محتويات
قصب السكر
ينتمي نبات قصب السكر إلى فصيلة النباتات العشبية، وهو ذو سيقان طويلة تُزرَع في فصل الخريف في المناطق المدارية من العالم لتنبت في فصل الربيع دون الحاجة إلى الريّ، ويصل طول هذه السيقان عند بلوغها مرحلة النضج إلى طول أخشاب الخيزران، ويُستخرَج منها عصير شهيّ، ويشار إلى أنّ مناطق فلوريدا وتكساس ولويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية تُشتهَر بزراعة هذا النبات لأغراض تجارية.[١]
يُحضّر العصير من خلال أخذ سيقان القصب وتنظيفها بفرشاة وماء دافئ من الأوساخ العالقة بها، ومن ثمّ تقطيعها بالساطور الحادّ أجزاء صغيرة، وإعادة قطع كلّ جزء من الأجزاء الصغيرة نصفين، وتُجرى عملية التقطيع هذه منزليًّا للكميات القليلة منه، أمّا الكميّات الكبيرة المزروعة لأغراض تجارية فإنّها تُقطّع باستخدام مكابس ثقيلة، ويتبع هذه العملية غلي السيقان المقطّعة لوقت يصل حتى ساعتين، وتحديدًا عندما يكتسب الماء نكهة القصب الخامّ، إذ يُعدّ جاهزًا للشرب في شكل عصير، ويدلّ اللون البُنّي الذي يظهر على السائل إلى استخراج السكر منه، وغالبًا ما يُصفّى للتخلّص من القطع الليفية التي قد تتركها قطع القصب.[١] ويُحصَل على شراب قصب السكر كثيف القوام بمجرد الغلي لمدة ساعتين، لكنْ قد يرغب بعضهم بشربه سائلًا وقليل الكثافة، ولا يتطلّب الحصول على هذا الشكل من الشراب إلّا رفع القصب عن النار بوقت سابق للساعتين، مع التأكد من كثافته وجاهزيّته للشرب من خلال وضع ملعقة فيه وهو يغلي، ويعبَّأ العصير الجاهز في قوارير وتُبرّد وتُحفَظ في مكان جافّ وبارد.[١]
فوائد عصير القصب
يحتوي عصير قصب السكر على الكثير من المواد الغذائية التي تشمل: الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والكربوهيدرات، بالإضافة إلى محتواه من المركبات الكيماوية النباتية، كما يحتوي على مركب الإيثانول الذي يوفّر نسبة الثلث من الطاقة الموجودة في العصير، بالإضافة إلى مكوّناته من السيليلوز، واللجنين، والهيمسلولوز.[٢] ويحتوي هذا المشروب على عناصر المغنيسيوم، والحديد، والكالسيوم، مما يجعله خيارًا رائعًا لتجنّب حالات الجفاف، كما أنّه مفيد للشرب في حالات الإصابة بنزلات البرد، وارتفاع درجات الحرارة، ويُنسَب الفضل في هذه الفوائد إلى قدرة هذا النبات على زيادة مستويات البروتين في الجسم، ويفيد محتوى المنتج من مضادات الأكسدة في تحسين عمل جهاز المناعة، والحدّ من الإصابة بالالتهابات، ومن جانبٍ آخر، فإنّه يُعدّ شرابًا مفيدًا للمصابين بأمراض الكلى، والمسالك البولية؛ ذلك لأنّه يزيد من إدرار البول، كما أنّ له فوائد أخرى في علاج الإمساك، وتنظيم حركات الأمعاء، بالإضافة إلى أنّه شراب رائع للمصابين بمرض السكري؛ ذلك لأنّه يقلل من مستويات السكر في الدم.[٣] يفيد استهلاك هذا المشروب صيفًا في ترطيب الجسم، وهو غني بالمعادن التي تفيد في التخلّص من رائحة الفم المزعجة، وتسوّس الأسنان، كما أنّ له خصائص قلوية تفيد في علاج حموضة وحرقة المعدة، -ومن جانبه- فإنّ القدماء قد استخدموه في علاج أمراض الكبد، وبالفعل فقد أكّد العلم الحديث خاصيّته في تعزيز وظائف الكبد، ذلك من خلال توفير البروتينات اللازمة لتسريع الشفاء من مشكلات الكبد، ويُذكر أنّه كان يُستخدَم في صورة علاج لمرض اليرقان الناتج من زيادة مستوى مادة البيليروبين في سوائل الجسم، مما يسبب اصفرارًا في لون الجلد والأغشية،[٣] ومن منحىً آخر، فمن المفيد للنساء الحوامل اللواتي يعانين من غثيان الصباح استهلاك مشروب قصب السكر المخلوط بالزنجبيل.[٤]
