فوائد القمح المبرعم

كتابة:
فوائد القمح المبرعم


فوائد القمح المبرعم

يُعد القمح المبرعم إحدى الأطعمة المبرعمة التي يتم تحضيرها في ظروف خاصة مما يجعلها تختلف في نسب عناصرها الغذائية مقارنة بالحبوب الكاملة العادية، وأهم ما يجب توفيره لها هو الرطوبة،[١] حيث يتم تصنيع هذه الأطعمة بحصاد البذور قبل أن ينمو النبات بالكامل، على العكس من أطعمة الحبوب الكاملة العادية التي يتم فيها انتظار البذرة حتى تنمو ومن ثمَّ يصبح نبات كامل ينتج المزيد من البذور، كما أنَّ القمح المبرعم له العديد من الفوائد الصحية المختلفة كونه ينتمي إلى الأطعمة المبرعمة،[٢] ويتضمن بعضها الآتي:


قد يساعد في فقدان الوزن والتحكم في نسبة السكر في الدم

إنَّ الخبز المصنوع من الأطعمة المبرعمة يحتوي على كميات كبيرة من الألياف وكميات أقل من الكربوهيدرات، وهذا يخفض من مؤشر نسبة السكر في الدم -وهو مقياس لمدى سرعة الطعام لرفع مستويات السكر في الدم- ولهذا السبب يُعد من الأطعمة المناسبة لمرضى السكري،[٣] أمَّا قدرته على المساعدة على فقدان الوزن فتعود للأسباب الآتية:[٤]

  • مليء بالألياف التي تعزز الشعور بالشبع.
  • انخفاض كمية السعرات الحرارية التي يحتويها.
  • تحتوي على كمية جيدة من البروتين النباتي.
  • منخفض الدهون.


لكن هل يُمكن أن يكون للحبوب الكاملة تأثير على الوزن ونسبة السكر في الدم؟ تعزز هذه الفوائد إحدى الدراسات التي تم إجراؤها عام 2018 م للبحث في الحبوب المبرعمة ومدى تأثيرها على الوزن ونسبة السكر في الدم، حيث تتضمن مجريات ونتائج الدراسة الآتي:[٥]

  • تضمنت الدراسة 10 من المشاركين الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة.
  • تم إعطاء قسم منهم حبوب الإفطار ذات الحبوب الكاملة والقسم الآخر حبوب الإفطار ذات الحبوب المبرعمة.
  • تم التوصل بعد تحليل نسبة الدهون في الدم إلى أنَّ كلا النوعين قادر على التأثير بمستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة.
  • كما تبين أنَّ لها تأثيرًا إيجابيًا على نسبة السكر في الدم.


يُمكن استبدال أنواع الخبز الأخرى بخبز القمح المبرعم لإدراة الوزن وللتحكم بنسبة السكر في الدم.


قد يوفر الحماية من الأمراض المزمنة

يحتوي القمح المبرعم على العديد من مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج وفيتامين هـ بالإضافة إلى البيتاكاروتين،[٦] والتي تلعب دورًا مهمًا في حماية الجسم من خطر التعرض للأمراض المزمنة، حيث تُشير إحدى المراجعات الشاملة التي تم نشرها عام 2020 م من قِبل مجموعة باحثين أنَّ مضادات الأكسدة ذات قدرة على تقليل خطر التعرض للعديد من الأمراض المزمنة المختلفة، وتتضمن نتائج المراجعة الآتي:[٧]


  • يزداد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية، السرطانات، الأمراض العصبية، بالإضافة إلى السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي نتيجة التعرض للإجهاد التأكسدي.
  • حيث يُعد الإجهاد التأكسدي إحدى العوامل التي تحدث نتيجة تراكم الجذور الحرة التي تحدث بشكل طبيعي داخلي أثناء عملية التمثيل الغذائي أو نتيجة عوامل خارجية مثل التدخين أو التلوث.


أظهرت نتيجة الدراسة أن "مضادات الأكسدة تعمل على إعاقة تراكم الجذور الحرة وبالتالي منع الإجهاد التأكسدي وتقليل خطر التعرض للأمراض المزمنة ولكن يجب الحصول عليها بتوازن تجنبًا للأضرار المحتملة الناتجة عن زيادتها."


