محتويات
عرق السوس
يعود موطن عرق السوس (Liquorice) إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وجنوب روسيا ووسطها، وآسيا الصغرى، وإيران، وهو من النباتات العشبية التي تُزرع في مناطق متنوعة في أنحاء أوروبا وآسيا كافّةً، كما يحتوي هذا النبات على حمض خُلاَصَةُ عِرْق السوس أو ما يُعرَف باسم حمض الغليسيررايزيك (Glycyrrhizic acid)، الذي يسبب عند تناوله بكميات كبيرة مضاعفات خطيرةً. وعلى الرغم من ذلك فإنّ الاستخدام المعتدل لعرق السوس يَمُدّ الجسم بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك علاج مشكلات الجهاز الهضمي، كالقرحة، والمغص، وتقرحات المعدة، بالإضافة إلى استخدامها أحيانًا لعلاج بعض الاضطرابات الجلدية، كالصدفية والأكزيما.[١]
فوائد عرق السوس
يمتلك عرق السوس العديد من الفوائد الصحية التي تدعم صحة الجسم وسلامته، وتحميه من التعرض لعدد من الأمراض، وتساعد على علاجه منها عند إصابته بها، ومن أشهرها ما يأتي ذكره:[٢]
- علاج مشكلات المعدة: إذ يساعد على علاج مشكلات الجهاز الهضمي، بما في ذلك قرحة المعدة، وحرقة المعدة، والتسمم الغذائي، إذ يسرّع عملية إصلاح بطانة المعدة واستعادة التوازن؛ ذلك لما يمتلكه من خصائص مضادة للالتهابات، كما وُجِدَ أنَّ حمض خلاصة عرق السوس يثبّط بكتيريا الملوية البوابية، ويمنع نموّها في الأمعاء، وهي البكتيريا المُسبِّبة للقرحة الهضمية.
- تقليل التوتر والإجهاد: تساعد مكمّلات عرق السوس على تقليل التوتر، فضلًا عن تقليل الإجهاد والتوتر الذي يؤدي إلى استنفاد الغدة الكظرية لطاقتها في إنتاج الأدرينالين والكورتيزول باستمرار، فتمدّ هذه المكمّلات الغدة ببعض الراحة، كما يساعد مستخلص جذر عرق السوس على تحفيز عمل الغدة الكظرية، بالتالي تعزيز المستوى الصحي من هرمون الكورتيزول في الجسم.
- تعزيز المناعة: يساهم عرق السوس في الوقاية من الإصابة بأمراض مختلفة وعلاجها، بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي (ج)، وفيروس نقص المناعة البشرية، والإنفلونزا، وتُعزى هذه الفوائد إلى احتوائه على ثلاثي التربينويد (Triterpenoid) المضاد للفيروسات، كما لوحظت خصائص عرق السوس المضادة للأكسدة، والمحفزة للجهاز المناعي، والسيطرة على الجذور الحرة.[٣]
- التخفيف من أعراض انقطاع الطمث: إذ يحتوي عرق السوس على تأثيرات وخصائص مشابهة لهرمون الإستروجين عند النساء، بالتالي فهو خيار جيد لعلاج المتلازمة السابقة للحيض والتخفيف من أعراض انقطاع الطمث.[٣]
- تخفيف الآلام: يُصنّف عرق السوس بأنّه من أفضل العلاجات التي تخفّف من الآلام؛ إذ يعمل كمضاد للتشنج من خلال التخفيف من تشنجات البطن والعضلات، بالإضافة إلى أنّه يساهم في تخفيف الانزعاج المصاحب لالتهاب الأكزيما وغيرها من الأمراض الجلدية عند استخدامه موضعيًا، كما يمتلك خصائص مضادةً للالتهابات تساعد على تخفيف الألم الذي يصيب المفاصل.[٣]
- الوقاية من تسوس الأسنان: لوحظت أهمية عرق السوس في الوقاية من تسوس الأسنان، ذلك من خلال قدرته العالية على قتل البكتيريا الموجودة في الفم حسب الدراسات المخبرية،[٤] التي تُعدّ المسبب الرئيس للتسوس، وعلى الرغم من هذا النشاط الفعّال ضد البكتيريا، إلّا أنّه لم تُثبَت قدرة عرق السوس على مقاومة تسوس الأسنان من خلال الدراسات السريرية.[٥]
- علاج ألم الحلق: يساعد عرق السوس على علاج ألم الحلق، فقد لوحظَ أن الغرغرة بمحلوله مدة خمس عشرة دقيقةً قبل العملية تساهم في الحدّ من حدوث التهاب الحلق الناجم عن أنبوب التنفس.[٥][٦]
- علاج التهابات الجلد: يساهم عرق السوس في علاج التهابات الجلد المختلفة، بما في ذلك الأكزيما، التي تسبب ظهور عدة أعراض، أهمها: الحكة، والاحمرار، والالتهاب، كما أنّ جذوره فعّالة في الوقاية من البكتيريا التي تصيب الجلد؛ إذ تحتوي على مضادات للميكروبات فعّالة في التصدي لبكتيريا المكورة العنقودية الذهبية التي تسبب التهابات الجلد، مثل: القوباء، والتهاب الجريبات، والتهاب الهلل.[٥]
- علاج فيروس الالتهاب الكبدي ج: تساعد خلاصة عرق السوس الموجودة في جذوره على علاج فيروس الالتهاب الكبدي (ج) الذي يصيب الكبد، وفي حال عدم علاجه يسبب إتلاف الكبد على المدى الطويل؛ إذ تمتلك خلاصة عرق السوس نشاطًا مضادًا للميكروبات المسببة لالتهاب الكبد الوبائي (ج)، بهذا فإنّه قد يُعدّ علاجًا مستقبليًا واعدًا لهذا الفيروس.[٥]
- علاج ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم: أظهرت عدة أبحاث أنّ تناول جذر عرق السوس يوميًا مدة شهر يخفّض نسبة الكوليسترول الكلي في الدم، فضلًا عن خفض نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة ومستويات الدهون الثلاثية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم، لكن ما زالت الدراسات العلمية غير كافية لإثبات ذلك.[١]