القيمة الغذائية لعصير القصب
يحتوي قصب السكر على الكثير من العناصر الغذائية المفيدة للجسم؛ كالمعادن، وفيتامينات أ، وهو غني جدًّا بالسكر الذي يمدّ الجسم بالسعرات الحرارية، إذ تحتوي كلّ 8 وحدات من العصير على 100 سعرة حرارية، ويشار إلى أهمية ضبط كميّات استهلاك هذا المشروب، فقد تتسبب السعرات الموجودة فيه في زيادة الأشخاص 10 كيلو غرامات سنويًّا، وتنصح جمعية القلب الأمريكية بعدم زيادة الكميات اليومية من السكر المضاف إلى الأطعمة على 6 ملاعق صغيرة للنساء؛ أي بما يعادل 24 غرامًا، و9 ملاعق للرجال، وتحديدًا بما يساوي 36 غرامًا.[٤]
يتكوّن قصب السكر من الألياف بنسبة 10-15% من الألياف، و13-15% من السكروز، و70-75% من الماء، ويحتوي العصير على الكثير من المُغذّيات الغنية التي تشمل: فيتامينات ب المركبة، وفيتامين هـ، وفيتامين ج، كما يوجد في هذا المنتج المزيد من العناصر الغذائية؛ مثل: البوتاسيوم، والفسفور.[٤] وتحتوي كلّ 28.35 غرامًا من عصير القصب على 111. 43 سعرة حرارية، بالإضافة إلى المزيد من القيم الغذائية الموضّحة أدناه:[٥]
- 0.09 ميلغرام من المنغنيز.
- 162.86 ميلغرامًا من البوتاسيوم.
- 2.49 ميلغرام من المغنيسيوم.
- 0.01 ميلغرام من الفسفور.
- 0.20 ميلغرامًا من النياسين.
- 32.57 ميلغرامًا من الكالسيوم.
- 0.57 ميلغرامًا من الحديد.
- 27.40 غرامًا من الكربوهيدرات.
- 25.71 غرامًا من السكر.
- 0.19 غرامًا من الماء.
تاريخ زراعة قصب السكر
يرجع تاريخ زراعة هذا النبات إلى مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا، ورغم ذلك، فهو منتشر بكثرة في سائر البلدان، إذ تُزرع سيقانه في 90 دولة أوّلها الهند، التي تُعدّ المنتِج الأسبق في تاريخ زراعة القصب، وانتشرت زراعته فيها منذ 1400 إلى 1000 قبل الميلاد، ويشار إلى تفوّق البرازيل في إنتاجه على المستوى العالمي، إذ تُضغط السيقان وتُعصَر ليُستخرج منها العصير الذي يشكّل مادة أولية في صناعة منتجات السكر البني، وقصب السكر، وقصب الجيجري، والدبس.[٤] كما ذاع صيته في بلاد المغرب خلال القرن الثامن، لكنّ أهل هذه البلاد قد غيّروا الطريقة المعتادة في معالجته، واستخدامه في تصنيع السكر، وانتشرت المنتجات المصنّعة منه واختلفت في أحجامها، وأنواعها، وألوانها.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت Andrew Carberry (3-5-2019), "How to Plant Sugar Cane"، www.wikihow.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ SaniaArif, AaminaBatool, WahabNazir, &others (2019), "8 - Physiochemical Characteristics Nutritional Properties and Health Benefits of Sugarcane Juice"، www.sciencedirect.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Kriti Malik (23-8-2018), "6Health Benefits of Sugarcane Juice: A Promise of Good Health"، www.food.ndtv.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Andrea Boldt (5-8-2019), "The Nutrition of Sugarcane Juice"، www.livestrong.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sugarcane Juice Nutrition", www.nutrition.indobase.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.