فوائد القسط الهندي للنساء

فوائد القسط الهندي للنساء

لعلّ أحد أبرز الأعشاب المُستخدمة في الطبّ التقليديّ هي القسط الهندي Saussurea costus، وذلك لتنوّع فصائله العشبية وانتشارها في جميع أنحاء البلدان، منها ما يتواجد في أفريقيا، ومنها آسيويّ، وللأمريكيتيّن نصيبٌ في نموّه، أمّا بالنسبة لوصفه العامّ، فيتشكّل هذا النبات بتواجد أوراقه حلزونيّة الشكل على الساق مُتوسط الطول، وتُعدّ هذه النباتات مُحبة للظلّ بشكلٍ على الرغم من نموّ بعضها تحت أشعّة الشمس، مع ذلك، فهي تميل إلى الرطوبة المُتواجدة في الأرض وعلى الهواء،^[١] ويذكر من أهم المركبات الفعالة التي يحتويها ما يأتي:^[٢]

• كوستونوليد.
• ديهيدروكوستوس لاكتون.
• سيناروبيكرين.

قد يساعد في حالات العقم عند النساء

نظرًا لانتشاره استعماله بشكلٍ كبيرٍ في أفريقيا، وتحديدًا في نيجيريا تمّت مُلاحظة إدراج القسط الهندي كأحد المُركّبات العشبية الطبيعيّة المُستخدمة بكثرة للمساعدة في حالات العقم أو على الأقل الحدّ من تطوّر العوامل المرضيّة، بناءً على ذلك، عمد الأطبّاء المُختصّون على القيام بالبحث في نيجيريا عام 2018م، إذ كانت التفاصيل على النحو الآتي:^[٣]

• دفعت ندرة المعلومات حول تأثير القسط مع كثرة استهلاكه إلى القيم بهذه الدراسة باستخدام مُستخلص القسط الهندي المخلوط مع الميثانول.
• قام الباحثون بإسناد بحثهم اعتمادًا على الفئران المخبريّة، إذ قاموا بتقسيمهم إلى 4 مجموعات، كلًّ منها تحوي على 5 فئران.

• تلقّت المجموعة الأولى 0.5 مل لكل كغم من بنسبة 20%، أمّا بالنسبة للمجموعة الثانية فتلقت 100 ملغم لكل كغم من المُستخلص، وازدادت في المجموعة الثالثة والرابعة إلى 200 و300 ملغم لكل كغم، واستمرّوا على مدار 14 يومًا.
• أجريت الفحوصات الهرمونيّة لمعرفة تأثّرها، كالإستروجين والبروجستيرون، كما قام العلماء بدراسة الأنسجة المرضيّة للمبيضين.

أثبتت النتائج "أنّه لا تأثير للقسط الهندي على مستوى البروجسترون، أمّا بالنسبة للإستروجين فهناك تأثير ملحوظ، كما يُمكن أن يكون له تأثير على الأنسجة التناسليّة".

أكّد البحث التأثير المُتوقّع لأوراق القسط الهندي، وأنّ له قدرة في التأثير النسجيّ عن طريق المُركّبات الكيميائيّة التي تحويه، كما أنّه له مأمونيّة أكبر من الأدوية التقليديّة، على الرغم من ذلك، فإنّ القسط الهندي لا يلغي أهميّة اللجوء إلى الطبيب المُختصّ.

قد يفيد النساء في فترة ما بعد الولادة

وهذا ما تمّ بحثه في عدد من الأبحاث التي أُقيمت خصيصًا لدراسة ذلك، بناءً على ذلك، قامت الشركات بتصنيع المُركّبات الدوائيّة التي تُستخدم أثناء فترة ما بعد الولادة وهي تركيبة تتكوّن من 50 عشبة، أبرزها القسط الهندي، إذ يُستخدم بشكلٍ عامّ كمُنشّط صحيّ يسهم في توفير الراحة أثناء هذه الفترة، حيث يقوم بالآتي:^[٤]

• يُسهم هذا المُركّب على مُساعدة الرحم في استعادة الحجم والشكل الطبيعي له.
• يعرف بقدرته على تقوية العضلات الموجودة فيه.
• يساعد على تحسين إفرازات الدورة الشهريّة.

هل هناك أدلة علمية تدعم صحة ذلك؟ نعم، فهذا ما أقدم على دراسته باحثون من الهند في عام 2016م، إذ أجريت دراسة سريرية تقيم دور الأعشاب في استعادة الصحة بعد الولادة، وكانت التفاصيل كالآتي:^[٥]

• أُجريت الدراسة السريريّة لخطورة فترة ما بعد الولادة، إذ يُمكن أن يترتّب عليها الإصابة بالمشاكل المدنيّة، وتقييم المُركّب العشبي الذي يحتوي على قسط الهندي، وتأثيره في القدرة على استعادة الصحّة الطبيعيّة للإناث أثناءها.

