فوائد الصلاة على الرسول

الرسول -صلى الله عليه وسلم-

هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، وُلد -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وعند ولادته أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، ثم انتقل إلى ديار بني سعد لترضعه حليمة السعدية، ولما بلغ من السادسة من العمر توفيت والدته أمنة بنت وهب، فانتقل إلى كنف جده عبد المطلب، ولما بلغ الثامنة توفي جدة فعاش في كفالة عمه أبو طالب، ولما بلغ الأربعين من العمر بعثه الله تعالى بالرسالة، وأمرنا بالصلاة والسلام عليه، وخلال المقال سيتم بيان فوائد الصلاة على الرسول.^[١]

فوائد الصلاة على الرسول

بعث الله تعالى محمد -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام، وانزل عليه القرآن الكريم ليخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، فأبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجهاد في سبيل الله حق الجهاد إلى أن ظهر هذا الدين العظيم انتشر في أرجاء الأرض، وقد أمرنا الله تعالى في كتابة الحكيم بالصلاة على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد بين أهل العلم بعض فوائد الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن بيان بعض هذه الفوائد فيما يأتي:^[٢]

• الامتثال لأمر الله تعالى: أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالصلاة على محمد -صلى الله عليه وسلم- في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،^[٣] وقد بين أهل العلم أن أجر الصلاة على النبي امتثالًا لأمر الله تعالى عظيم جدًا، ففيه اقتداء بالله سبحانه، وملائكته عليهم السلام، وجزاء للنبي -عليه الصلاة والسلام- عن بعض حقوقه على الأمة، وتعظيمًا له، ومحبة وإكرامًا.
• ذكر الله تعالى لعبده: إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل السبل لذكر الله تعالى، وقد قال الله سبحانه:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.^[٤] وعند ذكر العبد ربه عز وجل في النفس يذكر الله تعالى عبده في نفسه، وأما عندما يذكر ربه في ملأ، فإن الله تعالى يذكره في ملأ خير منه، مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال فيما يرويه عن ربه -عز وجل-: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ منهمْ".^[٥]
• وصول الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فعلى الرغم من وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخروجه من هذه الدنيا، إلا أن الله تعالى جعل وسيلة للصلة بين المؤمنين والرسول -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، فعند الصلاة على النبي، يبلغه بالاسم أن فلانًا صلى عليه، فيرد عليه السلام، مصداقًا لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من أحدٌ يُسلِّمُ عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلامَ".^[٦]
• كثرة الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- توجب ولايته يوم القيامة: حيث إن أول الناس بالرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة من يكثر الصلاة عليه، مصداقًا لما روي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "إنَّ أولى النَّاسِ بي يَومَ القيامةِ أَكْثرُهُم عليَّ صلاةً".^[٧]

معنى الصلاة على الرسول

بعد الوقوف على بعض فوائد الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تجدر الإشارة إلى المقصود من الصلاة، حيث ذهب جمهور العلماء إلى أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من البشر تعني الدعاء، ومن الله تعالى تعني الرحمة، ومن الملائكة تعني الاستغفار، بينما ذهب جماعة أخرى من أهل العلم إلى أن المقصود من الصلاة على النبي هو الثناء عليه في الملأ الأعلى، فعندما يصلي المسلمون والملائكة على النبي يثني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى، كما ذكر أبو العالية -رحمة الله- أن صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.^[٨]

صيغ الصلاة على الرسول

ورد العديد من صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولعل أفضلها ما جاء في الصحيحين عن كعب بن عنجرة -رضي الله عنه- أنه قال: "سَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ، فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".^[٩][١٠]

حكم الصلاة على الرسول

اختلف أهل العلم في حكم الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث ذهب كثير منهم إلى أن الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- عند ذكره مستحبة، وليست واجبة،^[١١]بينما خالفهم طائفة من أهل العلم منهم ابن عبد البر، وابن بطة-رحمهم الله- وقالوا بوجوب الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- عند ذكره ولو كثر ذلك، واستدلوا بما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ ".^[١٢]لذلك ينبغي للمسلم الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- عند ذكره.^[١٣]

المراجع

1. ↑ "اعرف نبيك -صلى الله عليه وسلم-"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
2. ↑ "كنوز وأجور الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
3. ↑ سورة الأحزاب، آية: 56.
4. ↑ سورة البقرة، آية: 152.
5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2675، صحيح.
6. ↑ رواه النووي، في الأذكار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 154 ، إسناده صحيح.
7. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 911، صحيح.
8. ↑ "معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 3370، صحيح.
10. ↑ "صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
11. ↑ "حكم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما سمع ذكره"، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
12. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3545 ، حسن صحيح.
13. ↑ "الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من حقه على أمته كلما ذكر"، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.