محتويات
المرأة العاملة
العمل هو كل مجهود يبذله الإنسان ليعود عليه بالمال، وذلك بغض النظر عن ما له من مضاعفات إنسانيّة أو نفسيّة، فالمال هو هدف أساسي في الحياة، وذلك التعريف هو من المنظور الحضاري العام، وفيما يتعلق بالمرأة العاملة على وجه الخصوص فهي التي تعمل عملًا ثانيًا إضافةً للعمل الذي تقوم به في منزلها فلديها واجبين، أحدهما هو في بيتها ومع زوجها وأولادها، وثانيهما في العمل الذي تكسب منها المال، فقد يأتي ذلك عليها بالآثار السلبية من التقصير أو عدم الاستقرار في منزلها، ولكنّ عمل المرأة خارجًا أصبح سهلًا بوجود وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تساعدها على الأعمال المنزلية بشكلٍ أسرع، فالمرأة العاملة اختارت أن تكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع إضافةً لمهمتها العظمى كأمٍّ وزوجة، وهي تعلم تمامًا أنّ هذا الدور قد يتطلب منها جهدًا مضاعفًا، وعليها أن تثبت أنّها قادرة على القيام بأكثر من دور في المجتمع، وسيتم التعرّف على فوائد عمل المرأة الاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية.[١]
فوائد عمل المرأة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والنفسية
لا بدّ من توضيح الفوائد من عمل المرأة سواءً من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو التربوية أو النفسية، فذلك قد يشغل تفكير أيّ امرأة مقبلة على العمل بجانب ما تقوم به من عملها في وظيفتها الأساسيةّ كأمّ وزوجة، وهذه الفوائد كالآتي:
فوائد عمل المرأة الاقتصادية
من الفوائد الاقتصادية لعمل المرأة هي أنّ عملها هو تطبيق لحقوقها في المساواة مع الرجل في كسب المال، ويشمل ذلك قدرتها والسماح لها بالوصول إلى سوق الأعمال، والحصول على عمل جيد ويليق بها، وذلك يزيد من قدرتها على المشاركة في صنع القرار الاقتصادي على جميع الأصعدة بدايةً من الأسرة وحتّى المؤسسات والمحافل الدولية، كما أنّ عمل النساء من شأنه أن يزيد من مستوى التنمية الاقتصادية لأيّ بلد فينتهي الفقر ويعمّ الأمن الغذائي، فعمل المزيد من النساء يزيد الإنتاجية مما يؤثر بالإيجاب على الواقع الاقتصادي العام، ويأتي التحصيل العلمي للنساء في المقدمة قبل العمل، فكلما كان تحصيل المرأة العلمي أعلى كلما استطاعت أن تشارك في سوق العمل والاقتصاد أكثر، كما أنّ عمل المرأة في الأعمال التجارية في الشركات الكبرى يزيد الفعالية والنمو الاقتصادي في هذه الشركات خاصّة إذا ما كانت هذه المرأة ذات صفات قيادية وسُلمت مناصب قيادية وإدارية، وكانت تحمل الشهادات العلمية والخبرات، فكثير من الدراسات الميدانيّة في سوق العمل تشير إلى أنّ الشركات التي تضم في فريقها ثلاث نساء على الأقل وتسلمهنّ مراكز إداريّة فذلك سيحقق لها درجات أعلى من الإنتاج لهذه الشركات وسيكون الأداء التنظيمي فيها أعلى، فإذا ما تمّ منع النساء بطريقة أو بأخرى من المشاركة في العمل فذلك سيؤثّر سلبًا على أيّ بلد وسيخسر فرصة استغلال هذه الطاقات الكامنة التي تحملها النساء، وهذا أحد الأسباب التي تؤدي إلى تراجع الدول الناميّة وهي منع النساء من العمل.[٢]