• أمّا بالنسبة للخطوات التي اتّبعها العلماء، فابتدأت باختيار 100 أنثى بعد الولادة بشكلٍ طبيعيّ.

• تلقت مجموعة من النساء- ما يقارب 48 امرأة- 30 مل من المُركّب العشبي مرتين يوميًّا بكميّاتٍ مُتساوية من الماء بعد الوجبات، أمّا بالنسبة للمجموعة الثانية، فتمّت مُعالجتها وفقًا للبروتوكول التقليدي المُتّبع في المستشفى خلال فترة النفاس.

• تمّت مُراقبة المُتطوّعات لمُدّة لا تقلّ عن 7 أيّام، ثمّ مُراقبتهم بعد الخروج بمدة 8 أسابيع على مدى 4 أسابيع.

بيّنت النتائج على "أنّ المُركّب فعّال، بناءً على مدى التحسّن في الصحّة العامّة ونقص الوزن بعد الولادة، إضافةً إلى حجم الرحم وتحسّن توتّر عضلات البطن والمهبل، كما يقوم في تحسين خصائص الإفرازات الصادرة أثناء هذه الفترة".

قد يُسهم استهلاك القسط الهندي -وما فيه من مُركّبات- بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز عملية الشفاء بصورة مبكرة بعد الولادة دون آثارٍ سلبيّة، مع ذلك، فمن المهم عدم تجاهل ضرورة متابعة الطبيب المُختصّ.

قد يساعد في التخلص من عسر الطمث

يُمكن أن يُعرّف عسر الطمث على أنّه الألم الشديد الذي يُصاحب الدورة الشهريّة، والذي له تأثيرٌ كبير على الحالة العقليّة والصحيّة ونوعيّة الحياة التي يُمكن أن تعيشها المرأة يوميًّا، وفي إيران، ينتشر استهلاك القسط الهندي كمُستخلصٍ زيتيّ في الطب العشبي الفارسي، لذلك قام الباحثون هناك بدراسة ذلك في عام 2020م، وكانت التفاصيل كالآتي:^[٦]

• في البيانات البحثيّة المُدرجة، تمّ تضمين 13 مريضة، وتم علاجهم لمُدّة لا تقلّ عن 6 أسابيع.
• تم استهلاك الزيت المُستخلص من القسط الهندي، وذلك عن طريق فرك الزيت بكميّة 15 قطرة تقريبًا كل 12 ساعة في منطقة السرّة الفرعيّة وصولًا إلى العانة.
• بعد الفترة التجريبيّة، تمّ تقييم تحسّن عسر الطمث والقيام بمُقارنة بين الفترة ما قبل التجربة وبعدها.

على إثر ذلك، بيّنت النتائج "أنّه هُناك تحسّن واسع المدى في الشعور بالألم قبل استهلاك الزيت وما بعدها، كما أنّه لم يتم ملاحظة أي آثار جانبية خلال هذه الفترة، ولم يتمّ استبعاد أيّة مريضة في التجربة".

وفقًا لما سبق، قد يساعد استخدام زيت القسط الهندي في تخفيف أعراض عسر الطمث، إضافةً إلى انخفاض التأثير السلبي لهذا العلاج الموضعيّ، ولكن قد لا يُساعد القسط الهندي في بعض الأحيان، لذلك في هذه الحالة يجب اللجوء إلى الطبيب المُختصّ.

هل يفيد القسط الهندي في تنظيم الدورة الشهرية؟

هُناك العديد من المُنتجات العشبيّة التي لجأت إليها النساء في الآونة الأخيرة لتنظيم الدورة الشهريّة؛ تجنّبًا لِما للأدوية التقليديّة من أعراضٍ جانبيةٍ غير محببة، وهذا يشمل القسط الهندي،^[٧] حيث يقوم بتنظيمها مع الاستهلاك المُستمرّ والمُنظم، وهذا ما تمّت ملاحظته مع الاستهلاك المُستمرّ لترياق، والذي كان يتم استعماله قديمًا لعلاج التسمّم، ويحتوي عددًا من الأعشاب يشمل القسط الهندي، وقد كانت تستغرق عملية تحضيره ما لا يقل عن 40 يومًا، فكان بذلك العنصر المُساهم في تحفيز الحيض بشكلٍ فاعل.^[٨]

يُستعمل القسط الهندي لتخفيف الآلام المُرتبطة بالحيض وحتى تحفيزه، على الرغم من عدم توفر أدلة علمية كافية لدعم ذلك، ونظرًا لذلك، يجب اللجوء إلى الطبيب المُختصّ قبل استهلاكه؛ لتحديد الجرعة العلاجيّة المُناسبة وتجنّبًا للمُضاعفات الحاصلة على إثر الإفراط في تناوله.

