى أنّ الأطعمة الغنيّة بالسكر تنشِّط المناطق ذاتها في الدماغ المُسبِّبة للإدمان.[١]
ما السكر البني؟
لابدّ أنّ الناس يصادفون في أحد الحوارات أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعيّ ذِكر السكّر البنيّ، سواء أكان ذلك في وصفات إعداد بعض أنواع الحلوى أو التتبيلات، أم في خلطات تقشير الوجه والعناية بالجسم، وفي الحقيقة يُعدّ السكّر البنيّ (Brown Sugar) من المُحليّات المُستخلصة من قصب السكّر، أو من الشمندر السكّري (Sugar Beet)، ويُضاف إليه شراب مُركّز غامق اللون عند تصنيعه يُسمّى دبس السكّر، وهو يمنحه لونه البنيّ المُميّز، وبعض الخصائص والفوائد الأخرى، عدا عن كونه مُحليًّا للأطعمة[٢].
كيف يختلف السكر البني عن السكر الأبيض؟
توجد مجموعة من الاختلافات ما بين السكّر البنيّ والسكّر الأبيض الذي يستخدمه غالبيّة الناس، وفي ما يأتي ذكر لعدد من أبرزها:[٣]
- اختلافات غذائيّة: هي في الواقع ناجمة من وجود دبس السكّر من ضمن تركيبة السكّر البنيّ، إذ إنّ السكر الأبيض أو السكر البني مصنعان من المصدر نفسه؛ وهو إما قصب السكر أو الشمندر السكري؛ لذا فإنّ الاختلافات ما بينهما في القيمة الغذائيّة طفيفة للغاية، ومنها:
- عدد السعرات الحراريّة: وهذا الاختلاف بسيط للغاية، حيث ملعقة صغيرة من السكّر البنّي -أي ما يعادل أربعة غرامات- تحتوي على 15 سعرة حراريّة، بينما تحتوي ملعقة صغيرة من السكّر الأبيض على 16.3 سعرة حراريّة.
- العناصر الغذائيّة الموجودة فيهما: إذ إنّ نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد أعلى قليلًا في السكّر البنيّ من نسبة وجودهم في السكر الأبيض.
- النكهة أو الطعم.
- اختلافات في التصنيع: فعلى الرّغم من أنّ مصادر تصنيع كُلٍّ من السكّر الأبيض والسكّر البنيّ واحدة، لكنّ السكر الأبيض يمرّ بمراحل تنقية أكثر من البُنيّ، مما يُزيل أيّ بقايا من دبس السكّر فيه ليبدو بلونه الأبيض المعروف، بينما تبقى كمية من دبس السكّر في السكّر البنيّ، مما يمنحه لونه البنيّ؛ إذ تبدأ عملية التصنيع عن طريق استخلاص العصائر السكرية من قصب السكر أو الشمندر السكري للحصول على دبس السكر، بعد ذلك يوضع في جهاز للطرد المركزي لفصل بلورات السكر من الدبس، وبعدها تبدأ عمليات التنقية للحصول إمّا على السكر الأبيض أو البني.
- الاستخدام في الطهو، إذ إنّ بعض أنواع الحلويات تتطلّب بقاءها طريّة ورطبة نوعًا ما، أو تحتاج إلى ما يمنحها نكهة الكراميل الموجودة في السكّر البنيّ، لكنّ هذه النكهة قد تُخلّ بتوازن النكهات في أطباق ووصفات أخرى، فيبدو السكّر الأبيض الخيار الأفضل في صنعها، فمثلًا، تبدو أنواع الحلوى المصنوعة من السكر البني أكثر كثافة ورطوبة، بينما تنتفخ تلك المصنوعة من السكر الأبيض أكثر لسماحه بدخول المزيد من الهواء إلى العجين.
ومن ناحية أخرى وبنظرة أكثر شمولًا وواقعيّة؛ فإنّ الاختلاف الأساسي بينهما هو في اللون والطعم، فكلا السكّر البنيّ والسكّر الأبيض يجب استخدامهما بنسب معقولة ومُعتدلة، كما أنّ الاختلافات القليلة بينها غير كافية ليُعدّ السكّر البنيّ صحيًّا أو خاليًا من المُضاعفات، فقد يبدو سببًا في زيادة الوزن، أو الإصابة بالسكّري، ويرفع احتمال الإصابة بعدوى الخمائر.[٣][٤]
ما فوائد السكر البني؟
ينطوي على استخدام السكّر البنيّ الحصول على مجموعة من الفوائد للجسم، والتي قد تختلف عن بعض ما هو مُتعارَف عليه بين الناس بوصفه بديلًا من السكّر الأبيض، ولتوضيح ذلك أكثر تُذكَر بعض من أهمّ فوائد السكّر البنيّ:[٤]
- صحّة الجلد: إذ إنّ قوامه الخشن يُؤهّله ليبدو خيارًا مُناسبًا في خلطات تقشير الجلد، وإزالة الخلايا الميّتة عن سطحه، خاصّة على المناطق الواسعة من الجسم.