فوائد عمل المرأة الاجتماعية
وفي الحديث عن فوائد عمل المرأة على الصعيد الاجتماعي فإنّ عمل المرأة خارج منظومة الأسرة وتربية الاطفال هو تطبيق عمليّ لحقها في المشاركة في الحياة الاجتماعية وحياة الأعمال المختلفة، وهذا لا يلغي دورها الأساسي في التربيّة أو واجباتها كزوجة وربّة منزل، بل على العكس فإنّ عمل المرأة يعيد لها الثقة بنفسها أمام أفراد المجتمع فتصبح عنصرًا فاعلًا فيه، وعلى الكثير من الأصعدة في آنٍ معًا، وقد ناضلت الكثير من النساء للحصول على حقهنّ في العدالة الاجتماعية أمام الرجل، فكان الرجل على الدوام مفضلًا في كلّ شيء على المرأة، ومن ذلك تفضيله في قطاعات العمل المختلفة، وكان لهذا التحيّز الجنسي الدور الابرز في ممارسة التمييز العنصري ضدّ المرأة ولذلك كافحت المنظمات الحقوقية التي تهتم بالنساء لأنّ يتم تكليف اختصاصين اجتماعين ليقوموا بتقييم المتقدمين لهذه الوظائف من رجال أو نساء واختيار الأفضل بإنصاف وعدالة، فذلك من شأنه أن يؤمن الاستقرار في المجتمع، ويعطي كلّ ذي حقٍّ حقه، كما يصبح المجتمع أكثر تحضرًا ومواكبةً للعصر، ولإضافة لذلك فإنّ المجتمع العادل الذي يتفهم قدرات النساء العالية على العمل هو مجتمع متوازن ومتماسك الأطراف، ومجتمع صلب أمام أيّ تحديات قد تعترض طريقه سياسيًا أو اقتصاديًا.[٣]
فوائد عمل المرأة التربوية
أثير نقاش وجدل طويلان حول طبيعة الدور الذي يجب أن تؤديه المرأة في المجتمع من حيث ترتيب أولويات هذا الدور، وفيما يخصّ المجتمعات العربيّة بشكل خاصّ، فما زال عمل المرأة خارج منزلها أو سعيها وراء بناء مستقبلها المهني هو أمر غير مرغوب فيه بشكلٍ كبير وذلك بحجة تقصيرها في دورها داخل المنزل من تربية ورعاية ابنائها أو تقصيرها في واجباتها الزوجية بسبب هذا العمل، وعليه انقسم الفرقاء بين مؤيدٍ لهذا العمل ومعارضٍ له، وكلّ منهم يستعرض أدلته التي تدفعه للتأييد أو المعارضة، وككل القضايا التي تسبب جدلًا في المجتمع لا يمكن حسمها بكلمة واحدة أو برأي قاطع، ومما لا شكّ فيه هو وجود فوائد على جميع الأصعدة تأتي من عمل المرأة وبخاصّة على الصعيد التربوي، ومن أهم هذه الفوائد هي أنّ أطفال المرأة العاملة يكونون أكثر ذكاءً ونجاحًا واستقلاليّة في الغالب من الأطفال الآخرين، وذلك وفقًا لدراسة أجريت فيجامعة هارفارد الأمريكية على 24 دولة في أنحاء العالم، أوضحت هذه الدراسة أنّ عمل المرأة يشجع أطفالها على أن يكونوا أكثر اهتمامًا وحرصًا ولطفًا واستقلالية من غيرهم، كما أنّ هؤلاء الأطفال هم الاكثر حظًّا و قدرةً في الحصول على وظائف في المستقبل، كما جاء في بعض الدراسات الأخرى أنّه هناك آثار لعمل المرأة على تحصيل أطفالها الدراسي والعلمي، وكانت نتائج تلك الدراسات أنّه هناك علاقة وثيقة وإيجابيّة بين التحصيلات العلمية العالية للأطفال في المدرسة وبين عمل أمهاتهم خارج المنزل، فقد تستطيع هذه الأم أن تجني مالًا أكثر بسبب عملها وهذا من شأنه أن يرفع مستوى المدارس التي يدرس فيها أبناؤها والوسط الذي يعيشون فيه، وعلى ذلك يمكن الاستنتاج أن لعمل المرأة خارج المنزل فوائد