أضرار استخدام القسط الهندي

عندما يتمّ التحدّث عن القسط الهندي وتأثيره القائم عند استخدامه من قِبل النساء، فهُناك العديد من الاعتبارات التي يتمّ على إثرها تحديد مدى أمان استخدامه دون الإصابة بالأعراض الجانبيّة، والتي تعتمد على عدّة عوامل، أبرزها عمر المُستهلكة وصحّتها العامّة، أمّا بالنسبة للجرعة المُراد استهلاكها، فلا يُمكن تحديدها،^[٩] إضافةً إلى ذلك هناك العديد من المعلومات حول أضرار استخدامه- خاصةً إن تم ذلك بصورة مفرطة، ويذكر من أهمّ هذه المعلومات الآتي:

درجة أمان القسط الهندي

يُعدّ زيت القسط الهندي- وما له من مُشتقّات- آمنًا في مُعظم الأحوال عندما يتمّ تناوله عن طريق الفمّ بالكميات المُستهلكة في الأطعمة، مع ذلك، يجب التنبه إلى أنّ المُنتجات الطبيعيّة لا تعد آمنة بصورة مطلقة، على إثر ذلك، من الواجب تتبّع الإرشادات ذات الصلة والمُبيّنة على مُلصقات المتواجدة على المُنتج واستشارة الطبيب المُختصّ قبل الاستخدام، خاصّةً وأنّ للقسط الهندي تأثيرًا سميًّا يعود إلى احتوائه على حمض الأرستولوكيك، ومن أبرز آثاره الجانبيّة الآتي ذِكره:^[٩]

• تضرّر الكلى.
• الشعور بالدوار.
• الإحساس بالرغبة في الاستفراغ أو التقيؤ.

على الرغم من العديد من الطرق التي يُستحسن استخدام القسط الهندي عنده، سواءً أكانت أمراض الكبد أو لعلاج الديدان وما إلى ذلك، فإنّه قد يُسهم في تطور الأعراض الجانبيّة أعلاه، بل هناك أدلة أولية تربط بين استهلاكه بكثرة وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

محاذير استخدام القسط الهندي

قامت مُنظّمة الغذاء والدواء بإدراج القسط الهندي كأحد المُكمّلات الغذائيّة الآمنة نسبيًّا، على الرغم من ذلك، إنّ له بعضٌ من المخاطر التي تحصل مع استهلاكه تزامنًا الحالات الطبيّة الآتية ذِكرها:^[١٠]

• عند إصابتكِ بالحساسية من الخرشوف والأقحوان والهندباء وغيرها من النباتات، فتظهر عليكِ علامات الحساسيّة المُفرطة.
• عندما تكونين حاملًا أو مُرضعة، وذلك لعدم توافر الأبحاث اللازمة لتثبيت مأمونيّتها.
• قد يتفاعل مع بعض الأدوية والوصفات الطبيّة أو العشبيّة.

هُناك بعض الفئات التي عليها تجنب استهلاك القسط الهندي، لذلك عليكِ أن تستشيري الطبيب المُختصّ قبل تناوله.

المراجع

1. ↑ "Costus", www.pacificbulbsociety.org, Retrieved 12/5/2021. Edited.
2. ↑ "Saussurea costus: botanical, chemical and pharmacological review of an ayurvedic medicinal plant", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 13/5/2021. Edited.
3. ↑ "Evaluation of Costus lucanuscianus leaf extract for anti-fertility effect in female albino rats", www.researchgate.net, Retrieved 11/5/2021. Edited.
4. ↑ "Dashmularishta", www.1mg.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
5. ↑ "Clinical Evaluation of Dashmularishta (Ayurvedic formulation) in Restoring Normal Health of Postpartum Females", www.tmjournal.org, Retrieved 11/5/2021. Edited.
6. ↑ "Efficacy of Saussurea costus (Qost) Oil as an Iranian Traditional Medicine Product on Primary Dysmenorrhea: Case Series", www.semanticscholar.org, Retrieved 12/5/2021. Edited.
7. ↑ "Costus ", www.webmd.com, Retrieved 13/5/2021. Edited.
8. ↑ "Saussurea costus", www.sciencedirect.com, Retrieved 13/5/2021. Edited.
9. ^ ^{أ ب} "Costus", www.rxlist.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
10. ↑ "The Health Benefits of Saussurea", www.verywellhealth.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.