فوائد سورة الزلزلة
لقد احتوت سورة الزلزلة الجليلة على لطائف ونفحات قرآنيّة مباركة عديدة، ونذكر منها ما يأتي:[١]
- احتوت السورة على أدق آيتين في القرآن الكريم، يقول -سبحانه- فيهما: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).[٢]
- يُستحسن للمسلم أن يقوم بالأعمال الصالحة في أماكن مختلفة؛ حتى تشهد له بها يوم القيامة، وهذا ما دعت إليه الآية الكريمة يقول -سبحانه-: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا).[٣]
- يجب على المسلم ألّا يستهين بالخير الذي يعمله، وعليه أن يستكثر منه، ولا يتستصغر الشرّ الذي يرتكبه، وأن يحرص على تجنّبه، فهو لا يعلم بم يُشفع له يوم القيامة، فقد ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (الجَنَّةُ أقْرَبُ إلى أحَدِكُمْ مِن شِراكِ نَعْلِهِ، والنَّارُ مِثْلُ ذلكَ).[٤]
- إثبات رؤية النّاس لأعمالهم في الدنيا يوم القيامة، لا باختيارهم ورضاهم، إنّما رغماً عنهم؛ فليس هنالك أحد يحب أن يرى ما كان يعمل في الدنيا، يقول -سبحانه-: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ).[٥]
- إنّ المولى -سبحانه- يُحبُّ العبد التوّاب، الذي يُذنب ثم يستغفر الله -سبحانه-، جاء في الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لو أنَّكُمْ لا تُخْطِئونَ ولا تُذْنِبونَ لخلَقَ اللهُ تعالى أُمَّةً من بعدِكم يُخْطِئُونَ ويُذْنِبونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ).[٦][٧]
- سورة الزلزلة تٌعادل ربع القرآن الكريم، وقد حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على قراءتها، جاء في الحديث الضعيف: ("قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" رُبُعُ القُرآنِ، و"إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ" رُبُعُ القُرآنِ، و"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ" رُبُعُ القُرآنِ).[٨][٩]
- جاءت هذه السورة الكريمة بغرضٍ واضحٍ، فهي تُرغّب في عمل الخير، وتحذّر من أعمال الشر، وبذلك تتناسب مع سورة البينة التي أكّدت على أنّ المؤمنين هم خير البريّة، والكافرين هم شرها.[١٠]
- سورة الزلزلة تُعتبر هزّة قوية في قلب كل غافل؛ ليدرك أهمية موضوعها، ويستيقظ من غفلته قبل يوم الجزاء ووزن الأعمال.[١١]
التعريف بسورة الزلزلة
سورة الزلزلة سورة مكيّة، عدد آياتها ثمانية عند أصحاب العدد الكوفي، وتسعة عند أصحاب العدد المدني، وسمّيت بالزلزلة لافتتاح آياتها بقوله -سبحانه وتعالى-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا)،[١٢][١٣] ومن أسماء هذه السورة أيضاً: الزلزال؛ لأنّها تحدّثت عن حدوث الزلزال يوم القيامة، وإذا زلزلت؛ لأنّ الله -سبحانه- افتتح السورة الكريمة بها.[١٤]
موضوعات سورة الزلزلة
لقد تحدّثت سورة الزلزلة عن موضوعات دقيقة، نلخّصها بما يأتي:[١٥]
- بيان بعض مشاهد يوم القيامة؛ حدوث الزلزال القوي، والاضطراب العنيف للأرض، وتصوير المشهد بدقّة متناهية، فتُبيّن دمار كل ما على الأرض، وإخراج كل ما في داخلها، من موتى وقبور، وبراكين، يقول -سبحانه-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا* وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا).[١٦]
- إظهار عمل الإنسان في الدنيا وعرضه عليه يوم القيامة، يقول -سبحانه-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).[٢]
- انقسام الناس يوم القيامة بين: مؤمنٍ وكافرٍ، وبين مستحقٍ للثواب ومستحقٍ للعقاب، وبين سعيدٍ وشقي، وبين ذاهبٍ إلى الجنّة، وهاوٍ إلى النّار، وكل ذلك نتيجة أعمالهم في الدنيا، يقول -سبحانه-: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ).[١٧]
المراجع
- ↑ عادل خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 314-315. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة الزلزلة، آية:7-8
- ↑ سورة الزلزلة، آية:4
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6488، صحيح.
- ↑ سورة الزلزلة، آية:6
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:144، رجاله رجال الصحيح لكن فيه حيي بن عبد الله المعافري وثقه ابن معين وغيره .
- ↑ الشوكاني، فتح القدير، صفحة 586. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:12488، إسناده ضعيف.
- ↑ أحمد الساعاتي، الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، صفحة 332. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 97. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6632. بتصرّف.
- ↑ سورة الزلزلة، آية:1
- ↑ الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 535. بتصرّف.
- ↑ عادل خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 314 . بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب التفسير المنير، صفحة 356. بتصرّف.
- ↑ سورة الزلزلة، آية:1-2
- ↑ سورة الزلزلة، آية:6