فوائد الملفوف للكرش فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

كتابة:
فوائد الملفوف للكرش فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

الملفوف

يُعدّ الملفوف من الخضروات التي تنتمي إلى عائلة الخردل والتي تم تطويرها عن طريق الأشكال الزراعية المختلفة لإنتاج ما يُعرف بالملفوف البريّ، ينمو الملفوف بشكلٍ أفضل في المناطق ذات المُناخ المُعتدل، ولكنه يتحمّل أيضاً درجات الحرارة المنخفضة بحيث يمكن لبعض أشكال الملفوف أن تتحمّل درجات الحرارة التي تقترب من درجات التجمّد الشديدة في فتراتٍ معيّنة من النمو، ويضاعف الطقس الحار من نموّه وجودته، هناك العديد من الأشكال المُتعدّدة للملفوف والتي تشمل اللفت والبروكلي، وتحتوي جميع أشكاله على أوراق عُصارية خالية من الشعر ومُغطّاة بطبقةٍ شمعيةٍ غالباً ما تعطي سطح الورقة لوناً رمادياً أو أزرقاً مائلاً للون الأخضر، تتميّز جميع الأجزاء الصالحة للأكل الموجودة بالملفوف بمحتواها المنخفض بالسعرات الحرارية، كما أنها تُعد مصدراً غنياً بفيتامين C، يتم تصنيف معظم الأشكال الشائعة للملفوف وفقاً لأجزاء النبات المستخدمة في الغذاء، بالإضافة إلى الهيكل وترتيب هذه الأجزاء، ومن خلال هذا المقال سيتم تسليط الضوء على فوائد الملفوف للكرش: فوائد مزعومة أم صحيحة علمياً.[١]

دهون الكرش

يقوم العلماء بتوفير أدلة قوية حول الأضرار الناجمة عن تراكم الدهون في منطقة البطن، وفي الحقيقة يجدر هنا الإشارة إلى أن دهون البطن تأتي في شكلين مختلفين أحدهما يقع داخل الأنسجة الدهنية الواقعة تحت الجلد، حيث إنه يعد هذا النوع من الدهون كباقي الدهون الموجودة في أماكن أخرى من الجسم، وأن زيادته أمراً ليس صديقاً للصحة، أمّا النوع الآخر فهو يتمثّلبالدهون الحشويّة الواقعة حول أعضاء الجسم الداخلية، حيث إنه قامت العديد من التفسيرات العلمية بتقديم أدلة تؤكد على أن السمنة الحشوية على وجه التحديد، مرتبطة بالعديد من الآثار الصحية غير المرغوب بها، مثل فرط نشاط الآليات المختلفة التي تتحكّم بضغط الدم في الجسم، إضافةً إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم أيضاً، كما أنّه سعت العديد من البحوث السريرية الأساسية إلى تقديم مجموعة من الأدلة والملاحظات التي تؤكد على أن الدهون الزائدة في منطقة البطن تساهم بشكلٍ رئيسي في زيادة خطر الإصابةبأمراض القلب والأوعية الدموية،[٢] بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني.[٣]


فوائد الملفوف للكرش: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

سيتم الحديث هنا عن فوائد الملفوف للكرش: فوائد مزعومة أم صحيحة، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهم الدراسات والأبحاث العلمية التي خاضت في مجال البحث العلمي؛ من أجل إثبات فيما إن كان هناك أية أسس علمية تستند وراء تلك الفوائد التي يقدّمها الملفوف للكرش بالتحديد، أم أنّها مجرّد فوائد مزعومة لا صحة لها ولا تستند على أسسٍ علمية.


الدراسة الأولى

قامت إحدى الدراسات في البحث بتأثير المركب الكيميائي الموجود بتراكيز عالية في العائلة الصليبية والذي يسمى (Indole-3-carbinoal)، والتي تضم البروكلي والقرنبيط والملفوف، حيث إنّ هذا المركّب الكيميائي يًعدّ عاملًا وقائيًّ كيميائي ضد أنواع السرطان المختلفة، لذا قامت هذه الدراسة على وجه الخصوص بدراسة تأثير هذا المركّب ضد السمنة الناجمة عن النظام الغذائي عالي المحتوى من الدهون بشكلٍ عام.[٤]