غني بالعناصر الغذائية الهامة

يُعد القمح المبرعم إحدى الأطعمة المليئة بالمغذيات المفيدة لتعزيز صحة الجسم وبكميات أكبر مقارنة بأنواع الحبوب العادية الأخرى، حيث يتضمن أهمها الآتي:[٦]

  • يحتوي على كمية كبيرة من البروتينات مقارنة بالحبوب الكاملة العادية، حيث تحتوي حصة واحدة من الحبوب المبرعمة على 15 غرامًا من البروتين مقارنة بـ 1غرامًا من الخبز المكون من 12 حبة.
  • يحتوي على كمية عالية من الألياف مقارنة بأنواع الحبوب الأخرى.
  • تزيد عملية الإنبات من نسبة الفيتامينات الأساسية.
  • احتوائه على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة مثل البيتاكاروتين، فيتامين ه، فيتامين ج.


كيف يعمل القمح المبرعم على زيادة امتصاص العناصر المفيدة للجسم؟ من أهم ما يميز القمح المبرعم أنَّه يقلل مضادات المغذيات، وهي مواد تتواجد بشكل طبيعي في النباتات وتؤثر على عملية الهضم سلبًا كما تقلل من قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية لأنَّها تُثبط الإنزيمات الهاضمة، ومثال ذلك ما يفعله القمح المبرعم بمستويات حمض الفيتيك، حيث يعمل على تقليلها كونها إحدى مضادات الأغذية التي تمنع امتصاص الكالسيوم، الزنك والحديد.[٦]


تُشير إحدى الدراسات التي تم إجراؤها عام 2018م في المختبر على أنظمة تُحاكي في عملها الجهاز الهضمي البشري لتقييم مدى تأثير الحبوب المبرعمة على امتصاص العناصر الغذائية، حيث تضمنت الدراسة الآتي:[٥]


  • انخفاض نسبة حمض الفيتيك بنسبة 15% في حبوب القمح المبرعمة نتيجة عملية الإنبات، حيث إنَّ تواجد هذا الحمض يقلل من كمية العناصر الغذائية التي يُمكن امتصاصها.
  • تبين من خلال ذلك أنَّ نسبة الحديد التي تم امتصاصها ارتفعت من 4.6% إلى 14.1% بعد تناول القمح المنبت.
  • تبين من خلال ذلك أنَّ نسبة الزنك التي تم امتصاصها ارتفعت من 2.5% إلى 14.6% بعد تناول القمح المنبت.


عملية الإنبات تجعل من الأطعمة المبرعمة خيارًا جيدًا لتضمينه في النظام الغذائي كونه ذو مصدر غذائي متنوع.


يسهل هضمه مقارنةً بالقمح العادي

تُشير إحدى المراجعات التي تم إجراؤها عام 2018م من قِبل مجموعة من الباحثين أنَّ القمح المبرعم أسهل للهضم مقارنة بالقمح العادي، ويعود ذلك إلى عدَّة أسباب بينتها هذه المراجعة، والتي تتضمن الآتي:[٥]


  • يتم تصنيف النشويات على أنَّها سريعة للهضم أو بطيئة الهضم أو مقاومة للإنزيمات، وفي النباتات المبرعمة تزيد عملية الإنبات من قابلية هضم النشا بطيء الهضم بنسبة 14%.
  • انخفاض نسبة مضادات المغذيات التي تعمل على تثبيط الإنزيمات الهاضمة المسؤولة عن هضم النشويات مثل إنزيم الأميليز، وتتضمن الأمثلة على مضادات الأغذية التي تعمل على ذلك الآتي:
    • حمض الفيتيك.
    • البوليفينول.
    • مثبطات الأميليز.


أظهرت نتيجة الدراسة أن: "يُمكن للحبوب المبرعمة أن تعزز من سرعة هضم البروتينات لأنَّها تتعرض لدرجات حرارة معينة خلال فترة الإنبات ونتيجة لانخفاض مضادات المغذيات".


