فوائد تزكية النفس
اهتم الإسلام بالأخلاق وكمالها فحث على الالتزام بالأخلاق الحميدة، وربط -عليه الصلاة والسلام- تمام الإيمان بحسن الخلق وجعله معيار للتفضيل بين الناس، واهتمام الإسلام البالغ في الأخلاق لم يجعله بغفلة عن طبيعة السلوك الإنساني، فقد أقر القرآن الكريم عبر العديد من آياته أن الإنسان بطبعه خطاء، ومن هنا جاءت الحاجة إلى تزكية النفس، ومعرفة فوائدها وثمراتها، وهي على النحو التالي:[١]
- التزكية هدف عظيم في الدين الإسلامي: كما أنها موضوع دعوة الرسل ومهمتهم، وهذا ما أشار إليه قول موسى لفرعون: (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى).[٢]
- التزكية سبب لسعادة الإنسان وفلاحه في الدنيا والآخرة: فعندما يجاهد الإنسان نفسه التي تأمره بالسوء، ويسعى إلى تخليتها من الأخلاق المذمومة، وتحليتها بالأخلاق المحمودة، فإن ذلك يترتب عليه سعادته وفلاحه ونجاحه في الحياة الدنيا، ونجاته في الحياة الآخرة، وهذا ما أشار إليه قوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى).[٣]
- التزكية غاية العبادات: العبادات ليست غايتها فقط الظواهر، من ركوع وسجود في الصلاة، أو مجرد التلفظ بألفاظ معينة، أو إرهاق النفس بالصيام، إنما غاية العبادة ما يملأ النفس من إيمان وتجعل نفس الإنسان في مراتب عالية من الطهارة والنقاء، وقد بين الله -تعالى- في كتابه الكريم أن الصلاة عندما تملأ نفس الإنسان بالإيمان ستنعكس على سلوكياته الظاهرة فيتجنب جميع المنكرات.
- التزكية سبب لدخول الجنة والنجاة والوقاية من النار: وهذا ما أشار إليه -تعالى- في قوله: (جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى).[٤]
- التزكية سبب لطهارة القلب وصلاحه: التزكية محلها هو القلب، فإذا اعتلت القلوب ضلت معها البصائر، وتعذرت معها كل أسباب الفلاح، فيضل الإنسان، ويتخبط في عمله.
حكم تزكية النفس
تعددت آراء العلماء في حكم تزكية النفس، على النحو التالي:[٥]
- ذهب الغزالي إلى أن حكم تزكية النفس هو فرض عين على كل مسلم، واستدل على ذلك بحادثة شق الصدر، فكل إنسان بحسب الغزالي في قلبه نزعة من الشيطان، والله تعالى أزالها من صدر نبيه، ولكن بقيت عند الخلق، فتحتاج هذه النزعة إلى مجاهدة وتزكية.
- ذهب جمهور العلماء إلى أن حكم تزكية النفس هو فرض كفاية، فأصل الخلق السلامة، وكل إنسان يولد بفطرة سليمة.
وسائل تزكية النفس
هنالك العديد من الوسائل التي يمكن للشخص أن يستخدمها في تزكية النفس وتطهيرها، ومنها ما يأتي:[٦]
- تزكية النفس بإخلاص التوحيد لله -تعالى-: التزكية عند أهل الجماعة تكون بالتوحيد أولاً، لأن الشرك عند الفقهاء يعتبر من النجاسة المعنوي، فلا يدعو الإنسان غير الله، ولا يذبح لغير الله، ولا يحلف بغير الله، ولا يُعلق قلبه محبة وتوكلاً على غير الله.
- تزكية النفس بأداء الفرائض: ينبغي على العبد أن يبدأ طريق التزكية بأداء الفرائض على أتم وجه، لتنعكس أثار تلك العبادة إيجابياً على سلوكياته وأخلاقه.
- تزكية النفس بالاستزادة من النوافل: يطهر نفسه بالإكثار من نوافل الصلاة، ونوافل الصيام، ونوافل الحج والعمرة، ونوافل الصدقات، ونوافل الذكر والدعاء والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فالنوافل كانت هي السبب الموصل إلى محبة الله -عز وجل-.
المراجع
- ↑ علي بادحدح، كتاب دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 4-8. بتصرّف.
- ↑ سورة النازعات، آية:18
- ↑ سورة الأعلى، آية:14
- ↑ سورة طه، آية:76
- ↑ محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ أحمد فريد، كتاب دروس الشيخ أحمد فريد، صفحة 5-7. بتصرّف.