العناصر الكيميائية في عرق السوس
يحتوي عرق السوس على العديد من العناصر والمركبات الكيميائية، بما في ذلك ثلاثي التربينويد، والبوليفينول، ومتعدد السكاريد الذي يشمل النشا، وسكر المانوز، والسكروز، ويتضمن البوليفينول بعض الأحماض الفينولية، مثل: الليكورتين، والفلافونات، والفلافان، ويشتهر جذر عرق السوس باللون الأصفر الفاتح؛ نتيجة احتوائه على الفلافونويد، خاصةً الليكورتين والايسوليكوريتين، بالإضافة إلى أنّه غني بحمض خلاصته (glycyrrhizin)، التي تختلف كميتها من 7- 10% أو أكثر اعتمادًا على ظروف نموه.[٧]
الآثار الجانبية لعرق السوس
يُعدّ عرق السوس آمنًا عند تناوله بالنسبة لمعظم الأشخاص عن طريق الفم بكميات طبيعية أو كمية أكبر بهدف علاج بعض الأمراض، وعند استخدامه على الجلد لمدة زمنية قصيرة، لكن يُعتقَد أنَّه من غير الآمن تناوله عن طريق الفم بكميات كبيرة أكثر من 4 أسابيع، أو الاستمرار بتناوله حتى لو بكميات صغيرة؛ إذ يتسبب ذلك بظهور بعض الآثار الجانبية، التي تتضمن ما يأتي:[١]
- ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض مستوى البوتاسيوم.
- الإصابة بالضعف، وتلف المخ.
- الشعور بالتعب.
- غياب الدورة الشهرية.
- الصداع.
- احتباس الماء وأملاح الصوديوم في الجسم.
- انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال.
تحذيرات استخدام عرق السوس
يؤثر تناول عرق السوس سلبيًا في الفئات الآتية:[١]
- الحمل والرضاعة الطبيعية: يعدّ عرق السوس غير آمن لتناوله عن طريق الفم للحامل؛ إذ إنّ ارتفاع استهلاكه أثناء الحمل يزيد من خطر الولادة المبكرة، وقد يسبب الإجهاض، ومن الأفضل للمرضع تجنُّب تناوله للحفاظ على صحة الطفل.
- أمراض القلب: يزيد تناوله من احتماليّة احتباس السّوائل في الجسم، الذي يُعدّ من أهم مشكلات مرض فشل القلب الاحتقاني، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض عند المصابين، كما قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
- الاضطرابات الهرمونيّة: إذا كان الشخص يعاني من حالات مُتعلقة باضطرابات هرمونية، خاصّةً هرمون الإستروجين، مثل: سرطان الثدي، أو سرطان الرحم، أو سرطان المبيض، أو الانتباذ البطاني الرحمي، أو الأورام الليفية الرحمية، فإنّ تناول عرق السوس يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
- ارتفاع ضغط الدم: عرق السوس يرفع ضغط الدم؛ لذا يجب عدم استهلاك كميات كبيرة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
- حالات انخفاض البوتاسيوم في الدّم، يؤدي تناول عرق السوس إلى خفض مستوى البوتاسيوم في الدم.
- أمراض الكلى: فالإفراط في تناول عرق السوس يتسبب بزيادة الأعراض لمرضى الكلى، لذا من الأفضل تجنُب تناوله.
- المشكلات الجنسية عند الرجال: يؤدي الإفراط في تناول عرق السوس إلى انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجال، لذا فالرجال المصابون بمشكلات جنسية من الأفضل لهم تجنُب تناوله؛ إذ يؤدي إلى خفض مستويات هرمون التستوستيرون.
- الجراحة: قد يتداخل تناول عرق السوس قبل الجراحة مع ضعف التحكم بضغط الدم خلالها وبعدها، ومن الواجب التوقف عن تناوله قبل أسبوعين على الأقل من العملية الجراحية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "LICORICE", www.webmd.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ Kathryn Watson (20-7-2018), "Health Benefits of Licorice Root"، www.healthline.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Dr. Josh Axe (27-7-2018), "Licorice Root Benefits Adrenal Fatigue & Leaky Gut"، www.draxe.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ etal, Jacquelyn R. Villinski , Stefan Gafner, Chantal Bergeron (2011), "Isoflavonoids and Coumarins from Glycyrrhiza uralensis: Antibacterial Activity against Oral Pathogens and Conversion of Isoflavans into Isoflavan-Quinones during Purification", Journal of natural product, Issue 74, Folder 12, Page 2514-2519. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jennifer Berry (21-11-2018), "What are the benefits of licorice root?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ Ahmed Nabil Ibrahim, Sherif Anis (2016), "Licorice versus ketamine gargle for postoperative sore throat due to insertion of a double-lumen endobronchial tube", Egypt J Cardiothorac Anesth, Issue 10, Folder 3, Page 45-49. Edited.
- ↑ "Licorice", www.drugs.com,22-10-2018، Retrieved 2-11-2019. Edited.