محتويات
تكفير الذنوب والآثام
ما هي الذنوب التي تُمحى جزاءً للصلاة على النبي؟
ورد في الأثر عن أبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنه- قال: "أصبحَ رَسولُ اللهِ يومَا طيِّبَ النَّفسِ، يُرَى في وجْهِه البِشْرُ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ! أصبَحتَ اليومَ طيِّبَ النَّفسِ، يُرَى في وجهِك البِشْرُ؟ قال: أجَل، أتاني آتٍ من ربِّي فقال: مَن صلَّى عليك من أُمَّتِكَ صلاةً؛ كتبَ اللهُ لهُ بها عَشرَ حسَناتٍ، ومحا عنهُ عَشرَ سَيِّئاتٍ"، [١][٢] فالصلاة على النبي هي سبب في تكفير الذنوب والآثام،[٣] وقد أمر الله - عزّ وجلّ- الملائكة أن يكتبوا عشر حسنات للعبد الذي يُصلي على رسول الله مرّة واحدة، وكذلك تُمحى عشر سيئات من صحائفه، فتُغفر أو تُغفل وكأنّها لم تكن، وهذا في الصغائر أمّا الكبائر فلا يمحوها إلّا التوبة.[٤]
رفع الدرجات
كم درجة يُرفع العبد إذا صلّى على رسول الله؟
يرفع الله تعالى العبد عشر درجات إذا صلّى على رسول الله صلاةً واحدة، وكلما أكثر الصلاة زاد في الدرجات رفعةً،[٣] فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى اللهُ عليه عشرَ صلواتٍ، وحطَّ عنه بها عشرَ سيئاتٍ، ورفعَه بها عشرَ درجاتٍ".[٥][٦]
امتثال أمر الله عزّ وجل
كيف تكون الصلاة على النبي امتثال لأمر الله؟
إنّ من فوائد الإكثار في الصلاة على النبي أنّها امتثال لأمر الله عزّ وجلّ، حيث قال في كتابه العزيز: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[٧][٨] والصلاة من الله تعالى رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن الناس دعاء، وقد أمر الله تعالى عباده بالصلاة على رسوله والسلام عليه بتحية الإسلام.[٩]
وسيلة للتقرب من النبي
ما الدليل على أنّ الصلاة على رسول الله تُقرب منه؟
إنّ الإكثار من الصلاة على النبي وسيلة للقرب منه يوم القيامة،[٣] والدليل قول رسول الله: "إنَّ أَوْلى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً".[١٠][١١]
سبب في دفع الهم والحزن
ما هو أثر تكرار الصلاة على النبي في انزياح الغموم وانكشاف الكُرب؟
إنّ الصلاة على النبي تُبعد الهموم والأحزان عن الإنسان، وتكفيه ما أهمه وأشغل باله، وبها تُقضى حوائجه ومطلوباته بإذن الله، فعن أُبي بن كعب - رضي الله عنه- قال: "قلْتُ يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال: إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ".[١٢][٨]
سبب في استجابة الدعاء
ما علاقة الدعاء بتكرار الصلاة على النبي؟
ورد في الأثر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "كلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حتى يُصلَّى على النبيِّ",[١٣][١٤] وروي عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه قال: "إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم"،[١٥] فكون الدعاء مختومًا بالصلاة على النبي أرجى للإجابة وأدعى للقبول،[٨] وورد أنّه تُقدّم على الدعاء فتصعد قبله إلى عند ربّ العالمين فيكون مستجابًا بإذن الله.[٣]
علامة من علامات الإيمان
كيف تكون الصلاة على النبي من علامات إيمان العبد؟
إنّ الصلاة على النبي من علامات الإيمان، لأنّها سبب في دوام محبّة العبد لرسول الله واستمرارها وزيادتها ومضاعفتها، وحب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- دليل على الإيمان وعُقدة من عُقدة، فعنأنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ"،[١٦] وقد جرت الطبيعة الإنسانية أنّه كلّما أكثر الإنسان من ذكر محبوبه واستحضاره في قلبه، والتفكّر في محاسنه وصفاته المستوجبة لحبّه زاد هذا الحب في قلبه، وتُضاعف الشوق إلى لُقياه، وكان أكثر طاعةً له وامتثالًا لأمره، وكذا تفعل الصلاة على النبي في نفس المؤمن إذا لازمها وحرص على تكرارها.[٣]
صلاة الله على من يصلّي على النبي
كيف يُصلّي الله تعالى على المصلّين على نبيّه الكريم؟
من الفوائد الجليلة التي يجنيها المسلم من صلاته على رسوله أنّ الله تعالى يُصلّي عليه، وهي سبب في رحمة الله له لأنّ صلاة الله على العبد تأتي بمعنى الرحمة أو شيء من لوازمها وموجباتها، ولا بدّ لمن صلّى على رسول الله أن يناله شيء من رحمة الله سبحانه وتعالى، وتكرار الصلاة على النبي تُبقي الثناء الحسن على المصلي من ربّه بين أهل السماء والأرض، لأنّ الذي يُصلّي على رسول الله يطلب من الله تعالى الثناء والتكريم للرسول، والجزاء من جنس العمل فيحصل المصلّي على شيء ممّا دعا به،[٣] والدليل على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صلى عَلَيَّ واحدةً، صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا".[١٧][١٤]
نيل شفاعة النبي
ما الدليل على أنّ تكرار الصلاة على النبيلة هي وسيلة في إدراك شفاعته في الآخرة؟
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صلى عَلَيَّ حين يُصْبِحُ عَشْرًا، وحين يُمْسِي عَشْرًا أَدْرَكَتْه شفاعتي يومَ القيامةِ"،[١٨][١٤] وقال أيضًا: "إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ"،[١٩][٢٠] فالصلاة على النبي هي سبب في إدراك شفاعته يوم القيامة سواءٌ قُرنت بالوسيلة أو أُفردت.[٣]
كما يمكنك التعرّف على فضل الصلاة على النبي بالاطلاع على هذا المقال: فضل الصلاة على النبي
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل، الصفحة أو الرقم:1661، حديث حسن لغيره.
- ↑ ابن القيم، كتاب جلاء الأفهام، صفحة 63. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ ابن القيم، كتاب جلاء الأفهام، صفحة 455-457. بتصرّف.
- ↑ الصنعاني، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 290. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1657، حديث صحيح.
- ↑ ابن القيم، كتاب جلاء الأفهام، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:56
- ^ أ ب ت أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 15-18. بتصرّف.
- ↑ الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري، صفحة 174. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:911، حديث أخرجه في صحيحه.
- ↑ ابن القيم، كتاب جلاء الأفهام، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:2457، حديث حسن صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2035، حديث حسن لشواهده.
- ^ أ ب ت محمد جميل زينو، كتاب مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 431-432. بتصرّف.
- ↑ ابن القيم، كتاب جلاء الأفهام، صفحة 134. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6358، حديث صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 8792، حديث حسن.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:384، حديث صحيح.
- ↑ ابن القيم، كتاب جلاء الأفهام، صفحة 372. بتصرّف.