- تقلّصات الدورة الشهريّة: هي الآلام والتشنّجات التي تصيب البطن في مدة الدورة الشهريّة لدى النساء، وفي بعض وصفات الطب التقليدي القديم يُستخدَم السكّر البنيّ مع شاي الزنجبيل للتخفيف من شدّة هذه التقلّصات.
- مصدر طبيعيّ للطاقة، فهو كغيره من مصادر الطاقة الناشئة من الكربوهيدرات البسيطة يمنح الجسم الطاقة؛ لذا تُعدّ إضافة السكر البني إلى كوب القهوة الصحي أمر يزيد الطاقة.
- مُساعِد في علاج الربو، ولا يعني ذلك اعتماده للعلاج والسيطرة على أعراض الربو، وإنّما استخدامه خيارًا مُساعد في التخفيف من الأعراض بوضعه في كوب من الماء الدافئ وشربه، إذ يُعتقَد أنّ ذلك قد يقلِّل من الالتهاب كما أشارت نتائج بعض الدراسات،[٥] لكنّ ذلك يحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثباته.
- تخفيف غازات البطن: ذلك لوجود دبس السكّر فيه.
- للنساء الحوامل: وتظهر فائدته عند استهلاكه بعد الولادة، إذ قد يُسرّع من الشفاء والتعافي حينها.
- فوائد أخرى: تتضمن هذه الوقاية من الإصابة بالرشح، والمساعدة في التخلص من عدوى الرحم، والمساعدة في التخفيف من الوزن، بالإضافة إلى تحسين الهضم.
هل هناك بدائل صحية من السكر؟
لحسن الحظّ فإنّ هناك بدائل صحيّة من السكّر الأبيض أو البنيّ، والتي يستبدل الشخص مختلف أنواع السكّر والمُحليّات الأخرى بها دون أن توجد لها المضاعفات أو الآثار الجانبيّة نفسها لاستخدامها، ويُذكر منها الآتي:[٢]
- الستيفيا السكريّة، هو سكّر مستخلص من نبتة الستيفيا، التي يُعدّ السكّر المصنوع منها خاليًا من السعرات الحراريّة، كما أنّه يحمل مجموعة من الفوائد للجسم أيضًا؛ كمساعدته في تقليل نسبة السكّر في الدم.
- شراب القيقب، المُصنّع من شجرة القيقب السكّريّة، ويتكوّن من نسبة أكثر بعض الشيء من العناصر الغذائيّة ومضادات الأكسدة مُقارنًة بالسكّر البنيّ، كما يُستخدَم في وصفات الحلوى والأطباق المُختلفة.
- فاكهة الراهب (Monk Fruit)"، إذ إنّ من يتّبعون نظام الكيتو يجدونها بديلًا رائعًا من السكّر البنيّ، فهي لا تحتوي على سُعرات حراريّة أو نشويات، كما أنّها ترفع من إفراز الأنسولين في الدم، مما يساعد في تنظيم نسبة السكّر.
- العسل، وأهميّة العسل في شكل بديل من السكّر البنيّ سببها احتوائه على العديد من الفوائد للصحّة والجسم؛ فهو يمتلك نسبًا جيّدة من مضادات الأكسدة والفلافانويد التي تحارب الجذور الحرّة (جزيئات موجودة في الجسم قد تضرّ بالخلايا والأنسجة)، وتُقلّل من تأثيرها السلبيّ في الخلايا.
المراجع
- ↑ Kris Gunnars (28-6-2018), "Daily Intake of Sugar — How Much Sugar Should You Eat Per Day?"، healthline, Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Rachael Link (3-1-2020), "Brown Sugar vs. White Sugar + 5 Healthier Substitutes"، draxe, Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Susan McCabe (7-6-2019), "Brown Sugar vs. White Sugar: What’s the Difference?"، healthline, Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ^ أ ب John Staughton (28-1-2020), "7 Surprising Benefits Of Brown Sugar",organicfacts Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ↑ Daphne Koinis-Mitchell, Elizabeth L. McQuaid, Deborah Friedman, etal (2008), "Latino Caregivers' Beliefs about Asthma: Causes, Symptoms, and Practices", Journal of Asthma , Issue 45, Folder 3, Page 205-210. Edited.