تعريف العلم
إنّ العلم والتعلّم من المسائل التي يسعى إليها كلّ إنسان في حياته منذ زمن بعيد وإلى يوم الناس هذا، فهو الهدف الأسمى لكل من يريد أن يطور عقله، ويزيد من معلوماته، وذلك لأن فوائد العلم تكاد لا تخفى على كل ذي لب راجح، وقبل الحديث عن فوائد العلم لا بد من ذكر تعريفه، ومما قيل فيه: إنه المعرفة، وهو أسلوب منهجي يقوم ببناء المعرفة وتنظيمها، على شكل تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار حول الكون، ومما هو جدير بالذكر أن مصطلح العلم يرتكز على مصطلح أوسع منه وهو المنهجية العلمية التي تدرس المعلومات، وتقترح فرضيات لتفسيرها، وثم تختبرها، وذلك للوصول إلى معرفة مبنية على التجربة لا على التخمين.[١]
أنواع العلوم
إن العلم بحرٌ واسع يغوص فيه الباحثون والدارسون، وتختلف درجة تعمقهم في هذا البحر حسب ما يريدون تعلمه واكتشافه والبحث عنه، فالبعض يبقى على الشاطئ وينظر من بعيد، والبعض قد يطفو على السطح، والبعض يغوص في أعماق هذا البحر الواسع، ومما هو جدير بالذكر قبل عرض فوائد العلم أن تُعرض أنواع العلم أو فروعه الأساسية، وهي وإن كانت صعبة الحصر في بضعة سطور، لكن يمكن تصنيفها إلى ثلاثة فروع، وهي:[٢]
- العلوم الطبيعية: وهي التي تعتني بالظواهر الطبيعية ووصفها، والتنبّؤ بها، وفهمها، وذلك بالاعتماد على الأدلة التجريبية، وهي عبارة عن: علوم الحياة، والعلوم الفيزيائية، والعلوم الفيزيائية تشمل الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلوم الأرض، وكل من الفرعين يقسم إلى أقسام وفروع عدة.
- العلوم الاجتماعية: هي التي تهتم بالمجتمع، والعلاقات بين الأفراد في المجتمع، وهي أيضًا تقسم إلى العديد من الفروع مثل: علم الإنسان، وعلم الآثار، دراسات الاتصالات، والاقتصاد، والتاريخ، والجغرافيا، واللغويات، والعلوم السياسية، وعلم النفس، والصحة العامة، وعلم الاجتماع.
- العلوم الشكلية: هي التي تساهم في دراسة النظم الرسمية، وتشمل الرياضيات، ونظرية النظم، إضافة إلى علوم الحاسوب النظرية، وتشترك العلوم الرسمية مع فرعي العلم الآخرين باعتماد على الدراسة الموضوعية والدقيقة والمنهجية لمجال المعرفة، وهي تختلف عن العلوم التجريبية لأنها تعتمد بشكل حصري على التفكير الاستنتاجي، دون الحاجة إلى أدلة تجريبية، للتحقق من المفاهيم.
فوائد العلم
بعد أن صار تعريف العلم واضحًا وفق ما اتُفق عليه، إضافة إلى توضيح أبرز فروع العلم، والتي يندرج تحت كل واحد منها عددًا من العلوم المنتشرة والسائدة التي يُبنى عليها كثير من الأمور المتعلقة بحياة البشر، لا بد من عرض أبرز فوائد العلم، والتي تجعله سببًا وهدفًا لكل إنسان يسعى نحو الأفضل ولعل أبرز هذه الفوائد أنه الإرث الذي تركه الأنبياء والمرسلون للعباد من بعدهم، وذلك لينتفعوا به ويستفيدوا منه في حياتهم ودينهم ودنياهم.[٣]
ومن فوائد العلم أيضًا أنه من أفضل الأسلحة التي يمكن أن يواجه بها الإنسان عدوه، ويجعل المهتم به عقلانيًا حكيمًا يفكر بوعي وحكمة فلا يقع في شرك الخديعة والمكر، كما أنه مستمر إلى أبعد مدى، ويبقى مع الإنسان طيلة حياته وحتى لحظة وفاته، وقد يبقى ذكره بعد وفاته من خلال ما وصل إليه من علم ومعرفة في حياته، ولا يمكن إنكار ما في العلم من ديمومة وتجدد وتطور مستمر تجعله بعيدًا عن الفناء والزوال، وفي ختام الفوائد يمكن القول إنه يقرب المسافات البعيدة، ويجعل كل جديد في متناول اليد دون أن يتحرك الإنسان من مكانه.[٣]
فضل العلم في الإسلام
من الأمور العظيمة التي أولاها الإسلام والدين الإسلامي اهتمامًا بالغًا العلم وما له من فضل في الإسلام، وهذا كان ظاهرًا من خلال الحث على طلب العلم، وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة، ومن ذلك ما رواه أبو الدرداء قائلًا: "من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهمًا، إنَّما ورَّثوا العِلْمَ، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافرٍ"[٤] من خلال هذا الحديث الشريف يتضح ما للعلم من فوائد وقيمة في الدين الإسلامي، وقد ورد أيضًا في قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[٥] وكل ما ورد يؤكد فوائد لعلم وفضائله التي حث عليها الدين الإسلامي.[٣]
أبيات شعر عن العلم
لقد شغل العلم الناس على مر الأزمان سواء كانوا علماء أم أدباء أم شعراء، وكل واحد منهم عبر عن رأيه بالعلم من خلال معرفته ومجال اختصاصه، ومنهم الشعراء الذين ذكروا فضل العلم ومكانته في أشعارهم التي نظموها وحثوا فيها على العلم والتعلم، منها:
- قول علي بن أبي طالب:[٦]
ليس البليّة ُ في أيامنا عجبًا
- بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا
- إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده
- إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلْمِ والأَدَب
العلمُ، كالقُفل، إن ألفيتَهُ عَسِرًا
- فخلّه، ثمّ عاودهُ لينفتحا
وقد يخونُ رجاءٌ، بعد خِدْمَتِهِ
- كالغرب خانتْ قواه، بعدما مُتحا
- قول أحمد شوقي:[٨]
الْعِلْمُ يَبْنِي بُيُوتًا لاَ عِمَادَ لَهَا
- وَالْجَهْلُ يُفْنِي بُيُوتَ الْعِزِّ وَالْكَرَمِ
- قول الشافعي:[٨]
الْعِلْمُ مَغْرَسُ كُلِّ فَخْرٍ فَافْتَخِرْ
- وَاحْذَرْ يَفُوتُكَ فَخْرُ ذَاكَ الْمَغْرَسِ
وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ
- مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ
لا أَخو العِلمِ الَذي يُعنى بِهِ
- في حالَتَيهِ عارِيا أَو مُكتَسي
- قول الشافعي:[٩]
اصبر على مـر الجفـا من معلم
- فإن رسوب العلم في نفراته
وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً
- تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ
وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ
- فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ
وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى
- إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ
المراجع
- ↑ "علم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "علم"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2019.
- ^ أ ب ت "العلم وفضله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 183، صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية: 9.
- ↑ "ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2019.
- ↑ " العلمُ، كالقُفل، إن ألفيتَهُ عَسِراً،"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2019.
- ^ أ ب "فضل العلم والعلماء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019.
- ↑ "ن نصائح الشافعي لطلاب العلم شعراً"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019.