محتويات
فائدة سورة الضحى
لا يوجد حديث ثابت أو دليل شرعي صحيح يدل على أن لسورة الضحى تحديدًا فائدة مخصوصة، فالبعض قد يقول إنها تحمي الأشياء من الضياع ونحوه، وهذا كله لم يرد فيه ما يثبته، ويكفينا علمًا بفوائد القرآن بشكل عام وأنها من القرآن الكريم.[١]
التعريف بسورة الضحى
قال -تعالى-: (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى* وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى* وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى* أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى* فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[٢]
سورة الضحى سورة مكية وعدد آياتها 11، وهي تتناول المنن التي امتن الله -تعالى- بها على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ومنها أنه سيعطيه حتى يرضى، ومنها أنه سبحانه آواه عند عمه بعد أن كان يتيمًا، وأرشده إلى طريق الهداية والتوحيد.[٣]
سبب نزول سورة الضحى
من الأحاديث الصحيحة الواردة في صحيح البخاري عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه-: (اشْتَكَى رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثًا-، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقالَتْ: يا مُحَمَّدُ، إنِّي لَأَرْجُو أنْ يَكونَ شيطَانُكَ قدْ تَرَكَكَ، لَمْ أرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثَةٍ- فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).[٤]
وقد اجتهد المشركون في إيذاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يفوتوا فرصة أبدًا، وفي هذا الحديث يبين لنا الراوي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مرض فلم يقم الليل ليلتين أو ثلاًثًا، فقالت له زوجة أبي لهب متهكمة: أرجو أن يكون شيطانك قد تركك.
ثم أنزل الله -تعالى- هذه الآيات، والضحى هو وقت ارتفاع الشمس بعد إشراقها، وهو وقت النشاط والحركة، أو قد يراد به طول النهار، لأنّه في مقابل الآية: (وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)،[٥]والمعنى المراد من قوله -تعالى-: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)؛[٦]أي ما قطعك ربك قطع المودع وما أبغضك.[٧]
لطائف ولمسات بيانية في سورة الضحى
هذه السورة المشرقة فيها الكثير من اللطائف واللمسات التي تلامس القلب والعقل:[٨]
- ابتدأت هذه السورة بآيتين كونيتين عظيمتين
لهما اتصال وثيق بما في هذه السورة من خصائص ومنن، فهذه السورة جاءت تُبيّن أن عدم اتصال الوحي لا يعني بحال من الأحوال أنّ الله قد ودّع نبيه -صلى الله عليه وسلم- أو أبغضه، كما أنّ عدم اتصال شروق الشمس لا يعني أنها لن تشرق مرة أخرى، بل في الليل سكن وراحة واستجماع قوىً لشروق جديد.
- في الآية الكريمة: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).[٦]
أضاف الله -تعالى- كاف الخطاب للأولى ولم يضفها للثانية؛ لأنّ الحبيب قد يودع حبيبه لكنه لا يبغضه، على الرغم بأنه سبحانه لم يودع نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولم يبغضه.
- الله -سبحانه وتعالى- لم يترك نبيه -صلى الله عليه وسلم- منذ اعتنى به
ولا يزال يتعاهده بالعناية والرعاية والحماية حتى تمامها وكمالها حتى يرضى -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى).[٩]
المراجع
- ↑ "لا يثبت حديث في فضل سورة الضحى"، إسلام ويب، 27/11/2002، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الضحى، آية:1-11
- ↑ "سورة الضحى كاملة"، موقع الشيخ خالد السبت، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن جندي، الصفحة أو الرقم:4950، صحيح.
- ↑ سورة الضحى، آية:2
- ^ أ ب سورة الضحى، آية:3
- ↑ "شرح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
- ↑ أحمد زواوي، شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 244-245. بتصرّف.
- ↑ سورة الضحى، آية:5