فوائد الشيح

كتابة:
فوائد الشيح

الشيح

الشيح (Artemisia absinthium) هو نبات عشبيّ معمّر موطنه الأصلي أوروبا، وقد زُرع هذا النبات الشّبيه بالشجيرات لمكوّناته النشطة الفريدة واستخداماته المحتملة في الأدوية العشبية، وعلى الرّغم من أنّ البعض يعتقدون أنّه عشبة مُهلوِسة إلّا أنّ هذا ليس صحيحًا بالضّرورة، لكن في حال تدخين العشب أو تخميره في الشّاي فيمكن أن تكون له آثار نفسيّة معيّنة.

اعتمادًا على نوع الشيح المستخدم قد يحتوي على مستويات متفاوتة من المكوّنات النشطة، والتي يمكن أن تسبّب نوباتٍ ومشكلاتٍ أخرى في الجهاز العصبي عند استهلاكها بتركيزات عالية، ومع ذلك يحتوي الشّيح أيضًا على مركّبات مفيدة مثل: التنينات (tannins) وفلافونويد (flavonoids)، والتي تقدّم بعض الفوائد الصحية لهذه العشبة عند استهلاكها بطريقة صحيحة.[١]


فوائد الشيح

يملك الشيح العديد من الفوائد المذهلة للجسم، لكن يجب قبل استخدامه لغايات الاستطباب أن يطلّع الطذبيب على ذلك؛ خاصةً لمن يُعانون من أمراض مزمنة ويتناولون أدوية معينة بانتظام، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٢]

  • يحارب الملاريا: الملاريا مرض خطير ناتج عن طفيلي ينتقل عن طريق لسعة البعوض المصاب ويغزو خلايا الدم الحمراء البشرية، والأرتيميسينين (Artemisinin) (Artemisinin) الذي هو أحد مستخلصات نبتة الشيح من أقوى أدوية الملاريا، فمن المعروف أنّه يقلّل بسرعة من عدد الطفيليات في دم مرضى الملاريا، لذلك تُوصي منظمة الصحة العالمية بالعلاجات القائمة على مادة الأرتيميسينين (Artemisinin) كعلاج من الدرجة الأولى لعلاج الملاريا المنجلية غير المعقّدة، وقد أظهرت التّجارب الحديثة أنّ مادّة الأرتيميسينين (Artemisinin) فعّالة ضدّ الطفيلي المسبب للملاريا؛ لأنّه يتفاعل مع مستويات الحديد العالية في الطفيل لإنتاج جذور حرّة (وهي جزيئات غير مستقرة كيميائيًا)، ثمّ تدمّر الجذور الحرة بعد ذلك جدران خلايا هذا الطّفيلي.
  • يحارب الخلايا السرطانية: اعتمادًا على دراسات حديثة يمكن للأرتيميسينين محاربة خلايا سرطان الثّدي المخصّبة بالحديد بطريقة مشابهة للطريقة التي تقضي فيها على الطفيليات المسببة للملاريا، ممّا يجعلها من علاجات السرطان الطبيعية المحتملة للنساء المصابات بسرطان الثدي، ومن الممكن أن تكون الخلايا السرطانية غنيّةً بالحديد؛ لأنّها عادةً ما تمتصّه لتسهّل عملية انقسامها.
  • يتخلّص من الطفيليات: فالشّيح يُستخدم للقضاء على الديدان المعوية، خاصّةً الدودة الدبوسية والديدان المستديرة، وتُعدّ الدودة الدبوسية أكثر أنواع العدوى انتشارًا في الولايات المتحدة، إذ ينتشر بيض الدّودة مباشرةً من شخص إلى آخر، والدّيدان المستديرة أو الديدان الخيطيّة هي طفيليات تصيب الأمعاء عند الإنسان أيضًا، ويمكن أن تسبب الديدان الدبوسية حكّةً شديدةً في منطقة الشرج، بينما يمكن أن تسبب الديدان المستديرة السّعال، وضيق التنفّس، وآلام البطن، والغثيان، والإسهال، ووجود الدّم في البراز، وفقدان الوزن، ووجود الدّودة في القيء أو البراز، ويمكن علاج هذه الطفيليات بالعلاجات الطّبيعية، إذ يشيع استخدام الشّيح والجوز الأسود والقرنفل معًا لقتل العدوى الطفيليّة، إذ يمكنهم معًا كسر دورة حياة الطفيلي.
  • مُفيد لمرضى داء كرون (Crohn's disease): في ألمانيا فحصت دراسة مزدوجة فعالية مزيج عشبي يحتوي على الشيح بجرعة 500 ملليغرام ثلاث مرّات في اليوم مقابل دواء وهميّ لمدّة 10 أسابيع لدى 40 مريضًا يعانون من مرض كرون كانوا بالفعل يتناولون جرعةً يوميّةً ثابتةً من الستيرويدات، وثبتوا على هذه الجرعة المستقرّة الأولية من الستيرويدات حتّى الأسبوع الثاني، وبعد ذلك بدأ تحديد جدول زمنيّ، إذ كان جميع المرضى في بداية الأسبوع العاشر لا يأخذون الستيرويدات، فوجد الباحثون قلّةً ملحوظةً في أعراض المرض لدى 18 مريضًا تلقّوا الشّيح؛ أي بنسبة 90% من المرضى، وكانت النتائج رائعةً تدلّ على قدرة الشّيح على القضاء على الحاجة إلى الستيرويدات لمرضى كرون، وبالإضافة إلى ذلك تشير النتائج إلى أن الشيح يملك آثارًا إيجابيّةً على الحالة المزاجية ونوعية الحياة، وهو ما لا يتحقق من خلال أدوية مرض كرون التقليدية الأخرى.[٣]
  • يمتلك خصائص مضادّةً للبكتيريا والفطريات: بعض الدّراسات المخبريّة أظهرت أنّ الشيح يملك خصائص مضادّةً للبكتيريا، فقد أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية أنّ زيت الشيح أظهر طيفًا واسعًا من النشاط المضاد للميكروبات ضدّ العديد من السلالات البكتيرية، ولا تقتصر قدرات الشيح على قتل البكتيريا فحسب، بل يملك خصائص مضادّةً للفطريات أيضًا، بالإضافة إلى امتلاكه خصائص مضادّة للأكسدة.
  • يعالج فرط نمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة: بعض الأشخاص يلجؤون إلى العلاجات الطّبيعية والبديلة عندما يتعلّق الأمر بحدوث اضطرابات في صحّة الجهاز الهضمي، وتشير الدراسات إلى أنّ العلاجات العشبية مثل الشّيح جيّدة أو حتّى قد تكون أفضل من غيرها في محاربة نمو فرط البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وعادةً ما يقتصر علاج هذه الحالة على إعطاء المريض المضادات الحيوية عن طريق الفم، وتتفاوت نسبة نجاح العلاج، وقد أجريت دراسة خَلُصت إلى أنّ العلاجات العشبيّة على الأقلّ فعّالة مثل ريفاكسيمين، وهو الدواء المستخدم لعلاج هذه الحالة للقضاء على فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلى ذلك يبدو أنّ العلاج بالأعشاب -خاصّةً الشيح- فعّال بنفس فعالية العلاج بالمضادات الحيوية للأشخاص الذين لا يستجيبون لريفاكسيمين ( rifaximin).


