محتويات
الأنظمة الغذائية
اكتسب النظام الغذائي النباتي شعبيةً واسعةً حول العالم خلال السنوات الأخيرة، وازداد عدد الأشخاص النباتيين بصورة ملحوظة، وتختلف الأسباب بين الأفراد التي تجعلهم يتبعون هذا النظام الغذائي، فبعضهم يتّبنون الأفكار الأخلاقية والبيئية والدينية لاستبعاد اللحوم من أنظمتهم الغذائية، وتتعلّق أفكارهم بحقوق الحيوان، والمخاوف البيئية المتنوعة، والبعض الآخر يتبع النظام الغذائي النباتي للحصول على الفوائد الصحية المتنوعة.
النظام الغذائي النباتي الصحي والمتوازن يمكن أن يحمي الجسم ويُحافظ على صحته، ويُقلّل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة، كما أنّه يدعم فقدان الوزن الزائد، ويُساعد في تحسين جودة النظام الغذائي.[١][٢]
ما هو النظام الغذائي النباتي؟
النظام الغذائي النباتي (Vegetarian Diet) هو النظام الذي يركز على تناول النباتات بأنواعها، والامتناع عن تناول اللحوم، والأسماك، والدواجن، بالإضافة إلى المنتجات الحيوانية المختلفة، ويوجد العديد من أشكال النظام الغذائي النباتي التي تختلف في قيودها وتعليماتها، ومن ضمن هذه الأنواع ما يأتي:[١][٣]
- النظام الغذائي النباتي الصارم: الذي يستثني جميع أنواع اللحوم والمنتجات الحيوانية بأنواعها، بما في ذلك البيض، والعسل، ومنتجات الألبان.
- النظام الغذائي النباتي اللاكتو: يمنع هذا النظام تناول جميع أنواع اللحوم، والدواجن، والأسماك، والبيض، لكنه يسمح بتناول منتجات الألبان.
- النظام الغذائي المرن: هو النظام النباتي الذي يسمح بإدراج بعض أنوع اللحوم، والأسماك، والدواجن في بعض الأحيان.
- نظام بيسيتاريان الغذائي: يمنع هذا النظام تناول جميع أنواع اللحوم والدواجن، لكنه يسمح بتناول الأسماك، بالإضافة إلى تناول البيض، ومنتجات الألبان.
- الأنظمة الغذائية النباتية الأخرى: توجد بعض الأنواع من الأنظمة النباتية التي تمنع تناول اللحوم بأنواعها، بما في ذلك الأسماك، والدواجن، واللحوم الحمراء، بالإضافة إلى منع تناول جميع منتجات الألبان، لكن يُسمَح بتناول البيض، بينما تسمح بعض الأنواع الأخرى من الأنظمة النباتية بتناول منتجات الألبان وتمنع تناول البيض.
وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لا يأكلون اللحوم، أو الأسماك، أو الدواجن، لكن تكمن الاختلافات الأخرى في إدراج البيض أو استبعاده، بالإضافة إلى منتجات الألبان، والمنتجات الحيوانية الأخرى.[١]
ما هي فوائد النظام الغذائي النباتي؟
يوجد العديد من الفوائد التي يمكن جنيها من اتباع النظام الغذائي النباتي، لكن بشرط اتباعه بالطريقة الصحيحة والمتوازنة، وبأن يوفر للجسم معظم العناصر الغذائية المهمة من خلال تناول كميات كافية من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، والبقوليات، والمكسرات، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه الطازجة، ومن أهم هذه الفوائد ما يأتي:[٢][٤]
- تخفيف الوزن: غالبًا ما يُساعد النظام الغذائي النباتي في إنقاص الوزن، والتخلّص من الوزن الزائد الناجم عن تراكم الدهون في الجسم.
- تعزيز صحة القلب: وجدت العديد من الأبحاث أنّ النظام الغذائي النباتي يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- خفض الكوليسترول في الدم: فالنظام الغذائي النباتي يُحافظ على المستويات الطبيعية للكوليسرول في الدم، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا من المرجح أن تكون لديهم مستويات كوليسترول أقل.
- المساهمة في علاج داء السكري: قد يكون الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أقل عُرضةً للإصابة بداءالسكري من النوع الثاني، وقد يعود ذلك إلى تناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، وقلة تناول الدهون غير الصحية، بالتالي المحافظة على استقرار مستويات السكر في الدم، ويمكن لمرضى السكري اتباع هذا النظام؛ لتقليل حدوث المضاعفات التي قد يُسببها المرض.
