فوائد صيام يوم عرفة

كتابة:
فوائد صيام يوم عرفة

فضل صيام يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة،[١] وهو يوم عظيم عند المسلمين، فهو يومٌ تكثر في الأجور، وتُضاعف الحسنات، وتُستجاب الدعوات، وهو يوم العتق من النار، وقد ثبت في فضله وفضل صيامه العديد من النصوص الشرعية الصحيحة، وفيما يأتي بيان فضل صيام يوم عرفة:

الفضائل الخاصة المتعلقة بصيام عرفة

صيام يوم عرفة سبب لتكفير الذنوب والخطايا، فقد بيّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ صيامه يكفّر ذنوب السنة الماضية والقادمة، فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).[٢][٣]

ومعلومٌ أيضاً أنّ للصائم دعوة لا تردّ، فكيف إذا كان الدعاء في يوم عرفة الذي يلهج فيه المسلمون بحاجاتهم إلى الله متضرّعين إليه يسألونه من فضله؟ وهو اليوم الذي قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدعاء فيه: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ).[٤]

كما أنّ المسلم بصيامه ليوم عرفة يقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يصوم هذا اليوم مع باقي أيام ذي الحجّة، ففي الحديث: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يصومُ تِسعَ ذي الحِجَّةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ: أوَّلُ اثنين من الشَّهرِ، والخميس).[٥][٦]

الفضائل العامة المتعلّقة بالصيام

هنيئاً للصائمين بالأجر العظيم والثواب الجزيل! حيث إنّ ممّا ثبت في فضل عبادة الصيام ما يأتي:

  • قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من صام يوماً في سبيل الله، بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً).[٧]
  • عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أخبر عن ربه -سبحانه-: (يقول الله -عز وجل-: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).[٨]
  • صيام يوم عرفة من صيام التطوع، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).[٩]
  • صيام التطوع يُجبَر به التقصير في صيام الفرض، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن وجدت تامة كتبت تامة، وإن كان انتقص منها شيء. قال: انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ما ضيع من فريضة من تطوعه، ثم سائر الأعمال تجري على حسب ذلك).[١٠][١١]

فضائل يوم عرفة

ثبت في فضل العمل الصالح في يوم عرفة أحاديث عدّة، ومن أبرزها ما يأتي:[١٢]

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).[١٣]
  • قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحِينَ جاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يرَوْا عذابي فلم يُرَ يومٌ أكثرُ عِتْقًا مِن النَّارِ مِن يومِ عرفةَ)،[١٤] فيوم عرفة يوم يعتق فيه جمع كثير من المسلمين من نار جهنّم، ويُباهي الله فيه بعباده أمام الملائكة.[١٢]

حكم صيام يوم عرفة للحاج

يجدر بالذكر أنّ صيام هذا اليوم مستحب لغير الحاج، ومكروه للحاجّ لما فيه من المشقّة والتعب عليه، وحتى يقوى على الطاعة والعبادة،[١٥] ومما يدل على ذلك ما ثبت عن لبابة بنت الحارث -رضي الله عنها أنّها قالت: (شَكَّ النَّاسُ في صِيَامِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَرَفَةَ، فأرْسَلْتُ إلَيْهِ بإنَاءٍ فيه لَبَنٌ فَشَرِبَ).[١٦]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  3. فيض القدير، المناوي، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسّنه الألباني.
  5. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن بعض أزواج النبي، الصفحة أو الرقم:2437، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  6. أحمد الساعاتي، الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (الطبعة 2)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 234، جزء 10. بتصرّف.
  7. رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2840، حديث صحيح.
  8. رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7492، حديث صحيح.
  9. رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، حديث صحيح.
  10. رواه أحمد النسائي، في سنن النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:466، حديث صحيح.
  11. محمد الشنقيطي (1425)، شرح سنن النسائي (الطبعة 1)، صفحة 1044، جزء 4. بتصرّف.
  12. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 315-316، جزء 45.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1348، صحيح.
  14. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:3853، أخرجه في صحيحه.
  15. كمال السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر:المكتبة التوفيقية، صفحة 137، جزء 2. بتصرّف.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن لبابة بنت الحارث أم الفضل، الصفحة أو الرقم:5604، صحيح.
5351 مشاهدة
للأعلى للسفل
×