فوائد كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان

كتابة:
فوائد كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان


فوائد كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان

يُعتبر كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان من كتب التزكية والتهذيب، والتي تأخذ بالإنسان المسلم من ضيق وظلمات طريق الشيطان إلى سعة ونور الصراط المستقيم، والكتاب من تأليف الإمام ابن القيم الجوزية، فقد قدم الإمام ابن القيم في كتابه هذا العديد من الفوائد، ومن أبرزها ما يأتي:[١]


التعريف بمكائد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم

تحدث الإمام ابن القيم حول الشيطان الرجيم وعصيانه لأمر الله -سبحانه وتعالى- وامتناعه عن السجود لآدم؛ لأنّه يظن أنّه خير منه، ومن ثم توعد إبليس بأن يغوي ابن آدم جميعًا، ويقعد لهم في كل طريق وباب خير.[٢]


يقول ابن القيم في ذلك بأنّ ما من طريق خير إلّا والشيطان قاعد عليه يقطعه على السالك، ليُشككهم في آخرتهم ويُرغبهم في الدنيا، وأنّه سيأتيهم من جميع الجهات ليُضلهم عن سبيل الله إلّا من فوقهم، ويقول الإمام ابن القيم أنّ على الإنسان أن يكون عابدًا متوكلًا على الله الغفور الرحيم لا يخشى إلا الله.[٢]


علاج مرض القلب

يُقدم الإمام ابن القيم دليلًا لمحاربة الشيطان، وتسلطه على نفس الإنسان، وقد حذر الله -سبحانه وتعالى- عباده في القرآن الكريم من اتباع الشيطان الرجيم؛ وذلك لأنّ أصل فساد النفس يأتي من وسوسة الشيطان، فالنفس هي المركبة التي يمتطيها الشيطان، ويقودها إذا الإنسان استسلم، ولم يتحصن بذكر الله وبالإستعاذة وبقراءة القرآن الكريم.[٢]


كما أورد الإمام بن القيم بعض الأذكار النبوية للتحصين من الشيطان، ومن هذه الأذكار ما يأتي:[٢]


للهُمَّ عَالمَ الْغَيَبِ وَالشّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شيء وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نفسي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نفسي سُوءًا أَوْ أَجرهُ إِلَى مُسْلِمٍ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ).[٢]


علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه

قدّم الإمام ابن القيم فائدةً حول إصلاح القلب من تسلط نفس الإنسان عليه؛ وذلك لأنّ أصل وأساس جميع أمراض القلب تنشأ؛ بسبب النفس فإنّ فسادها يتشعب ليشمل الأعضاء جميعها وأكثر بلاءها يكون على القلب.[٢]


كما يُخبر الإمام ابن القيم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعاذ من شرور النفس، ومن شر ما يتولد من الأعمال وما يترتب على ذلك من المكاره والعقوبات، فجمع بين الاستعاذة من شر النفس وسيئات الأعمال.[٢]


كما أجمع العارفون بالله أنّ النفس قاطعة بين القلب ووصول القلب لله -سبحانه وتعالى- ولا يستطيع المرء الوصول لله إلا بمخالفة هذه النفس أو امتلاكها.[٢]


علامات مرض القلب وصحته

تحدث الإمام ابن القيم حول علامات ودلالات مرض القلب وعلامات صحته، ويرى الإمام ابن القيم أنّ مرض العضو يكمن بتعذر تأدية الدور الذي خلق له، ومرض القلب هو أن يتعذر عليه تأدية ما خلق لأجله وهو معرفة الله -سبحانه وتعالى-، ومحبته والشوق إلى لقائه والرجوع إليه.[٢]


إضافةً إلى أن يُصبح القلب مؤثرًا على شهوات النفس، وذلك يُؤثر على رضوان الله -سبحانه وتعالى-، ونيل حظوظ الدنيا على محبة الله، وأنّ القلب الصحيح هو القلب الذي يُقدم الأمور النافعة الشافية على الأمور الضارة المؤذية، وإن أنفع الأغذية غذاء الإيمان وأنفع الأدوية دواء القرآن.[٢]


من علامات صحة القلب كذلك أن يعتزل القلب الدنيا، ويرحل عنها حتى يصل الآخرة، وكأنه غريب في هذه الدنيا، ومن علامات صحة القلب أنّه يظل يُنبه صاحبه حتى يرجع إلى الله -سبحانه وتعالى- ويخبت إليه ويتوب ويمتلأ محبةً لله -سبحانه وتعالى-.[٢]


كيفية طهارة القلب من أدرانه

تحدث ابن القيم في هذا الباب حول أنّ الزكاة لا تحصل إلّا بالطهارة وإصلاح الأعمال والأخلاق، وعلى المرء أن يُطهر نفسه، وذلك بتطهير مطعمه ومشربه وملبسه والحرص أن يكون ذلك كله حلالاً لا يشوبه الحرام، فإنّ ذلك يُعزز تطهير القلب.[٢]

المراجع

  1. "اغاثة اللهفان"، المكتبة الوقفية، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ابن قيم الجوزية، كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان، صفحة 1-1397. بتصرّف.
4971 مشاهدة
للأعلى للسفل
×