محتويات
حديث (من رأى منكم منكراً)
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمان).[١]
فوائد من حديث (من رأى منكم منكراً)
تتجلّى عدّة دروسٍ وفوائد في الحديث الشريف السابق، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:[٢][٣]
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على كلّ مسلمٍ، كلٌّ وفق قدرته واستطاعته، وله مراتب.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعبةٌ من شُعب الإيمان.
- وجود مراتب للأمر بالمعروف والنهي المنكر دليلٌ على أنَّ إيمان المسلم يزيد وينقص، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمان)،[١] فالحديث دلّ على أنّ الإيمان يتفاوت من شخصٍ لآخرٍ، فمنه الضعيف ومنه القوي كما دلّت على ذلك عدّة نصوصٍ من القرآن والسنة، قال -تعالى-: (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا).[٤]
- علّقت الشريعة واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاستطاعة؛ لُطفاً وتخفيفاً على العباد، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ...).[١]
- العبادات والسنن في الإسلام لا يجوز التغيير فيها أو في ترتيبها، وذلك من المنكرات التي يجب إنكارها.
مناسبة حديث (من رأى منكم منكراً)
أورد الإمام مسلم في صحيحه الحديث السابق عن التابعي طارق بن شهاب الذي يُخبر فيه أنَّ أول من قدَّم الخطبة يوم العيد على الصلاة هو الأمير مروان بن الحكم، فوقف رجل فأنكر ذلك قائلًا: الصلاة قبل الخطبة، فردّ عليه مروان أنَّ سبب فعله ذاك ترك الناس الاستِماعَ للخطبة إذا قُدِمت الصلاة عليها، فأقرَّ أبو سعيد الخدري الرجل على إنكاره، وأنَّه قد أدى ما عليه من واجبٍ تغييرالمنكر بلسانه أمام الأمير مروان بن الحكم، وقال -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمان).[١][٥]
معنى حديث (من رأى منكم منكراً)
يدلّ الحديث النبوي السابق على أنَّ المسلم يلزمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسَبَ استطاعته، فإذا رأى المسلم منكراً لا يتغيّر إلّا بيده، فيجب عليه أن يغيّره بيده،[٦] ثمَّ يُعرج الحديث النبوي إلى إنكار المنكر باللسان وجوباً إن منعه مانعٌ عن التغيير باليد، ثمّ ينكره بقلبه في حال وجود مانعٍ للتغيير باللسان؛ كالخوف من ترتّب فتنةٍ على ذلك، أو خشية إلحاق الضرر بالنفس كإشهار السلاح، أو الإضرار بعضوٍ من الجسم أو الإضرار بالمال، والإنكار بالقلب واجبٌ على كلّ مسلمٍ فيكره المنكر ولا يرضى به، ويعزم في نفسه على تغييره بكلّ فعلٍ أو قولٍ إن استطاع ذلك، والإنكار بالقلب أدنى درجات الإنكار، وقد وصفه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأضعف الإيمان. [٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:49، صحيح.
- ↑ مجموعة من العلماء، "شروح الأحاديث"، الدرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ عبدالعال سعد الشليّه (30/7/2016)، "شرح حديث: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة المدثر، آية:31
- ↑ مجموعة من العلماء، "شروح الأحاديث"، الدرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ [أحمد حطيبة]، كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ عبدالعال سعد الشليّه (30/7/2016)، "شرح حديث: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.