فوائد الكركم للكبد فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

كتابة:
فوائد الكركم للكبد فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟


هل يمتلك الكركم فوائد للكبد؟

ما هو المركب النشط في الكركم؟ تتعدد الأسماء المتداولة للكركم Turmeric, Curcuma aromatica فيعرف بالتوابل الذهبية أو بالزعفران الهندي، وهو نبات طويل القامة يعود موطنه الأصلي إلى آسيا وأمريكا الوسطى، كما وتتعدد استخدامات الكركم من ساقه لجذره في العديد من الثقافات، ويتميز بلونه الأصفر الذي يعزز استخدامه كصبغة، كما أنه عنصر رئيس في توابل الكاري، ويعد من التوابل الطبية التي تستخدم في الطب التقليدي نتيجة للمركب النشط الذي يعرف بالكركمين والذي يعزز الخصائص البيولوجية القوية به والدور العلاجي الذي يقدمه في العديد من الأمراض والالتهابات، أيضًا يشيع استخدامه لتعزيز صحة الكبد وهذا ما سنتطرق إلى إثباته أو نفيه في هذا المقال.[١]


يحتوي الكركم على مادة الكركمين التي تتعزز من فعاليته العلاجية.


تحسين وظائف الكبد

كيف يمكن الحد من أمراض الكبد المزمنة؟ تتعد أمراض الكبد المزمنة في جميع أنحاء العالم، ويشيع استخدام الكركم في علاجها نتيجة لمركب الكركمين الذي يتمتع بالعديد من الخصائص الطبية التي تحسن من وظائف الكبد، وهذا ما أكدت عليه مراجعة أجريت عام 2018م للباحث بونومو أنطونيو وزملائه في جامعة نابولي فيديريكو لتقييم دور الكركمين في أمراض الكبد وتحسين وظيفة الكبد من خلال الوقاية من هذه الأمراض، وبينت المراجعة الآتي:[٢]


  • يعد الكركمين مركب طبيعي فعال وله دور ملحوظ في تعديل الآليات البيولوجية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد.
  • لوحظ أن أفضل تأثير بيولوجي معروف للكركمين هو التفاعل مع المسارات المختلفة المشاركة في تطور تليف الكبد، وهذا ما تم التأكيد عليه في كل من النماذج المختبرية والحيوية لإصابة الكبد المزمنة.
  • أيضًا لوحظ أن في الدراسات السريرية أن الكركمين فعالًا في تقليل إصابات الكبد المرتبطة بالآتي:


تبين من الدراسة "أن للكركمين خصائص مضادة للالتهابات قد تساهم في تحسين وظيفة الكبد وتعزيزها من خلال الوقاية من خطر الإصابة بأمراض الكبد".


قد يكون للكركمين دورًا علاجيًا فعالًا للحد من أمراض الكبد نتيجة لخصائصه ومركباته النشطة التي تعزز وتحسن من صحة الكبد، ولكن هناك حاجة للمزيد من البحث والرصد.


تحسين أعراض مرض الكبد الدهني غير الكحولي

ما هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي؟ يعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي من الأمراض الشائعة، وقد يؤدي إلى تلف الكبد بشكلِ غير القابل للإصلاح، لذلك أجريت مراجعة عام 2019م في جامعة كونيتيكت في الولايات المتحدة لتحديد وتقييم الأدلة التي قد تدعم استخدام الكركم أو الكركمين في علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وبينت المراجعة الآتي:[٣]


  • تم البحث في قواعد البيانات المعتمدة حتى عام 20م18 من خلال البحث عن مصطلحات الكركم والكركمين ودوره في مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • تم تقييم تأثير الكركم أو مستخلصه من الكركمين على إنزيمات الكبد:
    • إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT).
    • إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST).
  • تم تقييم شدة مرض الكبد الدهني غير الكحولي من خلال الموجات فوق الصوتية.


  • بينت النتائج الآتي:
    • كانت جميع التجارب في المراجعة ذات أحجام عينات صغيرة.
    • كان 4 من 5 تجارب لفترات محدودة من المتابعة.
    • كانت جميع التجارب ذات قيود منهجية أثرت سلبًا على قوة الأدلة ومدى قابليتها للتطبيق.
  • أدى عدم التجانس السريري والمنهجي في الدراسات لعدم الوصول إلى نتيجة واضحة.
  • لكن أظهرت 3 من 4 تجارب تحتوي على بيانات قابلة للتقييم للكركم أو الكركمين الآتي:
    • انخفاضًا في إنزيمات الكبد ALT و AST .
    • انخفاضًا في خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • أظهرت 2 من التجارب الـ 4 ذات الشواهد انخفاضًا كبيرًا في متوسط ​​الفرق في إنزيمات الكبد للكركم أو الكركمين مقابل الدواء الوهمي.
  • كما ووجدت 2 من 3 تجارب انخفاضات واضحة في درجة خطورة الإصابة مرض الكبد الدهني غير الكحولي.