ما هي الإنزيمات التي تُعزز عملية هضم الطعام في الجسم؟ يحتوي القمح المبرعم على إنزيمات أخرى غير إنزيم الأميليز والتي تعزز عملية الهضم، مثل إنزيمات الفايتيز، ولكن هذه الإنزيمات يُمكن أن تزول فعاليتها إذا تم طهي الحبوب المبرعمة على درجات حرارة مرتفعة، لهذا السبب يُوصى بطهي هذه الأطعمة على درجات حرارة منخفضة، ومن إحدى نقاط المقارنة المهمة بين الحبوب المبرعمة والحبوب العادية هي احتواء كل منهما على الليكتين، حيث تتواجد بكميات أقل بكثير في الأطعمة المبرعمة عنها في الحبوب العادية، وهي من المواد التي تزيد من متلازمة الأمعاء المتسربة أو أمراض المناعة الذاتية.[٦]


يحتوي القمح المبرعم على مجموعة من الإنزيمات ومضادات مغذيات أقل مما يجعله من الأطعمة سهلة الهضم مقارنة بالقمح العادي.


يحتوي على نسبة أقل من الغلوتين

تحتوي الأطعمة المبرعمة على نسبة أقل من الغلوتين، وهو إحدى البروتينات الموجودة في القمح والتي لا يُمكن تحملها من قبل الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الهضمية، ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ إنزيمات الجهاز الهضمي غير قادرة على تحللها مما يحفز الخلايا التائية المناعية في الجهاز الهضمي المعوي على مهاجتها مسببة تفاقم العديد من الأعراض الهضمية غير المرغوبة بسبب ظهور الببتيدات.[٥]


هل يُعد القمح المبرعم مناسب لمرضى متلازمة القولون العصبي؟ نعم، ففي القمح المبرعم يتم تحليل 40%- 80% من الببتيدات التي تُسبب الاضطرابات الهضمية خلال نمو النبتة ما بين اليوم 4-8 على درجات حرارة تتراوح من 12-25 درجة مئوية،[٥] وهذا ما يجعل منه خيار مناسب للعديد من الفئات التي تُعاني من بعض الاضطرابات الهضمية الناتجة عن عدم القدرة على تحمل الغلوتين، مثل الآتي:[٦]

  • متلازمة الأمعاء المتسربة.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • التهاب الأمعاء.
  • حساسية الغلوتين.


يحتوي القمح المبرعم على كميات أقل من الغلوتين مما يجعله خيار مناسب للمرضى الذين يعانون من بعض الاضطرابات الهضمية.


هل القمح المبرعم يحتوي على مواد غذائية أكثر من الحبوب الكاملة العادية؟

إنَّ الطريقة التي يُحضَّر فيها القمح المبرعم تجعل منه خيارًا جيدًا مقارنة بالحبوب الكاملة العادية نتيجة لاحتوائِه على العناصر الغذائية بنسب أعلى، حيث تقول أخصائية التغذية كريستينا سيسينارو: "تعمل عملية الإنبات للقمح للحبوب المبرعمة بشكل عام على تكسير النشا، وهذا يزيد من نسبة العناصر الغذائية، كما أنَّها تعمل على تكسير الفيتات المسؤول على تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية كالمعادن والفيتامينات، وهو إحدى أشكال حمض الفيتيك"، وبذلك فإنَّ القمح المبرعم يحتوي على مواد غذائية أكثر من الحبوب الكاملة، ويتضمن أهمها الآتي:[٨]

  • الزنك.
  • المغنيسيوم.
  • الحديد.
  • البروتين.
  • فيتامين ج.
  • حمض الفوليك.


من غير الضروري أن تكون الأطعمة المبرعمة دائمًا ذات مواد غذائية أكثر، لهذا السبب يُفضَّل قراءة الملصق الخاص بالمغذيات لكل منتج ومقارنة الأنواع معًا قبل الشراء.


طريقة تضمين القمح المبرعم إلى النظام الغذائي

تُعد الأطعمة المبرعمة كالقمح المبرعم إحدى المنتجات الغذائية التي تتوافر في متاجر الأطعمة الصحية أو المتاجر التجارية الأخرى، ويُمكن الحصول عليها بسهولة كما يُمكن تصنيعها منزليًا بعد مراعاة تطبيق بعض الاستراتيجيات الوقائية،[٦] وبالتالي فإنَّه من السهل تضمينها في النظام الغذائي، والاقتراحات الآتية تبين ذلك:

  • يُمكن تناول حبوب القمح المبرعم كاملة كما هي.[١]
  • يُمكن تناول الأطعمة الجاهزة المصنوعة منه حبوب القمح المبرعم مثل الخبز والمعكرونة والأطباق الأخرى.[١]
  • يُمكن أن تتواجد على شكل كبسولات أو أقراص أو مركزات سائلة أو عصائر طازجة.[٩]


