فوائد سورة العصر

كتابة:
فوائد سورة العصر


فوائد سورة العصر

إنّ لتلاوة سورة العصر المباركة وتدبّر معانيها وتطبيق أحكامها في حياة المسلم والمجتمع المسلم فوائد جمّة، وقد دعا ذلك الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- ليقول عن فضلها: "لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم"؛ لعظمتها واتساع معانيها،[١] ونذكر كلّ آية ونستنبط بعض الفوائد لكل منها فيما يأتي:[٢]

  • (وَالْعَصْرِ)[٣]

تبرز هذه الآية الكريمة أهمية الزمن "العصر"، ولأهميته أقسم به الله -سبحانه وتعالى-، وكان الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- لا يتفرّقون بعد اجتماعٍ إلا ويقرأ أحدهم على الآخر سورة العصر؛ ففي الحديث: (كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: " وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ").[٤]

  • (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)[٥]

تبين هذه الآية الكريمة أن الإنسان خاسر لا محالة إلا إذا تمثّل الآية التالية وطبقها.

  • (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر):[٦]
    • إن الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر هو سبيل النجاة من الخسران المحقّق الذي حكمت به الآية السابقة على الإنسان.
    • تبرز صيغ الجمع المذكورة في الآية الكريمة "آمنوا، عملوا، تواصوا" أهمية الاجتماع بين المؤمنين على الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
    • إن الاجتماع على الإيمان والقيام بالحق والسعي لإيجاده في واقع الحياة سيؤدي إلى الابتلاء لا محالة، وهذا ما حصل في حياة جميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والمصلحين السائرين على نهجهم، ولذلك لا بد من التحلي بالصبر والتواصي به بين القائمين على الحق.
    • الأمة المسلمة أمة مترابطة متراصة تتواصى -أي يذكِّر بعضها بعضًا ويحث بعضهم بعضًا- بالحق والخير، ويدعو فيها الناس بعضهم للصبر على القيام بواجب الحق الذي يحملونه.[١]

التعريف بسورة العصر

سورة العصر من السور المكِيّة، عدد آياتها ثلاث آيات، وعدد كلماتها أَربع عشرة كلمة، وعدد حروفها ثمان وستون حرفًا، وقد سمّيت بـ "العصر"، وسمّيت كذلك بـ "والعصر" لافتتاحها بذلك، وهي من السور المحكمة التي لا تُشكل معانيها على القارئ، وليست من المتشابهة التي تختلف فيها الآراء وتتعدّد.[٧]

وقد نزلت السورة المباركة بعد سورة الشرح وقبل سورة العاديات، وهي من أقصر سور القرآن الكريم من حيث عدد الآيات، وهي تشترك بذلك مع سورة الكوثر وسورة النصر.[٨]

ومن طرائف ما دار حولها: أنّ مسيلمة الكذاب أراد أن يحاكيها بعد أن سمعها من عمرو بن العاص، فقال: وأنا أُنزل علي مثلها، فقال: "يا وبر يا وبر، وإنما أنت أذنان وصدر، وسائرك حفر نقر"، ثم سأل عمرو عن رأيه فرد عليه: "والله لتعلم أني أعلم أنك تكذب".[٩]

مقاصد سورة العصر

اشتملت السورة الكريمة على مجموعة من المقاصد والأغراض، نذكر منها ما يأتي:[٨]

  • تُثبت أنّ أهل الشرك ومن سار على نهجهم ممّن بلغهم الإسلام ولم يتبعوا هديه، أو من المسلمين العصاة خاسرون خسرانًا شديدًا.
  • تُثبت نجاة وفوز أهل الإيمان والعمل الصالح والداعين للحق والداعين للصبر.
  • تُبيّنأهمية الصبر والتواصي به.


المراجع

  1. ^ أ ب سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام ، صفحة 6670، جزء 11. بتصرّف.
  2. عادل محمد خليل (2017)، أول مرة أتدبر القرآن (الطبعة 13)، الكويت:شركة إس بي ، صفحة 322-323. بتصرّف.
  3. سورة العصر، آية:1
  4. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو مدينة الدارمي، الصفحة أو الرقم:2648.
  5. سورة العصر، آية:2
  6. سورة العصر، آية:3
  7. الفيروزآبادى، صائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 542، جزء 1. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 627، جزء 30. بتصرّف.
  9. الزحيلي (1991)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دمشق:دار الفكر ، صفحة 891، جزء 30. بتصرّف.
4847 مشاهدة
للأعلى للسفل
×