خلصت المراجعة إلى "احتمالية استخدام الكركمين كعلاجًا واعدًا لمرض الكبد الدهني غير الكحولي ولكن بعد إجراء المزيد من الدراسات".


قد يساهم الكركمين بإدارة إنزيمات الكبد وضبطها وبالتالي الحد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي لكن مع ذلك، هناك حاجة للمزيد من الأبحاث الموسعة لإثبات ذلك.


تأثيرات وقائية للكركم ضد أمراض الكبد المرتبطة بالإجهاد التأكسدي

ما هي الخصائص الطبية التي تعزز من وظائف الكبد في الكركم؟ يتميز الكركم بخصائصه القوية والمضادة للأكسدة، والتي قد تمنع تليف الكبد بسبب السموم، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أو الذين يتناولون أدوية قوية قد تؤذي الكبد عند استخدامها على المدى الطويل،[١] وللتأكد من ذلك تمت مراجعة أجريت عام 2018م للباحث محمد حسين وزملائه في جامعة كرمانشاه للعلوم الطبية في إيران لتقييم دور الكركمين الوقائي ضد أمراض الكبد وبينت المراجعة الآتي:[٤]

  • يعد الإجهاد التأكسدي من الأسباب الرئيسة المسببة لتلف الكبد الناجم عن العديد من العوامل، بما في ذلك:
    • استهلاك الكحول.
    • إدمان المخدرات.
    • الالتهابات الفيروسية.
    • بعض الملوثات البيئية.
    • بعض المكونات الغذائية.


  • يعد الكركمين من أهم المركبات النشطة في الكركم والذي يتمتع بوظائف وقائية تحمي الكبد من الأمراض.
  • تم البحث في قواعد البيانات الإلكترونية المعتمدة حول أدوار الكركمين المضادة للأكسدة ودوره في تحسين صحة الكبد.
  • بينت النتائج أن الكركمين له تأثيرات وقائية وعلاجية واضحة لأمراض الكبد، وعادةً ما تكون مرتبطة بالأكسدة من خلال بعض الآليات الخلوية والجزيئية تتضمن هذه الآليات:
    • قمع السيتوكينات المسؤولة عن حدوث الالتهابات.
    • الحد من منتجات بيرودكسات الدهون.
    • تنشيط الخلايا النجمية الكبدية.
    • تحسين الاستجابات الخلوية للإجهاد التأكسدي.
    • الحد من الجذور الحرة المسببة للإجهاد التأكسدي الذي يرتبط بالأمراض.


خلصت المراجعة إلى أن "دور الكركمين المضاد للأكسدة قد يقلل من الإجهاد التأكسدي الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد المختلفة".


قد يكون للكركم دور فعال في تحسين وظائف الكبد نتيجة لدوره المضاد للأكسدة، لكن مع ذلك لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.


هل من ضرر للكركم على الكبد؟

هل تزيد مكملات الكركمين من زيادة خطر الإصابة بمشاكل الكبد؟ في الآونة الأخيرة حظيت مكملات الكركم بشعبية واسعة نظرًا لفوائد الكركم وخصائصه الطبية المضادة للأكسدة والالتهابات والمعززة للصحة، لكن مع ذلك قد يكون للكركم تأثير عكسي على الصحة وخاصة على صحة الكبد،[٥] فبالرغم من وجود تقارير محدودة عن آثار ضارة شديدة ترتبط بشكلٍ مباشر مع الكركم، إلا أنه تم التبليغ عن حالتين تعاني من التهاب كبد حاد نتيجة لتناول مكملات الكركم وفقًا لبعض التقارير الصحية التي بينتها الباحثة رافاييل ومجموعة من الزملاء عام 2019 عن أضرار الكركم على الكبد، ومن ضمن هذه التقارير الصحية الآت:[٦]


  • لوحظ وجود امرأة قوقازية عمرها 52 تعاني من:


  • ظهرت هذه الأعراض بعد ما يقارب شهرًا من بدء تناول مكمل الكركم من بين الأدوية الأخرى.
  • كانت المريضة نادرًا ما تستهلك الكحول، وكانت غير مدخنة، وليس لديها تاريخ في تعاطي المخدرات أو في الإصابة بأمراض الكبد.
  • قبل شهر تقريبًا من ظهور الأعراض كانت تستهلك قرصًا واحدًا يوميًا من مكملات عالية الفعالية من الكركم بجرعة 375 مجم من الكوركومين و 4 مجم من الفلفل الأسود لكل قرص، بجانب استهلاك مكمل زيت بذور الكتان واستخدام ديكلوفيناك لألم التهاب المفاصل.
  • لم تتغير أدويتها طويلة الأمد.
  • عندما بدأت الأعراض تم إحالتها إلى قسم الطوارئ.
  • بسبب عدم وجود تحسن كبير في اليوم الـ 4 بالمستشفى تم إجراء خزعة الكبد، لوحظ خلالها وجود تغيرات التهابية غير محددة في بنية الكبدي وعدم وجود تليف.


  • في اليوم 12 خرجت المريضة من المستشفى وكان مستوى البيليروبين وإنزيمات الكبد قد انخفضت.
  • بعد الخروج من المستشفى عادت المريضة لتناول مكمل الكركم 1125 ملغ يوميًا كعلاج وحيد لالتهاب المفاصل.
  • بعد 3 أسابيع تكرر غثيانها والأعراض الأخرى كالتهاب الكبد الحاد.
  • بعدها تم نصحها بالتوقف عن تناول مكملات الكركم وبعد شهرين عادت اختباراتوظائف الكبد إلى طبيعتها.
  • ولتقييم السبب تم إرسال مكملات الكركم للتحليل وتمت مقارنة النتائج بمكتبة علم السموم ولوحظ أنها تحتوي على 1400 مركب منها الأدوية والعقاقير غير المشروعة.


خلصت الحالة إلى "أن مكملات الكركم قد تحتوي على سموم قد تؤثر سلبًا على صحة الكبد وقد تسبب التهاب بالكبد".


قد يكون للكركم دور سلبي يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكبد الحاد، لكن هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتقييم فعالية الكركمين فقط على صحة الكبد وليس كمكمل يحوي مركبات أخرى.


محاذير استخدام الكركم للكبد

هل يسبب الكركم مشاكل في المرارة؟ بالرغم من مأمونية استهلاك الكركم وبالرغم من فوائده الصحية، إلا أن هناك بعض الاحتياطات والمحاذير التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل استخدام الكركم تجنبًا لأي آثار جانبية بما في ذلك الفئات الآتية:[٧]


  • حالات نقص الحديد: قد يتسبب تناول كميات كبيرة من الكركم في نقص الحديد.
  • اعتلالات الكبد: قد يزيد من أمراض الكبد.
  • اضطرابات المرارة: قد يزيد من مشاكل المرارة، خاصةً لمن يعاني من حصى في المرارة أو انسداد في القناة الصفراوية.
  • الحمل: قد يعزز الدورة الشهرية أو يحفز الرحم، مما يهدد الحمل ويزيد من خطر الإجهاض عند تناوله بكميات كبيرة.
  • مشاكل سيولة الدم: قد يزيد من مشاكل النزيف، نتيجة لدوره الذي قد يبطئ من تخثر الدم، لذلك يجب التوقف عن استخدام الكركم قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة.


  • أمراض السرطان: قد يعمل الكركمين عمل هرمون الإستروجين، وهذا قد يسبب آثار جانبية للحالات الحساسة للهرمونات كسرطان الثدي أو الرحم أو المبيض أو الأورام الليفية الرحمية.
  • حالات العقم: قد يقلل من مستويات هرمون التستوستيرون وقد يقلل من حركة الحيوانات المنوية، وهذا قد يقلل من الخصوبة ويزيد من خطر الإصابة بالعقم.


هناك بعض الاحتياطات والمحاذير التي يجب خذها بعين الاعتبار قبل استهلاك الكركم تجنبًا لأي آثار جانبية محتملة وللبقاء على الجانب الآمن.

المراجع

  1. ^ أ ب "The positive and negative health effects of turmeric", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  2. "The role of curcumin in liver diseases", www.researchgate.net, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  3. "The impact of turmeric or its curcumin extract on nonalcoholic fatty liver disease: a systematic review of clinical trials", pharmacypractice.org, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  4. "Curcumin in Liver Diseases: A Systematic Review of the Cellular Mechanisms of Oxidative Stress and Clinical Perspective", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  5. "Woman's Liver Problems Tied to Her Turmeric Supplement", www.livescience.com, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  6. "Turmeric Induced Liver Injury: A Report of Two Cases", www.hindawi.com, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  7. "Turmeric", www.webmd.com, Retrieved 17/3/2021. Edited.
6266 مشاهدة
للأعلى للسفل
×