فوائد من آية (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)
هذه الآية فيها العديد من الفوائد نذكر منها ما يأتي:
- (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)[١]
لم يكن حول بيت الله الحرام الكثير من الناس، لكن من كان يدري أن المناداة للحج مستمرة إلى عصرنا الحالي، فكان عليه النداء والله تكفل بالبلاغ، وكذلك على الإنسان المسلم أن يبذل ما يستطيع من جهد والله يتكفل بتيسير باقي الأمور، فالإنسان لا ييأس ولا يقنط؛ لأن الخير كله بيد الله -سبحانه وتعالى-.[٢]
- (يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)[١]
بلغ إجمالي أعداد الحجاج خلال الأعوام الخمسين الماضية أكثر من 95 مليون حاج 95.853.017، وقد تجاوزت أعداد الحجاج حاجز المليونين حاج خلال 19 موسماً في العقود الخمسة الأخيرة،[٣] يلبون النداء ماشين وراكبين.
- (يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)[١]
ليس هناك أي حاجز يمنع المسلمون من الحج حتى الفقراء ممن سقط عنهم الحج لعدم الاستطاعة يقومون بالادخار لتلبية النداء ولو مرة في العمر، وحتى أولئك الذين يبعدون مسافات بعيدة، مستعدون لركوب كافة أنواع المواصلات ليصلون إلى بيت الله الحرام حاجين ومعتمرين.
- دين الأنبياء جميعا واحد
على ملة إبراهيم -عليه السلام-، وأما ما أحدثه متبعو الديانات من تحريف فهو مردود عليهم وليس هو الدين الصحيح الذي جاء به أنبياؤهم من عند الله، فالحج فريضة من لدن إبراهيم -عليه السلام- ونحن نتبعه لأن ديننا ودينه الإسلام.
شرح الآية
يقول -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)،[١] يقول ابن كثير في تفسيرها: "نادِ يا إبراهيم في الناس داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت، فقال إبراهيم -عليه السلام- وكيف سيبلغ صوتي للناس؟، فقيل له: نادِ وعلينا البلاغ، فقام على مقامه وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجوه، فتواضعت الجبال ووصل الصوت إلى أرجاء الأرض، ولبى الشجر والحجر: لبيك اللهم لبيك".[٤]
وأخبره الله أن الناس سيأتون ملبين ماشين وراكبين من كل طريق بعيد، وفي حنين أهل الإيمان للكعبة المشرفة وقصدهم لها من سائر الجهات والأقطار تلبيةً لنداء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- واستجابة لدعائه: (فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم)،[٥] فتراهم يأتون ملبين في كل عام وأفئدتهم مليئة بالشوق لبيت الله تعظيماً لهذه الشعائر.[٤]
لمسات بيانية
في هذه الآية العديد من اللمسات البيانية التي ذكرها الدكتور فاضل السامرائي ومنها ما يأتي:[٦]
- (ضَامِرٍ)، الضامر هو المهزول الضعيف المنهوك من السفر؛ وذلك لأنها تأتي من كل فج عميق أي بعيد، والبعد هو الذي يُضمر الإبل والمطايا.
- لم يقتصر على قول: (مِن كُلِّ فَجٍّ) وإنما قال: (مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، لأن الفج يشمل البعيد والقريب فلا يناسب ذكر الضمور، والفج هو الطريق بالجبل وهو أنسب بالضمور من كلمة الطريق أو السبيل.
- (عَمِيقٍ) العمق ضد الارتفاع، وكأنهم يأتون ليرتفعوا عند الله، وتعلو مقاماتهم عنده بمغفرة الذنوب وحط الخطايا عن ظهورهم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث سورة الحج، آية:27
- ↑ محمد محمود، "وأذن في الناس بالحج"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعرف على أعداد الحجاج في 50 عاما"، الجزيرة، 9/8/2019، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "تفسير ابن كثير سورة الحج آية 27"، المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة ابراهيم، آية:37
- ↑ "وقفات تدبرية"، الموسوعة القرآنية، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.