أضرار الشيح

عادةً ما يُعدّ الشيح من النباتات الآمنة إذا أُخذ عن طريق الفم بالكميات الشائعة المسموحة في الأطعمة والمشروبات، كما يمكن أن يكون آمنًا عند وضعه على البشرة كمرهم، إلّا أنّ الشيح الذي يحتوي على الثوجون (thujone)غير آمن على الأرجح عند تناوله عن طريق الفم أو استخدامه على الجلد، فعندما يُؤخذ عن طريق الفم يمكن أن يسبّب نوبات الصرع، وانهيار العضلات، وفشل الكلى، والأرق، وصعوبة النوم، والكوابيس، والتقيّؤ، وتشنّجات المعدة، والدوخة، والهزات، والتغيّرات في معدّل نبضات القلب، وحصر البول، والعطش، وتنميل الذراعين والساقين، والشّلل، والموت، وعند استخدامه على الجلد قد يسبّب احمرارًا شديدًا وحرقةً في الجلد.[٤]


المراجع

  1. John Staughton (BASc, BFA) (7-5-2019), "10 Amazing Benefits & Uses Of Wormwood"، organicfacts, Retrieved 3-7-2019. Edited.
  2. Annie Price, CHHC (12-7-2017), "Wormwood: The Parasite-Killing, Cancer-Fighting Super Herb"، draxe, Retrieved 3-7-2019. Edited.
  3. Omer B1, Krebs S, Omer H, Noor TO. (2-2007), "Steroid-sparing effect of wormwood (Artemisia absinthium) in Crohn's disease: a double-blind placebo-controlled study."، pubmed, Retrieved 3-7-2019. Edited.
  4. "WORMWOOD", webmd, Retrieved 3-7-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×