أجريت هذه الدراسة على الفئران المخبرية بحيث تم تجميع الفئران بشكلٍ عشوائي لتلقّي إمّا نظام غذائي عادي أو نظام غذائي عالي الدهون بنسبةٍ تصل إلى 40% من الطاقة كدهون أو نظام غذائي يحتوي على مكمّل للمركّب الكيميائي سابق الذكر بكميّة 1 غرام لكل كيلوغرام من النظام الغذائي لمدة 10 أسابيع، وعليه كانت النتائج كما يلي:[٤]

  • أظهرت الفئران التي تناولت النظام الغذائي الذي يحتوي على المركّب الكيميائي الموجود في الملفوف على تحسين وزن الجسم والدهون الحشوية ومستويات الدهون في بلازما الدم بشكلٍ ملحوظ.
  • لقد خفّضت مكمّلات هذا المركّب الكيميائي العوامل الجينية المسؤولة عن النسخ الشحمي الجيني، بالإضافة إلى الجينات المستهدفة، مثل: اللبتين وبروتين خاص بالخلايا الشحمية في الفئران التي تلقّت نظامًا غذائيًّا عالي المحتوى من الدهون.

وعليه فإنّ النتائج السابقة تُشير إلى إمكانية أن يكون هذا المركّب الكيميائي يقدّم فوائد محتملة في الوقاية من السمنة في الجسم بشكلٍ عام واضطرابات التمثيل الغذائي أيضاً، إلا أنه في الحقيقة لا بد من الحرص هنا على عدم تناول أي نوع من هذه المُكملات دون استشارة الطبيب واختصاصي التغذية؛ من أجل تلافي حدوث أي مشاكل صحية غير مرغوب بها.[٤]


الدراسة الثانية

في الآونة الأخيرة قامت العديد من الدراسات بتسليط الضوء على دور العديد من المركبات النشطة بيولوجياً المشتقة من الطعام كمُنظم ضد الأمراض المُزمنة المختلفة؛ ويعود السبب في ذلك إلى انخفاض سُميتها، فعلى عكس تلك الأدوية التي تتسبّب بآثارٍ جانبيةٍ شديدة، فقد وجدت الدراسات العلمية أن كل من الملفوف الأحمر والتوت الأزرق والزبيب وغيرها غنية بالمركبات الفينولية القوية، مثل مركب الأنثوسيانين الذي ارتبط بشكلٍ إيجابي بتقليل خطر الإصابة بالسمنة بشكلٍ عام والأمراض المُزمنة الأخرى المرتبطة بها؛ ليظهر هنا دور العلاجات الغذائية الجديدة المعتمدة على المكونات الغذائية التي تمتلك نشاطاً بيولوجياً كنوع من التدخلات المُحتملة ضد السمنة.[٥]

 فقد أجريت دراسة في هذا الصدد تمكّن الملفوف الأحمر من خلالها على خفض زيادة الوزن وخفض مستويات كل من البروتين الدهني منخفض الكثافة ومستويات الغليسيرول والكوليسترول عند الفئران التي تلقت نظام غذائي عالي المحتوى من الدهون، وفي الحقيقة لقد أظهرت الدراسات الأخرى في هذا المجال الآثار الجانبية التي يقدمها مركب الأنثوسيانين بالنسبة للتمثيل الغذائي وعوامل الالتهابات في النماذج الخلوية والحيوانية والبشرية، ولا يزال البحث مستمر من أجل الحصول على المزيد من الأدلة العلمية التي تثبت صحة تلك الفوائد الصحية.[٥]


الدراسة الثالثة

في هذه الدراسة تم التوجّه لدراسة تأثير عصير التفاح والملفوف المُخمّر بواسطة بكتيريا اللاكتوباسيلس بلانتاروم التي تم عزلها من مُخلل الكيمتشي في الحماية من السمنة وداء عُسر شُحيمات الدم التي يتسبب بها النظام الغذائي عالي المحتوى من الدهون في الفئران، فقد تم إطعام ذكور الفئران نظام غذائي معدّل عالي الدهون، وأخرى تم إطعامها نظام غذائي عالي المحتوى من الدهون يحتوي على عصير التفاح والملفوف غير المُخمر، والمجموعة المتبقية تم إطعامها نظام غذائي عالي المحتوى من الدهون يحتوي على عصير التفاح والملفوف المُخمر لمدة ثمانية أسابيع، فكانت النتائج كما يلي:[٦]