كثيرة تعود على الأطفال في التربية والتعليم، وهذا ما يجعل منهم في المستقبل أشخاصًا أكثر قدرة على تحمّل أعباء الحياة ومسؤولياتها، كما يساعد وجود الأم خارج المنزل لوقت أطول من المعتاد على تحمّل الفتيات من الأبناء أعباء المنزل عن الأم، وذلك يساعد على تعلّم الفتاة جميع الأعمال المنزلية من التنظيف والترتيب والطبخ، فتكتسب الخبرة الكبيرة مما يجعل منها أمًّا صالحة في المستقبل، كما يساعد عمل المرأة خارج المنزل على تعليم الأطفال احترامالوقت وينظم مواعيد اجتماع الأسرة على الطعام أو غيرها، فتنشأ أسرة جيدة وتقدّر قيمة جهد الآخرين وتعبهم وخاصّة الوالدين.[٤]
فوائد عمل المرأة النفسية
لا شكّ من وجود العديد من الفوائد النفسية التي تعود على المرأة من عملها خارج المنزل ودخولها في أسواق الأعمال التجارية والشركات الكبرى أو عملها في القطاعات التي تخصّ الإنسان كالطبّ أو التعليم، أو عملها في الوظائف الحكومية أو حتّى استلامها لمناصب عليا وقيادية في الدولة، فالعمل يوفر للمرأة فرصًا كبيرة لتشكيل الصداقات مع الأشخاص الذين يشاركونها الهوايات والاهتمامات ذاتها، وهذا ما يجعل من حالتها النفسية أفضل كما يؤمن لها الراحة بوجود هؤلاء الأصدقاء، كما أنّ عمل المرأة يؤمن لها الشعور بالاستقرار إذا كان عملًا جيدًا فهو يجعل منها إنسانة مستقرّة ماديًا ومتوازنة نفسيًا ويقيها من الإصابة بالاكتئاب بسبب العجز المادي، ويساعد عمل المرأة في حفاظها على الإيجابية في الحياة ويعزز قيمتها الذاتية وهويتها، فعندما تكون المرأة عاملة فإنّها ستصبح امرأة ذات حضور وخبرة وثقة بالنفس ولن تخجل من ضعفها أو قلة انتاجيتها في الحياة أمام من هم على سلم الإنتاج، فتصبح عنصرًا له كلمته ورأيه في المجتمع، ومن الفوائد النفسية ايضًا التي يوفرها عمل المرأة أنّه سيوفر لها القدرة على أن تمارس وتستمتع بالنشاطات التي تحبّها في الحياة، وذلك بسبب وجود المال الكافي لهذه النشاطات، والذي جاء من عملها المستقلّ، ويساعد عمل المرأة أيضًا على فهمها للآخرين كما يساعدها على فهم نفسها فالاحتكاك المستمر بالناس والمواقف التي تحدث من الاختلاط معهم تولد الخبرة في التعامل مع النفوس البشرية كما تُعرّف الإنسان بنفسه أكثر، كلّ ذلك يؤدي لنتيجة مهمّة ان عمل المرأة هو الدواء الأول لمشاكلها النفسية التي قد تأتي من خوفها من المجتمع أو من قلة وجود المال بين يديها، أو عدم استقرارها النفسي وانعزالها وشعورها بالوحدة نتيجة قلة اختلاطها بالآخرين.[٥]
المراجع
- ↑ "المرأة العاملة المتوازنة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "Facts and Figures: Economic Empowerment", www.unwomen.org, Retrieved 2020-05-26. Edited.
- ↑ "Womens Issues", www.socialworkers.org, Retrieved 2020-05-26. Edited.
- ↑ "عمل المرأة.. هل يجعل أطفالها أكثر نجاحاً واستقلالية أم العكس"، alkhaleejonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "What Psychological Benefits Do You Get From Work", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-05-26. Edited.