- تنظيم مستويات ضغط الدم: يُساعد النظام الغذائي النباتي في المحافظة على المستويات الطبيعية لضغط الدم، فالأطعمة الموجودة فيه غالبًا ما تكون قليلة الدهون، والصوديوم، والكوليسترول، الأمر الذي له تأثير إيجابي في ضغط الدم، كما تحتوي الفواكه والخضروات على نسبٍ جيدة من البوتاسيوم، الذي يُساعد في خفض ضغط الدم.
- تخفيف أعراض الربو: يُساعد النظام الغذائي النباتي في السيطرة على أعراض الربو والتقليل من حدّتها، كما أثبتت بعض الدراسات أنّه يُساعد في التحسّن وتقليل الاعتماد على الأدوية، إذ يُعتقد أن بعض الأطعمة الحيوانية يمكن أن تُسبب الحساسية أو تزيد الالتهابات في الجسم؛ لذا فإن إزالة هذه الأطعمة من النظام الغذائي يمكن أن يُقلّل من هذه الاستجابات، بالتالي تخفيف أعراضالربو.
- تعزيز صحة العظام: معدلات الإصابة بهشاشة العظام غالبًا أقلّ لدى الأشخاص الذين يعتمدون على النظام الغذائي النباتي، ويُعزى ذلك إلى أن المنتجات الحيوانية قد تدفع الكالسيوم إلى خارج الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض قوة العظام وصلابتها، وزيادة خطر الإصابة بهشاشتها.
- تقليل خطر الإصابة بالسرطان: وجدت العديد من الدراسات أن اتباع نظام غذائي نباتي يُقلّل من خطر الإصابة بالسرطان عمومًا، كما أنّه قد يوفر حمايةً ضد أنواع السرطانات الخاصة بالنساء، كسرطان الرحم، وسرطان المبيض، بالإضافة إلى ذلك أثبتت بعض الدراسات دور النظام الغذائي النباتي في تقليل خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم.
هل النظام الغذائي النباتي آمن؟
تُوفر اللحوم والدواجن والأسماك كمياتٍ جيدةً من البروتين، وأحماض الأوميغا 3 الدهنية، بالإضافة إلى العناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، بما في ذلك الزنك، والسيلينيوم، والحديد، وفيتامين ب12، وغيرها، كما تحتوي المنتجات الحيوانية الأخرى مثل البيض ومنتجات الألبان على نسبٍ مرتفعةٍ من الكالسيوم، وفيتامين (د)، وفيتامين (ب)، وغيرها من العناصر الغذائية اللازمة للمحافظة على صحة الجسم وسلامته.
عند استبعاد اللحوم أو المنتجات الحيوانية الأخرى من النظام الغذائي واتباع نظام غذائي نباتي قد يتسبّب ذلك بأن يكون الجسم أكثر عُرضةً للإصابة بنقص هذه العناصر؛ فقد أثبتت العديد من الدراسات أنّ الأشخاص النباتيين غالبًا ما يُعانون من نقص البروتين، والكالسيوم، بالإضافة إلى نقص الحديد، واليود، وفيتامين ب 12، وهذه الحالات تتسبّب بالعديد من الأعراض، بما في ذلك التعب الجسدي، والضعف العام، وفقر الدم، وفقدان قوة العظام وصلابتها، بالإضافة إلى الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية، وغيرها من الأعراض المزعجة، التي قد تؤثر سلبًا في حياة الفرد.[١]
وتجدر الإشارة إلى أنّ النظام الغذائي النباتي يُعدّ من الأنظمة الغذائية الآمنة؛ إذ يمكن للأشخاص النباتيين الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها من خلال نظام غذائي نباتي صحي ومتوازن، عن طريق تضمين مجموعة متنوعة من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى مصادر البروتين المتنوعة، والأطعمة المدعمة؛ لضمان الحصول على التغذية المناسبة، إلّا أنّه غالبًا ما يُنصح بتناول المكملات الغذائية والفيتامينات المتعددة؛ لزيادة مدخولها إلى الجسم بسرعة وتعويض النقص المحتمل، كتناول مكمل أوميغا 3 النباتي، لا سيّما في النظام الغذائي الذي يُمنع فيه تناول السمك؛ إذ إنّ أحماض الأوميغا النباتية التي يمكن الحصول عليها من البذور ولا يستطيع الجسم امتصاصها والاستفادة منها مثل مكافئات المصدر الحيواني.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Rachael Link (2018-10-17), "The Vegetarian Diet: A Beginner's Guide and Meal Plan", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
- ^ أ ب Ashley Marcin (2018-06-28), "The Beginners Guide to Becoming a Vegetarian", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
- ↑ "Vegetarian Diet", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-17. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (2020-01-20), "What to know about the vegetarian diet", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
- ↑ Carina Norris (2019-05-14), "The beginner's guide to being a healthy, happy vegetarian", www.netdoctor.co.uk, Retrieved 2020-08-17. Edited.