  • في المجموعة التي تناولت فيها الفئران نظام غذائي يحتوي على عصير التفاح والملفوف المُخمر، انخفضت لديها العديد من المؤشرات الحيوية والتي تضم كل من: وزن الجسم والدهون الثلاثية ومستويات الكوليسترول الكلي ومستويات الغلوكوز وهرمون اللبتين، بينما زادت مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة مقارنةً مع تلك المجموعة التي تناولت نظام غذائي عالي المحتوى من الدهون فقط.
  • كانت التأثيرات المضادة للسمنة والتي تضم انخفاض مستويات الدهون في الدم قد انخفضت بشكلٍ أكبر في المجموعة التي تناولت عصير التفاح والملفوف المُخمر مقارنةً مع تلك التي تناولت عصير التفاح والملفوف غير المُخمر.

وعليه وبناءًا على النتائج السابقة قد يكون لعصير التفاح والملفوف المُخمر آثاراً مفيدة تستهدف ضعف التمثيل الغذائي للدهون في الجسم والآثار السلبية الناجمة عن السمنة بشكلٍ عام، ومع ذلك، فإن هناك الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتحليل الآليات التنظيمية والبيوكيميائية لعصير التفاح والملفوف المُخمر؛ من أجل فهم كيفية تأثيره على السمنة وتوازنالتمثيل الغذائي للدهون بطريقةٍ أوضح، ولابد من التأكيد على ضرورة عدم تناول مثل هذه العصائر دون استشارة الطبيب واختصاصي التغذية؛ من أجل تلافي حدوث أي مضاعفات صحية.[٦]


محاذير استخدام الملفوف

سيتم الحديث هنا عن أهم المحاذير التي يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار عند استخدام الملفوف، في الحقيقة يُعد الملفوف من الأطعمة الآمنة على الأرجح عند استهلاكه بكميات معتدلة ضمن النظام الغذائي اليومي، ومن المُحتمل أيضاً أن يكون آمناً لمعظم الأشخاص عند تناوله بكميات طبية على المدى القصير،[٧] ومن خلال النقاط الآتية يمكن التعرف على أهم الحالات التي يجب مراعاتها عند استخدام الملفوف:

  • عند وضعه على الجلد: يُعدّ الملفوف آمناً لأغلب الأشخاص عند وضعه على الجلد على المدى القصير، وقد يكون هناك آثار سلبية عند استخدامه على الجلد فقد أبلغ بعض الأشخاص عن الشعور بالألم والحرقان عند تطبيق الملفوف على الجلد، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذا الأمر غير شائع الحدوث بشكلٍ عام.[٧]
  • الحمل والرضاعة: في الحقيقة لا توجد معلومات موثقّة كافية لمعرفة فيما إن كان الملفوف آمناً للاستخدام بالكميات الطبية الموصى بها خلال مرحلة الحمل، لذا يفضّل البقاء على الجانب الآمن والالتزام بتناوله ضمن الكمّيات المسموح بها لتلافي حدوث أية مضاعفات صحية.[٧]
  • التفاعلات الدوائية: يحتوي الملفوف على كمياتٍ كبيرةٍ منفيتامين K الذي يساعد في تجلّط الدم، لذا فإنّ تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الملفوف قد يتداخل مع الأدوية المستخدمة لتقليل خثورة الدم، ولكن في الحقيقة يمكن أن يساعد تناول كوبين من الملفوف الأخضر في توفير الكمية المطلوبة من فيتامين K دون إحداث آثارٍ سلبية.[٨]

المراجع

  1. "Cabbage", www.britannica.com, Retrieved 2020-07-26. Edited.
  2. "Abdominal obesity and your health", www.health.harvard.edu, Retrieved 2020-07-26. Edited.
  3. "The Health Risks of Abdominal Obesity", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Indole-3-carbinol prevents diet-induced obesity through modulation of multiple genes related to adipogenesis, thermogenesis or inflammation in the visceral adipose tissue of mice", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-26. Edited.
  5. ^ أ ب "Dietary Anthocyanins against Obesity and Inflammation", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  6. ^ أ ب "Effects of Cabbage-Apple Juice Fermented by Lactobacillus plantarum EM on Lipid Profile Improvement and Obesity Amelioration in Rats", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  7. ^ أ ب ت "CABBAGE", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  8. "Negative Effects of Cabbage", healthyeating.sfgate.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
5359 مشاهدة
للأعلى للسفل
×