لماذا تُعد خطوة النظافة أثناء تحضير القمح المبرعم منزليًا مهمة؟ وذلك تجنُّبًا للحصول على بعض المضاعفات نتيجة عدم المحافظة على النظافة، حيثُ يُمكن الحصول على القمح المبرعم بإضافته إلى النظام الغذائي عن طريق إنباته منزليًا، ولكن يجب اتباع بعض النصائح أثناء التصنيع لتقليل خطر التعرض للأضرار، وتتضمن الآتي:[١٠]

  • اختيار بذور القمح المناسبة للإنبات المنزلي.
  • تنظيف المعدات المستخدمة في إنبات البذور قبل استخدامها وبعد ذلك بالماء والصابون.
  • غسل اليدين جيدًا قبل وبعد التعامل مع بذور القمح المراد تحضيرها، وحتى عند تحضير الطعام بشكل عام، لأنَّ هذه البذور أكثر عرضة لنمو البكتيريا من غيرها.


يُمكن إضافة القمح المبرعم إلى النظام الغذائي عن طريق الأصناف المختلفة التي تحتويها، ويُمكن الحصول عليها جاهزة أو تصنيعها منزليًا.


محاذير تناول القمح المبرعم

تُعد البيئات الدافئة والرطبة التي يتم توفيرها لإنبات القمح المبرعم إحدى الخصائص المناسبة أيضًا لنمو العديد من أنواع البكتيريا، حيث يتم تناول الأطعمة المبرعمة نيئة أو مطبوخة قليلًا دون الوصول إلى النضج بسبب طبيعة هذه الأطعمة، وهذا يزيد من فرصة انتقال الممرضات مثل البكتيريا إلى داخل الجسم والتسبب بالتسمم الغذائي، خاصة بكتيريا الإشريكية القولونية، ولكن يُمكن تلافي التعرض لذلك عند تطبيق الاستراتيجيات الآتية:[١١]


  • تجنب شراء أو تناول الأطعمة المبرعمة اللزجة أو ذات الرائحة الكريهة.
  • تخزين الأطعمة المبرعمة في درجات حرارة لا تتجاوز 48 درجة مئوية.
  • توفير ظروف تعقيم مناسبة إذا كان تصنيع القمح المبرعم منزليًا.
  • غسل الأطعمة المبرعمة قبل استهلاكها.
  • غسل اليدين قبل التعامل مع البراعم.


هل يُمكن أن يكون تناول القمح المبرعم آمن لدى كبار السن؟ نعم، ولكت بعد التأكد من طهيها جيدًا، حيثُ يُمكن أن يتفاقم خطر التعرض للتسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا لدى بعض الفئات عن غيرهم، لهذا السبب يُوصى بطهي الأطعمة المبرعمة بشكل كامل قبل تناوله، خاصة إذا كان المستهلك إحدى الفئات الآتية:[١]

  • الأطفال.
  • الحوامل.
  • كبار السن.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة.


يجب اتخاذ بعض الاحتياطات عند شراء أو استخدام أو تناول الأطعمة المبرعمة لأنَّها عرضة للتلوث البكتيري الذي يزيد من بعض الأضرار لدى فئات معينة تحديدًا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Are Sprouted Grains Ready for the Limelight?", foodandnutrition, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  2. "Sprouted Grains 101", rmhp, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  3. "The Acute Impact of Ingestion of Sourdough and Whole-Grain Breads on Blood Glucose, Insulin, and Incretins in Overweight and Obese Men", ncbi, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  4. "How To Eat Sprouts For Weight Loss – Benefits, Process, Types, And Recipes", stylecraze, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Impact of Cereal Seed Sprouting on Its Nutritional and Technological Properties: A Critical Review", onlinelibrary, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "7 Great Reasons to Add Sprouted Grain Bread to Your Diet", healthline, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  7. "Lifestyle, Oxidative Stress, and Antioxidants: Back and Forth in the Pathophysiology of Chronic Diseases", frontiersin, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  8. "Are sprouted grains more nutritious than regular whole grains?", health.harvard, Retrieved 6/5/2021. Edited.
  9. "Sprouted Grains: A Comprehensive Review", ncbi, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  10. "Sprouted seeds safety advice", nhs, Retrieved 7/5/2021. Edited.
  11. "Sprouts: Are They Good for You?", webmd, Retrieved 6/5/2021. Edited.
3328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×